الإعلام الرسالي المتنوع بنشر الخبر، والمعلومة، والتحقيق العلمي، والحوار الإيجابي يخدم المتلقي، ويرتقي بوعي الإنسان فرداً وجماعةً، وللتنوير الإعلامي في المجال الخبري لابد من الإشارة إلى أهميته في القرآن الكريم؛ وهناك حاجة ماسّة لتطوير القدرات الصحفية، والإعلامية، للطاقات الشبابية من الإعلاميات، والإعلاميين... بعد انتشار وسائل الإعلام وتعددها في العالم الإسلامي والعراق اليوم، فالصحف اليومية، والأسبوعية، والمجلات، والدوريات، التي تصدر في كل مدينة وقصبة... ويعمل عشرات من الصحافيات والصحافيين في الإعلام من خلال وجود القنوات الفضائية، والقنوات الأرضية المحلية بالمدن، والإذاعات المتنوعة، والمطبوعات المختلفة بين الفصلية والشهرية والأسبوعية، أضف إلى ذلك الصحف الصادرة بتنوعها أيضاً.. بالطبع تحتاج هذه الطاقات الشابة إلى الموهبة، الدراية، الخبر، الاطلاع، وتطوير القدرات من خلال الدورات المكثفة والطويلة، والاتصال مع العالم الخارجي لتطوير الصحفيات والصحفيين الشباب... ولا تقتصر الدورات عليهم بل تطوير القدرات الإعلامية لكل العاملين بهذا الحقل بشكل دؤوب، وبالأخص الإعلام الإسلامي لقلة تجربته في العراق؛ لأن الإعلام كان مؤدلجاً لمدح الطاغية فقط، وحرم الشعب من الثقافة الإسلامية لعصور خلت.
أما عن الخبر والنبأ، فقد وردا في القرآن الكريم، فالخبر ورد في العديد من الآيات القرآنية والنصوص الكثيرة التي تناولته لإعلام النبي الأعظم محمد(ص) بمعنى النبأ، على اعتبار أن الخبر هو النبأ، والنبأ هو الخبر، فهما مترادفان، الغاية فيه والهدف الأسمى التوضيح والتعريف بما جرى من أحوال الأمم والشعوب، ويعد بعرف اليوم الخبر الذي تنقله وسائل الإعلام المتعددة من قنوات فضائية، ووكالات أنباء وصحف، ووسائل إعلام أُخَر...
ففي المعجم الوسيط يقول: نبأ الرجل نبئاً، أي أخبره وأنبأه الخبر، والنبأ هو الخبر، ويُقال: نبّأه بالشيء، أي أخبره به، وفى القرآن الكريم (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) النبأ: 2. إلى غيرها من الآيات الشريفة التي تشير إلى مادة(نبأ)، والتي وضحت الأخبار التي تؤكد على صدق الخبر حين نقله، وأشارت إلى أن النبأ هو الخبر الصادق واليقين التام الذي لا يساوره الشك ولا يحتمل التأويل، باعتبار أن مصدره الله سبحانه وهو الحق المطلق، وبالتالي فكلّ ما يردّ عن الله صدق، في حين أن لفظ الخبر مفرداً دون تحميله على معنى النبأ يعنى المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب، بعكس لفظ النبأ الذي لا يُطلق إلا على كلّ ما هو صدق وحقيقي، فالخبر في اللغة العربية يعني المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب.
بالطبع أهم ما يميز الخبر الصحفي هو مصداقيته؛ لأن الكذب قصير، والتضليل ينكشف، وبرقع الزيف لن ينطلي كثيراً. من هنا واجب الصحفي الشاب الالتزام بالمصداقية، والموضوعية، والحيادية، وأن يستقي أخباره من الصحف والوكالات الصادقة، لاسيما إن مصادر الخبر الصحف والمطبوعات والإعلانات والقنوات والإذاعات والمؤسسات الرسمية والأهلية، وأن يحلل الخبر ودوافعه وأغراضه معتمداً الأسئلة الستة: (ماذا، من، أين، متى، لماذا، كيف).
