خطأ وحيد: بين اللوم والإجتهاد
بعد أن انتهيت من امتحان التاريخ، شعرت براحة عميقة وأنا أخرج من القاعة الامتحانية، وأتخيل أنني قد قدمت كل ما في وسعي. كانت الأسئلة قد خلطت بين السهل والصعب، لكنني كنت واثقًا من الإجابات. في المساء، جاء قريبي السيد المعلم (رض) لزيارة منزلنا، وعيناه لا تفارق دفتري الذي كان قد ألقى عليه نظرة سريعة في وقت سابق.
جلست في الزاوية وأنا أراقب، وعندما حانت اللحظة التي سألني فيها، كنت أعلم أنه لم يكن مجرد سؤال عابر. كان السؤال عن نقطة محددة، وكنت قد توقعت أن تكون الإجابة التي قد اشتبه فيها هي الإجابة التي لم أكن متأكدًا منها، تلك النقطة التي لم أتمكن من إتمامها بالشكل المطلوب.
"هل تذكر جوابك عن..." قال وهو يحدق في عينيّ، وتغيرت نبرة صوته فجأة. كان واضحًا أنه لاحظ الخطأ الوحيد الذي ارتكبته في الإجابة، وأخذ ذلك الشك الطفيف في عينيه ليعاقبني وكأنني ارتكبت خطيئة لا تغتفر.
بدأت عاصفة من اللوم والتعنيف والتهديد تلاحقني: "شوفوا!! كيف نسى هذه المعلومة؟ هذا إهمال! كيف تعتقد أن هذا مقبول؟" كانت الكلمات تتساقط عليّ مثل أمطار غزيرة، تُعلي من حجم الخطأ وتقلل من جهد الساعات التي قضيتها في المراجعة والتحضير.
"أنتَ مهمل! هذا ليس مقبولًا!" كانت تلك هي الرسالة التي وصلتني.
ولكن في داخل قلبي، كنت أعرف الحقيقة: أنني قد اجتهدت وأعطيت أفضل ما عندي. ولم تكن الدرجة النهائية سوى 95%، وهو رقم يشهد على جدية سعيي.
لكن كان ذلك الخطأ الوحيد هو محور حديثه، وكأن نسبة 95% لا قيمة لها إذا كان هناك خطأ واحد، أو نقطة واحدة غير دقيقة في إجابة طويلة ومفصلة.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء من الغضب والألم في آن واحد. لم يكن اللوم في محله، وكان مفرطًا في حدة التوبيخ. كنت أتمنى أن يركز قليلاً على الإنجاز ويشجعني على تحسين ما تبقى، بدلاً من أن يركز على هذه النقطة القليلة التي لم تكن لتؤثر بشكل كبير على الإجابة بشكل عام.
ولكنني أيضًا علمت أن بعض الأشخاص يميلون إلى التركيز على الأخطاء أكثر من النجاحات. كان ذلك الموقف بالنسبة لي درسًا في أهمية أن نحتفظ بنظرة أكثر توازنًا في تقييم الجهود، وأن نقدر الأمور كما هي بكل تفاصيلها.
الخاتمة
وفي النهاية، كانت النتيجة هي أنني خرجت من تلك التجربة مع قليل من الاستفهام حول كيفية تعامل الناس مع النجاحات والأخطاء. ففي الحياة، نحتاج إلى أن نتعلم كيف نحتفل بإنجازاتنا حتى وإن كانت هناك بعض الهفوات الصغيرة.
بعد أن انتهيت من امتحان التاريخ، شعرت براحة عميقة وأنا أخرج من القاعة الامتحانية، وأتخيل أنني قد قدمت كل ما في وسعي. كانت الأسئلة قد خلطت بين السهل والصعب، لكنني كنت واثقًا من الإجابات. في المساء، جاء قريبي السيد المعلم (رض) لزيارة منزلنا، وعيناه لا تفارق دفتري الذي كان قد ألقى عليه نظرة سريعة في وقت سابق.
جلست في الزاوية وأنا أراقب، وعندما حانت اللحظة التي سألني فيها، كنت أعلم أنه لم يكن مجرد سؤال عابر. كان السؤال عن نقطة محددة، وكنت قد توقعت أن تكون الإجابة التي قد اشتبه فيها هي الإجابة التي لم أكن متأكدًا منها، تلك النقطة التي لم أتمكن من إتمامها بالشكل المطلوب.
"هل تذكر جوابك عن..." قال وهو يحدق في عينيّ، وتغيرت نبرة صوته فجأة. كان واضحًا أنه لاحظ الخطأ الوحيد الذي ارتكبته في الإجابة، وأخذ ذلك الشك الطفيف في عينيه ليعاقبني وكأنني ارتكبت خطيئة لا تغتفر.
بدأت عاصفة من اللوم والتعنيف والتهديد تلاحقني: "شوفوا!! كيف نسى هذه المعلومة؟ هذا إهمال! كيف تعتقد أن هذا مقبول؟" كانت الكلمات تتساقط عليّ مثل أمطار غزيرة، تُعلي من حجم الخطأ وتقلل من جهد الساعات التي قضيتها في المراجعة والتحضير.
"أنتَ مهمل! هذا ليس مقبولًا!" كانت تلك هي الرسالة التي وصلتني.
ولكن في داخل قلبي، كنت أعرف الحقيقة: أنني قد اجتهدت وأعطيت أفضل ما عندي. ولم تكن الدرجة النهائية سوى 95%، وهو رقم يشهد على جدية سعيي.
لكن كان ذلك الخطأ الوحيد هو محور حديثه، وكأن نسبة 95% لا قيمة لها إذا كان هناك خطأ واحد، أو نقطة واحدة غير دقيقة في إجابة طويلة ومفصلة.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء من الغضب والألم في آن واحد. لم يكن اللوم في محله، وكان مفرطًا في حدة التوبيخ. كنت أتمنى أن يركز قليلاً على الإنجاز ويشجعني على تحسين ما تبقى، بدلاً من أن يركز على هذه النقطة القليلة التي لم تكن لتؤثر بشكل كبير على الإجابة بشكل عام.
ولكنني أيضًا علمت أن بعض الأشخاص يميلون إلى التركيز على الأخطاء أكثر من النجاحات. كان ذلك الموقف بالنسبة لي درسًا في أهمية أن نحتفظ بنظرة أكثر توازنًا في تقييم الجهود، وأن نقدر الأمور كما هي بكل تفاصيلها.
الخاتمة
وفي النهاية، كانت النتيجة هي أنني خرجت من تلك التجربة مع قليل من الاستفهام حول كيفية تعامل الناس مع النجاحات والأخطاء. ففي الحياة، نحتاج إلى أن نتعلم كيف نحتفل بإنجازاتنا حتى وإن كانت هناك بعض الهفوات الصغيرة.
