اللهم صل على محمد وآل محمد
نتعلم من قوله تعالى (سورة إبراهيم):
{ وَ لا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَومٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢)}
السؤال:
لماذا لا يمنع الله سبحانه ظلم الظالمين وطغيانهم وهو العادل القادر؟
الجواب:
لا شكّ في أنّ الله تعالی عادل وقادر وكذلك عالِم بما يفعله الظالمون، وأمّا تأخير مُحاسبتهم وإنزال العقوبة بهم فمردّه أنّ الدنيا ليست داراً يمكنها استيعاب الجزاء بأكمله، فجرت سُنّة الله عزّ وجلّ علی تأخير عباده وإمهالهم لكي يتوبوا وينوبوا إذا كانوا يستحقّون ذلك، وإذا لم يكونوا كذلك فإنّهم سيُحاسبون يوم القيامة بشكل كامل.
ونتعلم:
١- لا تحكموا علی أيّ شيء بسرعة، ولا تظنّوا أنّ الله غافل عمّا تعملون. «لَا تَحسَبَنّ».
٢- إمهال الظالمين وتأخيرهم لا يَعني بأنّ الله غافل عنهم أو أنّه راضٍ عَمّا يقومون به. «ولَا تَحسَبَنَّ اللهَ غَافِلا».
٣- إقتضت سُنّة الله تعالی الإمهال والتأخير. «إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ»، وعلی هذا، لا يجب السّكوت علی الظالم ولا اليأس من المحاولة، بل لا بدّ من العَمل بما أُمِرنا به، واعلموا أنّ الله بالمرصاد للظالم.
٤- يستند كلّ من الثواب والعقاب إلی توقيت مُعيّن. «لِيَوم».
٥- يوم القيامة هو يوم مُخيف ورهيب للغاية بحيث تبقی أعين الخلق يومئذ مفتوحة من أهواله لا يقدرون أن يطرفوا. «تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَار».
-------
منقول