أما القصة لغةً: الخبر، وهو القَصَص، وقصَّ عليَّ خبره يقصّه قصّاً ومنه: (القص وهو تتبع الأثر), (والقـَـصص: الأثر) (والقصص: الأخبار المتتبعة). وللقصة معان أُخَر متقاربة، فهي تأتي بمعنى(الخبر), و(الأمر والحديث) و(الجملة من الكلام) (والقــَـصـص: الخبر المقصوص، بالفتح, وُضِع موضعَ المصدر حتى صار أغلب عليه, والقِـصص, بكسر القاف: جمع القِصة التي تكتب).
فمدلول القصة في اللغة واضح وواسع، ولكن بعض المُحْدَثين يختار مدلولاً للقصة فيه بعض القيود، وهو: الحكاية عن خبر وقع في زمن مضى لا يخلو من عبرة، فيه شيء من التطويل في الأداء.
القصة اصطلاحاً: أما مفهوم القصة في القرآن الكريم قد تتفاوت فيه وجهات النظر, وذلك نظراً لما في القصة القرآنية من خصائص تميّزها عن غيرها؛ من صدقٍ في الواقعية التاريخية، وجاذبيةٍ في العرض والبيان، وشموليةٍ في الموضوع، وعلوٍّ في الهدف، وتنوعٍ في المقصد والغرض، ووضوحٍ في الإعجاز.
فمدلول القصة في القرآن الكريم: هو مدلولها اللغوي مضافاً إليه تلك الخصائصُ والسِمَاتُ التي تميز بها القَصص القرآني على غيره... والله تعالى أعلم.
وللقصة ألفاظ تداخلها في مدلولها كثيراً, كـ(النبأ، والخبر، والمَثَل) في حين تناول العديد من الإعلاميين في العالم مفهوم الخبر الصحفي في تعريفات متنوعة، تشتمل على دلالات عدة تُستوحى من العمل الإخباري.
أما على المستوى المهني فقد كان "نورث كليف" هو صاحب أول تعريف للخبر عام (1865) حينما قال: إن الخبر هو الإثارة والخروج عن المألوف، فالخبر ليس أن يعض الكلب رجلاً في أثناء سيره بالشارع، ولكن أن يعض الرجل الكلب وهذا هو الخبر، حيث ساد هذا المفهوم الصحافة الأوربية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، بل لقد ظل هو الدستور الأساسي للصحافة الشعبية في الولايات المتحدة وأوربا، حيث يسود هذا الاتجاه أساساً في المجتمعات الليبرالية التي تؤكد على حرية الصحافة والعمل الصحفي، وتعمل فيها المؤسسات الصحفية بوصفها مشروعا تجارياً يسعى إلى الربح، وتحقيق السبق الصحفي، إلى غيرها من الاعتبارات المهنية الفاعلة في سوق الاستهلاك الصحفي، والغاية التي تحكمهم في ذلك هي زيادة التوزيع، وإبراز المهارة المهنية، وتحقيق الرضا الذاتي عن النفس والنجاح في العمل.
إن الغاية من التركيز على الخبر لجاذبيته اليومية ولمتابعته من قبل الجميع في العالم، ومن هنا بإمكان العالم الإسلامي تسويق الخبر المفرح السار، كأن حافظاً للقرآن يفوز بجائزة عالمية للتلاوة، إبراز العمر، طاقة الحفظ، وحوار معه، تحقيق عن حياته الأسرية، أو إعجاز علمي يُكتشف من أسرار القرآن الكريم عالمياً ومحلياً، صدور كتاب إسلامي يروج له إعلامياً.. وهكذا من الأخبار السارة التي تساهم بتغيير الصورة المغايرة عن المسلمين المتهمين بالإعلام الغربي أنهم إرهابيون فقط..!
