بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في وسائل الشيعة للحر العاملي، ج١٥ ص١٦٢، كتاب (الجهاد)، أبواب (جهاد النفس وما يناسبه) الحديث٤.
روي عن الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" قال لرجل:
((اجعل قلبك قرينًا بَرًّا، وولدًا صالحًا، واجعل علمكَ والدًا تتبعه، واجعل نفسك عدوًّا تجاهده، واجعل مالك عاريةً تردُّها)).
إنَّ في الحديث الشريف موضوعات مهمة ينبغي للمؤمن أنْ يجعلها نصب عينيه ويستذكرها دائمًا في منازلته المباركة عند جهاده الأكبر للنفس، ويمكن بيانها كالآتي:
١- إنَّ الحديث يؤكد على أمور أربعة يعيش الإنسان في ظلالها، ولا يفترق عنها إلا في بعض الأحايين، وهي (القلب، والعلم، والنفس، والمال).
٢- إنَّ الحديث بيَّن كيفية تعامل المجاهد لنفسه مع هذه الأمور الأربعة، التي جعلها كمصاديق يعيش معها الإنسان في بيئته مثل (الوالد والولد والصديق والعدو والأمانة المادية)، وهذه كلها يتعامل معها الإنسان بصورة عامة، والعقل يدعو صاحبه إلى التعامل الإيجابي في أربعة، والسلبي في واحدة وهي (النفس).
٣- القلب له آثار ووجود كبير في مصادر الشريعة المقدسة (القرآن والسنة)، والحديث يدعو إلى التعامل معه كالتعامل مع الصديق البار في صحبته، والوالد البار الواصل لأبيه، وفي ذلك كمال التربية.
٤- إنَّ العلم له أثر كبير في بناء الشخصية الإسلامية، ويجب أنْ تكون أعمالنا صادرة عن معرفة ودليل، فالعلم هو أساس العمل، وعلينا متابعة العلم اتباع الجاهل للعالم في العمل اتباع طاعة مثل بر الولد لوالديه في الاتباع.
٥- ضرورة الانتباه والحذر التام من النفس وغفلتها حيث استغلال الشيطان ذلك، ومحاولة جعلها أمارة بالسوء لصاحبها، وهذا يحتاج إلى يقظة وجهاد كما يجاهد الإنسان عدوه الذي يريد به سوءًا وأذًى، وفي ذلك تأكيد لما ورد في الروايات (أعدى عدوِّك نفسك التي بين جنبيك)، بل كما عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" في الحديث القادم (الخامس) قوله: (الشَّدِيْدُ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ).
٦- إنَّ فلسفة التعامل مع الأموال مسألة مهمة يجب على الإنسان عامة، والمؤمن خاصة أنْ يعرف ما يتعلق بها من حقوق مثل (أداء الحق الشرعي في الخمس والزكاة وغيرهما)، وأنه لا بد من تركها عند رحيله عن الدنيا، وأنها نعمة من الله تعالى لقضاء حوائجه الحياتية العامة، ويمكن أنْ تحقق له سعادة معينة، ولكن المؤمن عليه أنْ يجعل هذه النعمة التي هي عارية عنده من استثمارها تمامًا في هذه المدة القصيرة في أعمال البر عامة، فضلًا عن أداء حقوقها خاصة، وعدم التعامل معها على أساس ديمومتها معه (فالعارية هو إباحة الانتفاع من العين وليس تمليكها حقيقة)،
حيث اتفق العقلاء على غير ذلك، والآيات والروايات قد أظهرت الموارد المهمة التي يمكن الإفادة الكبيرة من نعمة الأموال، ومنها ذلك الثواب العظيم في الإنفاق حيث قال تعالى:
((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة: ٢٦١]
وذلك الثواب العظيم في القَرض حيث قال تعالى: ((مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)). [البقرة: ٢٤٥]
فنرجومن الله سبحانه وتعالى أنْ يجعلنا من المجاهدين واليقظين ، وان يكتب لنا ولكم النصر والثبات، انه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في وسائل الشيعة للحر العاملي، ج١٥ ص١٦٢، كتاب (الجهاد)، أبواب (جهاد النفس وما يناسبه) الحديث٤.
