🌳 الشجرة الطيبة الممتدة إلى الآخرة

[يازهراء]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد


قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾
(سورة إبراهيم 24–25)

🌱 في هذه الآية يقدّم الله تعالى صورة عجيبة للنفس المؤمنة، وللإنسان الصالح الذي يزرع في الأرض عملاً طيبًا، ويغرس في القلوب أثرًا لا يزول.
إنها الشجرة الطيبة، جذورها ضاربة في الإيمان، وساقها ممدودة بالعمل الصالح، وأغصانها باسقة في السماء بالنية الخالصة والرجاء الصادق.

🌿 أصلها ثابت


أي إن أساسها متين لا تزعزعه رياح الدنيا، فهي قائمة على يقين بالله، وعلى حبٍّ للخير، وعلى نيةٍ مخلصة لا تطلب إلا وجهه الكريم.
الإنسان الطيب يشبه تلك الشجرة؛ لا يتغير معدنه مهما تبدلت الفصول، يبقى ثابتًا في العطاء والصفاء.

☀️ وفرعها في السماء


أي إن آثارها تمتد إلى العلى؛ فالكلمة الطيبة، والابتسامة، والمساعدة الخفية، والدعاء للناس بظهر الغيب — كلها فروع تمتد نحو الله، تُسجَّل في صحيفة العمل، وتظل تنمو حتى بعد أن يغادر الإنسان هذه الدنيا.

قيل:

“ازرعوا في قلوبكم محبّة الخير، فإنها تؤتي ثمرها في الدنيا وتظلكم في الآخرة.”

🍃 تؤتي أكلها كل حين

فهي لا تثمر في موسم دون موسم، بل في كل وقت تفيض خيرًا.
قد يكون ثمرها دعوة هادئة تغيّر قلبًا، أو علمًا نافعًا، أو تربية صالحة لأبناء يواصلون النور بعد رحيلك.
الإنسان الذي يجعل أعماله لله وحده، لا تنقطع حسناته بموته؛ بل تظل تنمو كما تنمو الشجرة المثمرة.

قال النبي صلى الله عليه وآله:

“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.”

🌸 أثرها في الدنيا وظلها في الآخرة

هذه الشجرة الطيبة لا تكتفي بأن تكون جميلة المنظر، بل تمنح ظلاً للآخرين، وتكون مأوىً للضعفاء، وتلهم النفوس المرهقة أملاً.
وفي الآخرة، يجد صاحبها نفس الظل، ظلّ الرحمة الإلهية التي تشمل كل من غرس خيرًا في الأرض.


🌼 ازرع شجرتك اليوم — شجرة صدق، شجرة علم، شجرة إحسان، شجرة دعاء — فإن كل غرس لله يبقى،
وكل ما يُزرع في قلوب الناس من طيبة وحقٍّ وعدلٍ، لا تذروه الرياح، بل يسقيه الله من رحمته حتى يثمر في الدنيا نورًا، وفي الآخرة جنة.

[ضيف]

كم جبل ذكر في القرآن الكريم؟