بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
يعيش الإنسان حوارًا دائمًا لا ينقطع مع نفسه، حوارًا خفيًّا يجري في أعماق قلبه وعقله، قد لا يسمعه أحد، لكنه يترك أثره العميق في ملامحه، مزاجه، وقراراته.
فما نقوله لأنفسنا في لحظات الضعف، أو الفشل، أو الخوف، هو ما يصنع شكل حياتنا من الداخل، قبل أن ينعكس على الخارج.
قال تعالى:
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
(سورة الإسراء: 53)
(سورة الإسراء: 53)
فالكلمة الحسنة ليست فقط التي تُقال للناس، بل أولى بها أن تُقال للنفس، لأن الله يحب أن يسكن الحُسن في القلب قبل اللسان.
🌸 التحدث الإيجابي مع الذات: طاقة من النور
التحدث مع الذات الإيجابي ليس مجرد تفاؤل سطحي، بل هو عبادة قلبية تُعبّر عن الثقة بالله وحسن الظن به.
حين تقول لنفسك:
“سأقدر بإذن الله”،
“الله معي ولن يتركني”،
“هذا الامتحان لحكمة وسأتجاوزه”،
فأنت في الحقيقة تمارس ذكرًا خفيًا يغرس الطمأنينة في قلبك.
“الله معي ولن يتركني”،
“هذا الامتحان لحكمة وسأتجاوزه”،
فأنت في الحقيقة تمارس ذكرًا خفيًا يغرس الطمأنينة في قلبك.
قال الإمام علي عليه السلام:
"من حسن ظنه بالله كان عند ظنه، ومن ساء ظنه بالله كان كذلك."
(غرر الحكم)
(غرر الحكم)
أي أن طريقة حديثك مع نفسك تُعبّر عن ظنك بربك، فإن كنت تحدثها بلغة الأمل والرحمة والثقة، فأنت تحسن الظن بربك وتفتح أبواب التوفيق.
🌧️ التحدث السلبي مع الذات.. سمّ خفي
الكلمات الجارحة التي نوجهها لأنفسنا مثل:
“أنا فاشل”، “لا أحد يحبني”، “كل شيء ينهار في حياتي”،
هي سهام مسمومة تطعن القلب في هدوء.
هي سهام مسمومة تطعن القلب في هدوء.
وقد حذّرنا الله من هذا النوع من الحديث في قوله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا﴾
(البقرة: 104)
(البقرة: 104)
فحتى اللفظ غير اللائق أو الموحِي بالسوء منهي عنه، فكيف بالكلمات التي نوجّهها لأنفسنا صباحًا ومساءً؟
إن الحديث السلبي يجعل الإنسان يعيش في عالم من القلق والحزن، حتى لو كان حوله كل أسباب الراحة.
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"إن الله عند حسن ظن عبده به، فليظن به ما شاء."
(الكافي)
(الكافي)
فإذا ظننت بنفسك شرًا، كأنك ظننت بقدرة الله عليك ضعفًا، لأنك نسيت أن القوة والتوفيق منه لا منك.
كيف نصحح حديثنا مع ذواتنا؟
- الوعي:
انتبه لما تقوله لنفسك. راقب أفكارك كما يراقب الحارس بوابة القلب.
كلما سمعت نفسك تقول “لا أستطيع”، أضف بعدها “...إلا أن يعينني الله”. - التحويل:
استبدل العبارات السلبية بإيجابية واقعية:- بدلًا من: “أنا فاشل” ➤ قل: “أنا أتعلم وأتحسن”.
- بدلًا من: “أنا ضعيف” ➤ قل: “أنا أحتاج قوة من الله وسأطلبها”.
- الاستعانة بالذكر والدعاء:
اجعل ذكر الله جزءًا من حديثك الداخلي، فهو يطهّر اللسان الباطني كما يطهّر الذكر اللسان الظاهري.
قال تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ﴾ (الرعد: 28) - الرحمة بالنفس:
الإمام علي عليه السلام قال:"الرحمة على قدر الرحمة بالنفس."
فمن لا يرحم نفسه في أخطائها، يعجز عن السلام مع غيره.
سامح نفسك كما تحب أن يسامحك الله.
🌺 أنت ما تقول لنفسك
التحدث مع الذات ليس أمرًا عابرًا، بل هو المرآة التي ترى بها روحك.
فإن كانت كلماتك مليئة بنور الأمل، أشرقت حياتك.
وإن كانت مظلمة باليأس واللوم، انطفأت أنوار السكينة في داخلك.
تذكّر دائمًا:
💖 إن لم تستطع أن ترتاح مع نفسك، فلن تشعر بالسعادة أبدًا.
لأن الكلمات التي تحدث بها نفسك، هي التي تشكل العالم الذي تعيش فيه.
لأن الكلمات التي تحدث بها نفسك، هي التي تشكل العالم الذي تعيش فيه.
قال رسول الله ﷺ:
"الكلمة الطيبة صدقة."
فابدأ بالصدقة على نفسك أولًا، بكلمة طيبة تزرع الأمان في صدرك.
فابدأ بالصدقة على نفسك أولًا، بكلمة طيبة تزرع الأمان في صدرك.