المعاني العميقة لخطبة الإمام الحسين (ع) وهو يصف أعدائه من أصحاب عمر بن سعد (لع) ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
قال الإمام الحسين (ع) لأتباع عمر بن سعد الذين جاؤوا لقتاله في يوم عاشوراء وعلى أرض كربلاء : ( تباً لكم أيتها الجماعة ! وترحاً ، أفحين استصرختمونا ولهين متحيرين فأصرخناكم مؤدين مستعدين ، سللتم علينا سيفاً في رقابنا ، وحششتم علينا نار الفتن التي جناها عدوكم وعدونا فأصبحتم إلباً على أوليائكم ، ويدا عليهم لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، إلا الحرام من الدنيا أنالوكم ، وخسيس عيش طمعتم فيه ، من غير حدث كان منا ، ولا رأي تفيل لنا .
فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا وتركتمونا ، تجهزتموها والسيف لم يشهر ، والجأش طامن ، والرأي لم يستحصف ، ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدبا ، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش ، فقبحا لكم ، فإنما أنتم من طواغيت الأمة ، وشذاذ الاحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الأثام ، ومحرفي الكتاب ، ومطفئي السنن ، وقتلة أولاد الانبياء ، ومبيري عترة الأوصياء ، وملحقي العهار بالنسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصراخ أئمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين.
وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون ، وإيانا تخذلون ، أجل والله ! الخذل فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم ، وتوارثته أصولكم وفروعكم ، ونبتت عليه قلوبكم وغشيت به صدوركم ، فكنتم أخبث شيء سنخا للناصب وأكلة للغاصب ، ألا لعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا فأنتم والله ! هم .
ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين القتلة والذلة ، وهيهات منا أخذ الدنية ، أبى الله ذلك ورسوله ، وجدود طابت ، وحجور طهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية ، لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا إني قد أعذرت وأنذرت ، ألا إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العتاد ، وخذلة الأصحاب . 1
*****************
1 - بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج 45 ، ص 8 .