فالخطاب القرآني الشامل للإنسانية وبكل أبعاد العلوم والمعرفة، يدعونا للتبصر، والتفكر، والتدبر، وتحليل الآيات القرآنية، والخبر القرآني، والقصة في القرآن، واستلهام الدروس في الإعلام السمعي والبصري، وتجسيد رؤيا القرآن الكريم بالعمل، فحث الإعلام الجميع بالتحلي بالإخلاص والنزاهة والعمل المثمر في سبيل الأمة هو تأكيد للخطاب الإعلامي لكتاب الله ومنهجه القويم، وبالتالي كلما يلتزم المسلم بقرآنه ومفرداته في حياته اليومية يؤدي منفعة لدينه بين الأمم والعقائد الأخَر، فنرى العالم المتحضر كاليابان مثلاً بلا انتماء شبيه لقرآننا الذي يحثنا على الإبداع في العمل، وهم يطبقون ما طلبه الخالق من المسلمين، لكنهم تلكؤوا بالتطبيق، بينما هم احترموا العمل فحازوا السبق العالمي بالإنتاج بأرقى صنوف العلم والعمل!! فما المانع من نهضتنا وقرآننا يحفزنا لكسب المهارات والتفوق بالعلم والعمل وهو يُتلى علينا، ونتلوه آناء الليل وأطراف النهار، فمسؤولية الإعلام الإسلامي التذكير الدائم بالخطاب القرآني للإسراع باللحاق الأممي الذي يعدو بسرعة الغزال، ولا نزال نحن نسير بسرعة السلحفاة!!
أما عن الخبر والنبأ، فقد وردا في القرآن الكريم، فالخبر ورد في العديد من الآيات القرآنية والنصوص الكثيرة التي تناولته لإعلام النبي الأعظم محمد(ص) بمعنى النبأ، على اعتبار أن الخبر هو النبأ، والنبأ هو الخبر، فهما مترادفان، الغاية فيه والهدف الأسمى التوضيح والتعريف بما جرى من أحوال الأمم والشعوب، ويعد بعرف اليوم الخبر الذي تنقله وسائل الإعلام المتعددة من قنوات فضائية، ووكالات أنباء وصحف، ووسائل إعلام أُخَر...
ففي المعجم الوسيط يقول: نبأ الرجل نبئاً، أي أخبره وأنبأه الخبر، والنبأ هو الخبر، ويُقال: نبّأه بالشيء، أي أخبره به، وفى القرآن الكريم (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) النبأ: 2. إلى غيرها من الآيات الشريفة التي تشير إلى مادة(نبأ)، والتي وضحت الأخبار التي تؤكد على صدق الخبر حين نقله، وأشارت إلى أن النبأ هو الخبر الصادق واليقين التام الذي لا يساوره الشك ولا يحتمل التأويل، باعتبار أن مصدره الله سبحانه وهو الحق المطلق، وبالتالي فكلّ ما يردّ عن الله صدق، في حين أن لفظ الخبر مفرداً دون تحميله على معنى النبأ يعنى المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب، بعكس لفظ النبأ الذي لا يُطلق إلا على كلّ ما هو صدق وحقيقي، فالخبر في اللغة العربية يعني المعلومة التي تحتمل الصدق والكذب.
بالطبع أهم ما يميز الخبر الصحفي هو مصداقيته؛ لأن الكذب قصير، والتضليل ينكشف، وبرقع الزيف لن ينطلي كثيراً. من هنا واجب الصحفي الشاب الالتزام بالمصداقية، والموضوعية، والحيادية، وأن يستقي أخباره من الصحف والوكالات الصادقة، لاسيما إن مصادر الخبر الصحف والمطبوعات والإعلانات والقنوات والإذاعات والمؤسسات الرسمية والأهلية، وأن يحلل الخبر ودوافعه وأغراضه معتمداً الأسئلة الستة: (ماذا، من، أين، متى، لماذا، كيف).
أما القصة لغةً: الخبر، وهو القَصَص، وقصَّ عليَّ خبره يقصّه قصّاً ومنه: (القص وهو تتبع الأثر), (والقـَـصص: الأثر) (والقصص: الأخبار المتتبعة). وللقصة معان أُخَر متقاربة، فهي تأتي بمعنى(الخبر), و(الأمر والحديث) و(الجملة من الكلام) (والقــَـصـص: الخبر المقصوص، بالفتح, وُضِع موضعَ المصدر حتى صار أغلب عليه, والقِـصص, بكسر القاف: جمع القِصة التي تكتب).
فمدلول القصة في اللغة واضح وواسع، ولكن بعض المُحْدَثين يختار مدلولاً للقصة فيه بعض القيود، وهو: الحكاية عن خبر وقع في زمن مضى لا يخلو من عبرة، فيه شيء من التطويل في الأداء.
