تويت
اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّ الحوادث التي وقعت عند شهادة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كثيرة، وتحتاج إلى بيان واسع لا يسعه المقام.
غير أنّي أودّ أن أسلّط الضوء على مسألة أراها من أهم المراحل في سيرة النبي صلى الله عليه وآله.
فبعد أن عجزت قريش، ومعها اليهود، عن تصفية النبي صلى الله عليه وآله في محاولات متكرّرة، غيّروا خطّتهم، فأدخلوا في الإسلام شخصيات لم يكن لها وزن حقيقي في المجتمع العربي، لتكون أداة لبثّ الشبهات والتأثير على مسار الأمة.
وقد طُلب من هؤلاء أن يتقرّبوا من النبي صلى الله عليه وآله، بانتظار الفرصة المناسبة لاغتياله وسلب الحكم من بعده.
لقد جرت الخطة كما أرادوا، غير أنّ ما لم يكن في حساباتهم هو موقف الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
فقد كانت خطتهم بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله أن يهجموا على دار أمير المؤمنين علي عليهالسلام، فيُجبرونه على خيار من ثلاثة: إما أن يُقتل، أو أن يَقتُل، أو أن يُبايع، وفي جميع الأحوال يتم إبعاده عن موقع الخلافة.
إلا أنّ الزهراء عليهاالسلام صنعت خيارًا رابعًا لم يكن في حسبانهم، قلب موازين المؤامرة: إذ تصدّت بنفسها للدفاع عن إمام زمانها، فكشفت زيف القوم، وأظهرت الحقائق للأمة، وحفظت الإمامة .
لقد أعادت الاعتبار للحق، وخلّدت في التاريخ موقفًا صار وثيقة ناطقة بظلم المعتدين.
لقد دوّن التاريخ أحداث الهجوم على دارها باعترافاتهم هم، حتى عجز البخاري وغيره عن طمسها، فبقيت شاهدًا صارخًا على تلك الحقبة، ودليلًا على مظلومية أهل البيت عليهم السلام.
وهكذا بقيت مظلوميتها حيّة في كل زمان ، تسائل التاريخ وتُحرجه بمرارة السؤال:
ولأيِّ الأمور تُدفن سرًّا
بضعةُ المصطفى ويُعفى ثراها؟
-----------------------------
منقول