اختيار الإمام الحسين (ع) التوقيت المناسب للقيام بنهضة عاشوراء ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** قال السيد جعفر مرتضى : ملاحظات هامة على حلف الفضول :
1 - إن دعوة الحسين (عليه السلام) بحلف الفضول ، انما كانت منه (عليه السلام) لأنه كان يعلم من خلال دراسته للأوضاع وللنفسيات أن هذه الدعوة سوف لن تنتهي إلى حد الخطر الاقصى . وقد كان يهدف منها إلى تعريف الناس على واقع وحقيقة بني أمية ، وانهم ظالمون عتاة ، لا يهمهم إلا الدنيا وحطامها وأن الهاشميين ، وأهل البيت هم الذين يهتمون بالحفاظ على العهود والمواثيق التي تهدف إلى نصرة المظلوم ، والدفاع عن الحق .
وقد خاف معاوية من هذا الامر بالذات ، فاستسلم للحسين (عليه السلام) ، وارجع الحق إلى أصحابه .
كما أن هذه الدعوة قد كانت في ظرف حرج ، لا يمكن اللجوء فيه إلى أية وسيلة أخرى غيرها ، حتى ولا وسيلة الثورة العامة ضد تلك الطغمة الفاسدة ، إذ أن إعلانه للثورة العامة حينئذ ، وفي مناسبة كهذه ، لسوف يفسر على أنه لدوافع شخصية ، ولا علاقة له بالدفاع عن الدين والامة لا من قريب ولا من بعيد .
وعليه فلو استشهد الامام الحسين (عليه السلام) والحالة هذه في هذه المناسبة ، فسوف لا يكون لقتله أية فائدة تعود على الدين والامة .
بل ربما يكون ضرر ذلك اكثر من نفعه ، وذلك عندما يلاحق ذلك معاوية الداهية بحملة دعائية مغرضة ، يقضي فيها على الامل الوحيد للامة ، ويفصل المجتمع المسلم نفسيا وفكريا عن أهل البيت (عليهم السلام) بشكل عام ، وعن أئمتهم بصورة خاصة .
وذلك لان الظروف التي أوصلت معاوية إلى الحكم ، وإن كانت واضحة لدى كثيرين من أهل العراق والحجاز ، إلا أن أهل الشام ، الذين لم يعرفوا إلا الاسلام السفياني ، إسلام المصالح والاهواء ، الاسلام الذي يستحل كل شيء في سبيل الوصول إلى الاهداف الشخصية ، واللذات الفردية - نعم - إن أهل الشام الذين لم يتربوا تربية اسلامية صحيحة ، ولا عرفوا عليا وأهل البيت على حقيقتهم ، ولا عرفوا إسلام علي ، ولا مبادئ علي ، ولا اهداف علي (عليه السلام) ، بل كان الامويون يظهرون لهم :أنهم هم قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أهل بيته ، حتى ليدعي عشرة من أمرائهم وقوادهم : أنهم ما كانوا يعرفون للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيت غير بني أمية .
بل إن معاوية ليتجرأ ويقول لأهل الشام : إن عليا (عليه السلام) لا يصلي ! ! . 1
*******************************
1 - الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، السيد جعفر مرتضى ، ج 2 ، ص 105 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
*** قال السيد جعفر مرتضى : ملاحظات هامة على حلف الفضول :
1 - إن دعوة الحسين (عليه السلام) بحلف الفضول ، انما كانت منه (عليه السلام) لأنه كان يعلم من خلال دراسته للأوضاع وللنفسيات أن هذه الدعوة سوف لن تنتهي إلى حد الخطر الاقصى . وقد كان يهدف منها إلى تعريف الناس على واقع وحقيقة بني أمية ، وانهم ظالمون عتاة ، لا يهمهم إلا الدنيا وحطامها وأن الهاشميين ، وأهل البيت هم الذين يهتمون بالحفاظ على العهود والمواثيق التي تهدف إلى نصرة المظلوم ، والدفاع عن الحق .
وقد خاف معاوية من هذا الامر بالذات ، فاستسلم للحسين (عليه السلام) ، وارجع الحق إلى أصحابه .
كما أن هذه الدعوة قد كانت في ظرف حرج ، لا يمكن اللجوء فيه إلى أية وسيلة أخرى غيرها ، حتى ولا وسيلة الثورة العامة ضد تلك الطغمة الفاسدة ، إذ أن إعلانه للثورة العامة حينئذ ، وفي مناسبة كهذه ، لسوف يفسر على أنه لدوافع شخصية ، ولا علاقة له بالدفاع عن الدين والامة لا من قريب ولا من بعيد .
وعليه فلو استشهد الامام الحسين (عليه السلام) والحالة هذه في هذه المناسبة ، فسوف لا يكون لقتله أية فائدة تعود على الدين والامة .
بل ربما يكون ضرر ذلك اكثر من نفعه ، وذلك عندما يلاحق ذلك معاوية الداهية بحملة دعائية مغرضة ، يقضي فيها على الامل الوحيد للامة ، ويفصل المجتمع المسلم نفسيا وفكريا عن أهل البيت (عليهم السلام) بشكل عام ، وعن أئمتهم بصورة خاصة .
وذلك لان الظروف التي أوصلت معاوية إلى الحكم ، وإن كانت واضحة لدى كثيرين من أهل العراق والحجاز ، إلا أن أهل الشام ، الذين لم يعرفوا إلا الاسلام السفياني ، إسلام المصالح والاهواء ، الاسلام الذي يستحل كل شيء في سبيل الوصول إلى الاهداف الشخصية ، واللذات الفردية - نعم - إن أهل الشام الذين لم يتربوا تربية اسلامية صحيحة ، ولا عرفوا عليا وأهل البيت على حقيقتهم ، ولا عرفوا إسلام علي ، ولا مبادئ علي ، ولا اهداف علي (عليه السلام) ، بل كان الامويون يظهرون لهم :أنهم هم قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أهل بيته ، حتى ليدعي عشرة من أمرائهم وقوادهم : أنهم ما كانوا يعرفون للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيت غير بني أمية .
بل إن معاوية ليتجرأ ويقول لأهل الشام : إن عليا (عليه السلام) لا يصلي ! ! . 1
*******************************
1 - الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) ، السيد جعفر مرتضى ، ج 2 ، ص 105 .
