بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم وظالميهم من الأولين والأخرين.
أخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 134 رقم الحديث :
4628 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد الثقة المأمون ثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال حدثني أبو سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت إني و الله ما جئت أسأل طعاما و لا شرابا و لكني مولى لأبي ذر فقالت مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قال : أحسنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : علي مع القرآن و القرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض (1)
هذا حديث صحيح الإسناد و أبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الأوسط / 5 / 135 ،
المعجم الصغير / 2 / 28 ،
الصواعق المحرقة / 2 / 361 ،
إجمال الإصابة / 1 /55 ،
اسنى المطالب / 1 /185 ،
فيض القدير / 4 / 356 ،
مجمع الزوائد / 9 / 134 ،
كنز العمال /11 / 277 ،
سمط النجوم / 3 /63 ،
تاريخ الخلفاء / 1 / 173 ،
التيسير بشرح الجامع الصغير / 2 / 146 ،
الإكمال في أسماء الرجال / 156 ،
مناقب أمير المؤمنين للخوارزمي /177 ،
مناقب علي بن أبي طالب لأبن مر دويه / 177 ،
سبل الهدى والرشاد / 11 / 297 ،
ينابيع المودة / 2 / 96 ،
كتاب الولاية لأبن عقدة /242 ،
فلك الجاه في الإمامة والصلاة / 31
وقد صحح هذا الحديث
آية الله العظمى الشّيخ الوحيد الخرّاساني (دام ظلّه الشّريف) في كتابه رسالته العمليّة (منهاج الصّالحين) ما نصّه:
"(قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يتفرقا حتى يردا على الحوض). وقد اعترف بصحّة سنده كبار أئمة الحديث من العامة والخاصة.
ودلالة هذا الحديث كسابقه واضحة ، لأنه ليس في الكتب الإلهية أفضل من القرآن (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا)، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، وقد وصفه الله بأوصاف تنبئ عن عظمته التي جفّ القلم عن تحريرها وكلّ البيان عن تقريرها، كقوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظ)، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم * فِي كِتَابٍ مَّكْنُون)، (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم)، (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم)، ووصف نفسه بأنه معلّم هذا الكتاب (الرَّحْمَن *عَلَّمَ الْقُرْآن)، وأشار إلى ما تجلّى من جبروته في هذا الكتاب بقوله تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)، وإلى ما تجلى من قدرته في الأسرار المكنونة في آياته، بقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)، وأن هذا الكتاب مظهر علمه وحكمته (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيم)، وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً)، وحمد نفسه على إنزال هذا الكتاب (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا)، وهو الكتاب الذي قد روي عن رسول الله في التمسك به: (فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالقُرآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ وَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ وَهُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ وَهُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ وَلَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَعَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَلَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ فِيهِ مَصَابِيحُ الهُدَى وَمَنَارُ الحِكْمَةِ وَدَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ).
هذا هو الكتاب الذي قد تجلى الله لخلقه فيه، وقد عرفه من أنزله بما ذكر من الآيات، ومن أنزل عليه بهذه الكلمات، فما أجل قدر من وصفه النبيّ بمعية هذا الكتاب فهو الذي يكون مع ظاهر القرآن بحكمته، ومع باطن القرآن بعلمه، ومع عجائبه التي لا تحصى وغرائبه التي لا تبلى، وبهذه المعية، عنده ما أنزل الله على جميع أنبيائه من الكتاب والحكمة، وعلمه حملة علمه من عزائم أمره وغوامض أسراره.
إن الذي كان عنده علم من الكتاب استطاع أن يأتي بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان، فما أرفع مكان من هو مع الكتاب بكل ما فيه، وهو الأذن الواعية في قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَة)، على ما رواه أعلام التفسير والحديث، وهو الذي قال: (سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار). وما أعظم مقام من وصفه النبي بأن القرآن معه، ومع أن المعية قائمة بالطرفين لم يكتف بقوله صلى الله عليه وآله: (عليّ مع القرآن) وزاد في بيان عظمته بما لا يناله إلا أولو الألباب وهو قوله: (والقرآن مع عليّ). وفي الإبتداء بعلي والإختتام بالقرآن في الجملة الأولى، والإبتداء بالقرآن والإختتام بعلي في الجملة الثانية، وترتيب الكلام من أفصح من نطق بالضاد بحيث يكون البدء والختم بعليّ، لطائف لا يسعها المجال.
وخلاصة الكلام أنه ليس فيمن أرسله الله أفضل من الرسول الأمين، ولمّا كان عليّ منه وهو من علي، فعليّ تال تلو خير خلق الله، وليس فيما أنزل الله أعلى من القرآن المبين، ولمّا كان علي مع القرآن والقرآن معه فقلبه خزانة كل ما أنزل الله من الهدى والنور والكتاب والحكمة.
فهل يبقى ريب في أنه أولى بأن يكون خليفة للرسول الكريم ومفسرا للقرآن العظيم؟! وهل يبقى شك في أنه مولى كل من آمن بالله الذي قال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ)، (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِين)؟!". [منهاج الصّالحين: 1/ 178-182].

تعليق