القصة اصطلاحاً: أما مفهوم القصة في القرآن الكريم قد تتفاوت فيه وجهات النظر, وذلك نظراً لما في القصة القرآنية من خصائص تميّزها عن غيرها؛ من صدقٍ في الواقعية التاريخية، وجاذبيةٍ في العرض والبيان، وشموليةٍ في الموضوع، وعلوٍّ في الهدف، وتنوعٍ في المقصد والغرض، ووضوحٍ في الإعجاز.
فمدلول القصة في القرآن الكريم: هو مدلولها اللغوي مضافاً إليه تلك الخصائصُ والسِمَاتُ التي تميز بها القَصص القرآني على غيره... والله تعالى أعلم.
وللقصة ألفاظ تداخلها في مدلولها كثيراً, كـ(النبأ، والخبر، والمَثَل) في حين تناول العديد من الإعلاميين في العالم مفهوم الخبر الصحفي في تعريفات متنوعة، تشتمل على دلالات عدة تُستوحى من العمل الإخباري.
أما على المستوى المهني فقد كان "نورث كليف" هو صاحب أول تعريف للخبر عام (1865) حينما قال: إن الخبر هو الإثارة والخروج عن المألوف، فالخبر ليس أن يعض الكلب رجلاً في أثناء سيره بالشارع، ولكن أن يعض الرجل الكلب وهذا هو الخبر، حيث ساد هذا المفهوم الصحافة الأوربية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، بل لقد ظل هو الدستور الأساسي للصحافة الشعبية في الولايات المتحدة وأوربا، حيث يسود هذا الاتجاه أساساً في المجتمعات الليبرالية التي تؤكد على حرية الصحافة والعمل الصحفي، وتعمل فيها المؤسسات الصحفية بوصفها مشروعا تجارياً يسعى إلى الربح، وتحقيق السبق الصحفي، إلى غيرها من الاعتبارات المهنية الفاعلة في سوق الاستهلاك الصحفي، والغاية التي تحكمهم في ذلك هي زيادة التوزيع، وإبراز المهارة المهنية، وتحقيق الرضا الذاتي عن النفس والنجاح في العمل.
إن الغاية من التركيز على الخبر لجاذبيته اليومية ولمتابعته من قبل الجميع في العالم، ومن هنا بإمكان العالم الإسلامي تسويق الخبر المفرح السار، كأن حافظاً للقرآن يفوز بجائزة عالمية للتلاوة، إبراز العمر، طاقة الحفظ، وحوار معه، تحقيق عن حياته الأسرية، أو إعجاز علمي يُكتشف من أسرار القرآن الكريم عالمياً ومحلياً، صدور كتاب إسلامي يروج له إعلامياً.. وهكذا من الأخبار السارة التي تساهم بتغيير الصورة المغايرة عن المسلمين المتهمين بالإعلام الغربي أنهم إرهابيون فقط..!
فالخطاب القرآني الشامل للإنسانية وبكل أبعاد العلوم والمعرفة، يدعونا للتبصر، والتفكر، والتدبر، وتحليل الآيات القرآنية، والخبر القرآني، والقصة في القرآن، واستلهام الدروس في الإعلام السمعي والبصري، وتجسيد رؤيا القرآن الكريم بالعمل، فحث الإعلام الجميع بالتحلي بالإخلاص والنزاهة والعمل المثمر في سبيل الأمة هو تأكيد للخطاب الإعلامي لكتاب الله ومنهجه القويم، وبالتالي كلما يلتزم المسلم بقرآنه ومفرداته في حياته اليومية يؤدي منفعة لدينه بين الأمم والعقائد الأخَر، فنرى العالم المتحضر كاليابان مثلاً بلا انتماء شبيه لقرآننا الذي يحثنا على الإبداع في العمل، وهم يطبقون ما طلبه الخالق من المسلمين، لكنهم تلكؤوا بالتطبيق، بينما هم احترموا العمل فحازوا السبق العالمي بالإنتاج بأرقى صنوف العلم والعمل!! فما المانع من نهضتنا وقرآننا يحفزنا لكسب المهارات والتفوق بالعلم والعمل وهو يُتلى علينا، ونتلوه آناء الليل وأطراف النهار، فمسؤولية الإعلام الإسلامي التذكير الدائم بالخطاب القرآني للإسراع باللحاق الأممي الذي يعدو بسرعة الغزال، ولا نزال نحن نسير بسرعة السلحفاة!!