روي عن الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" قال لرجل:
((اجعل قلبك قرينًا بَرًّا، وولدًا صالحًا، واجعل علمكَ والدًا تتبعه، واجعل نفسك عدوًّا تجاهده، واجعل مالك عاريةً تردُّها)).
إنَّ في الحديث الشريف موضوعات مهمة ينبغي للمؤمن أنْ يجعلها نصب عينيه ويستذكرها دائمًا في منازلته المباركة عند جهاده الأكبر للنفس، ويمكن بيانها كالآتي:
١- إنَّ الحديث يؤكد على أمور أربعة يعيش الإنسان في ظلالها، ولا يفترق عنها إلا في بعض الأحايين، وهي (القلب، والعلم، والنفس، والمال).
٢- إنَّ الحديث بيَّن كيفية تعامل المجاهد لنفسه مع هذه الأمور الأربعة، التي جعلها كمصاديق يعيش معها الإنسان في بيئته مثل (الوالد والولد والصديق والعدو والأمانة المادية)، وهذه كلها يتعامل معها الإنسان بصورة عامة، والعقل يدعو صاحبه إلى التعامل الإيجابي في أربعة، والسلبي في واحدة وهي (النفس).
٣- القلب له آثار ووجود كبير في مصادر الشريعة المقدسة (القرآن والسنة)، والحديث يدعو إلى التعامل معه كالتعامل مع الصديق البار في صحبته، والوالد البار الواصل لأبيه، وفي ذلك كمال التربية.
٤- إنَّ العلم له أثر كبير في بناء الشخصية الإسلامية، ويجب أنْ تكون أعمالنا صادرة عن معرفة ودليل، فالعلم هو أساس العمل، وعلينا متابعة العلم اتباع الجاهل للعالم في العمل اتباع طاعة مثل بر الولد لوالديه في الاتباع.
٥- ضرورة الانتباه والحذر التام من النفس وغفلتها حيث استغلال الشيطان ذلك، ومحاولة جعلها أمارة بالسوء لصاحبها، وهذا يحتاج إلى يقظة وجهاد كما يجاهد الإنسان عدوه الذي يريد به سوءًا وأذًى، وفي ذلك تأكيد لما ورد في الروايات (أعدى عدوِّك نفسك التي بين جنبيك)، بل كما عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" في الحديث القادم (الخامس) قوله: (الشَّدِيْدُ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ).
٦- إنَّ فلسفة التعامل مع الأموال مسألة مهمة يجب على الإنسان عامة، والمؤمن خاصة أنْ يعرف ما يتعلق بها من حقوق مثل (أداء الحق الشرعي في الخمس والزكاة وغيرهما)، وأنه لا بد من تركها عند رحيله عن الدنيا، وأنها نعمة من الله تعالى لقضاء حوائجه الحياتية العامة، ويمكن أنْ تحقق له سعادة معينة، ولكن المؤمن عليه أنْ يجعل هذه النعمة التي هي عارية عنده من استثمارها تمامًا في هذه المدة القصيرة في أعمال البر عامة، فضلًا عن أداء حقوقها خاصة، وعدم التعامل معها على أساس ديمومتها معه (فالعارية هو إباحة الانتفاع من العين وليس تمليكها حقيقة)،
حيث اتفق العقلاء على غير ذلك، والآيات والروايات قد أظهرت الموارد المهمة التي يمكن الإفادة الكبيرة من نعمة الأموال، ومنها ذلك الثواب العظيم في الإنفاق حيث قال تعالى:
((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة: ٢٦١]
وذلك الثواب العظيم في القَرض حيث قال تعالى: ((مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)). [البقرة: ٢٤٥]
فنرجومن الله سبحانه وتعالى أنْ يجعلنا من المجاهدين واليقظين ، وان يكتب لنا ولكم النصر والثبات، انه نعم المولى ونعم النصير.
