إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من ذاكرة مهرجان انطلاق فعاليات مهرجان ربيعالشهادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من ذاكرة مهرجان انطلاق فعاليات مهرجان ربيعالشهادة

    ت
    في كل عام يحل علينا شهر شعبان المعظم ضيفاً عزيزاً على قلوب الموالين، حاملاً بشرى الولادات العطرة لآل بيت الرسول (ص)، لينتشر الفرح ويعم العالم، وتأخذ مدينة كربلاء المقدسة حصتها من الاستعداد لهذا الحدث البهيج، فتكتحل أروقتها، وتتزين بيوتها بأبهى حلة، وتستنفر العتبات المقدسة سواعدها الخيرة لإقامة مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر الذي صار متنفساً لكل المبدعين في العالم من باحثين وأدباء وشعراء ورسامين ومصورين... ينبرون على أرض الشهادة، لتجسيد أروع المواقف الخالدة التي سطرها أبو الأحرار، وأخوه قمر العشيرة، والثلة الطيبة من العترة الطاهرة ومواليهم وأصحابهم، عبر فعاليات تزداد ألقاً عاماً بعد عام...
    جرى حفل الافتتاح في الصحن الحسيني الشريف، بحضور ممثلي مراجع الدين العظام، ورئيس ديوان الوقف الشيعي, وأمناء العتبات المقدسة في العراق، وعدد من الشخصيات الثقافية والدينية والسياسية من داخل وخارج العراق، إضافة إلى الوفود المشاركة في هذا المهرجان.
    بدأ الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم من قبل القارئ الدولي (السيد حسنين الحلو), جاءت بعدها كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, والتي ألقاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه), وقد رحب من خلالها بكل من حضر الى هذا المهرجان العالمي من خارج العراق وداخله, قائلاً:
    إن العتبتين المقدستين بشخصي أمينيها العامين، وجميع مسؤوليها ومنتسبيها من خدام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، تودان أن تعبرا عن اعتزازهما وسعادتهما وفخرهما، وتتقدمان بوافر امتنانهما وثنائهما الجزيل وشكرهما الوفير لكل من حضر في هذا المهرجان وشارك فيه...
    مشيراً إلى اتساع رقعة الصراع بين المنهج الحسيني المتمثل بالرحمة والإحسان، ونشر العدل واحترام الآخر والتعايش معه بالرفق والقبول والسلام الاجتماعي... ومبيناً المنهج المتمثل بالوحشية والقسوة وقتل الآخر باسم الاسلام والعقيدة... وقد امتدت مساحة هذا الفكر الجاهلي بممارساته وأفكاره إلى مختلف قارات العالم من آسيا إلى أفريقيا إلى غيرها حتى صارت صورة الاسلام في نظر شعوب العالم لا تحوي إلا عناوين الخطف والذبح والترويع والتفجير وقطع الرؤوس...
    موضحاً: إن النبي محمداً (ص) ما بعث إلا ليطهر هذه القلوب من أدناس هذه الأفعال المشينة, ولينير العقول بنيرات الفكر الإلهي, وتتعايش الشعوب برحمة وسلام واحترام... مؤكداً خلال كلمته على ضرورة الوقوف بوجه هذا الفكر المتطرف والمنهج التكفيري وقفة تشبه وقفة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء عندما علا صوته وجهر بموقفه ووضع نفسه وأهله وأقاربه وأعزته قرابين على طريق خطه له جده محمد (ص) وأبوه أمير المؤمنين (عليه السلام).
    مبيّناً: إن مهرجان ربيع الشهادة لا يكون له انعكاس على أرض الواقع إلا إذا عقدنا العزم ومضينا بإرادة وثبات وشجاعة وعزم راسخ تجاه هذا المنهج الجاهلي المتطرف, ولابد من مضاعفة الجهود والخطى لنظهر للعالم صورة الاسلام الناصعة, ونكثف من النشاطات العلمية والفكرية التي تصون مجتمعاتنا وأبناءنا وشبابنا من مخاطر هذا الفكر الظلامي الجاهلي, وعلينا أن نحول مفردات المنهج المحمدي الحسيني الى واقع معاش, ونكشف ضلال وانحراف المنهج التكفيري في أوساط الشباب والفتية؛ لأنهم أرض خصبة للإنبات... وفي ختام الكلمة، دعا سماحته الى الحاضرين بالتوفيق والخير والبركة والثبات على نهج محمد (ص) وآل محمد (عليهم السلام).
    ثم جاءت كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري (دام توفيقه), والتي رحب من خلالها بكل الوافدين الى العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية, مؤكداً:
    إن العتبات المقدسة في كربلاء توقد مصابيح الفكر والهداية بمنتسبيها لتشيع نور الحب والخير والسلام بين بني البشر, وأوضح أن البشرية وفي فترات طويلة من عمرها تبحث عن وسيلة للتعبير عمّا يختلج في داخل الانسان من رغبات وأماني لتكون مصدرا من مصادر القدرة والحكمة والإبداع والقوة, وذلك من خلال أساطير مبتدعة، حتى جاء الواقع الاسلامي الذي شخص الحاجة الفطرية في الانسان ونزوعها نحو الكمال والحيوية, فضرب لنا القرآن الكريم الأمثال، وقص علينا القصص بما يهز جذور الفكر في الانسان، ويقفز به فوق الاجيال من قطب الى قطب, ثم خرج الاسلام ليقدم للأمة أبطالاً تجري في ثنايا سيرتهم دماء الحياة وحرارتها وحقيقتها على بساط من العلم والعمل, ليصبحوا في دنيا الأمة سفن النجاة التي أبحرت نحو الكمال, وهي تحمل معها كل قيم الانسانية لتكون عدة لأهل الحق في تقدمهم نحو النور والهداية.
    موضحاً: إن الإمام الحسين (عليه السلام) مثل رائع من أمثلة التضحية والفداء, وقد اجتهد المؤلفون والكتاب من اجل الاحاطة بهذه الشخصية ونهضتها الخالدة, ولكنهم لم يبلغوا مناهم, فالإمام الحسين (عليه السلام) درة نادرة تعبر عن روح الاسلام، وتطلق الاشعاع المحمدي الأصيل من اجل خير البشر...
    وفي ختام كلمته، بين السيد الحيدري ان ديوان الوقف الشيعي بمؤسساته (العتبات المقدسة والمزارات الشريفة) اتجه لإنارة الطريق للجميع, وتوحيد الكلمة ورص الصفوف, من أجل التصدي للإرهاب والقتلة وسفاكي الدماء، وقطع دابر الفتنة والطائفية...
    ثم جاء الدور للشعر الفصيح, حيث ألقى الشاعر المسيحي (ميشال جحا) من لبنان قصيدة تغنى من خلالها بحب أهل البيت (عليهم السلام) وذكر مناقبهم وفضائلهم...
    ثم جاءت بعدها كلمة رئيس جامعة الكوثر في العاصمة الباكستانية اسلام اباد الشيخ (محسن علي النجفي), والتي اشار من خلالها الى ظهور أناس في الآونة الأخيرة يقومون بهتك كافة الحرمات, حتى تفخيخ أجساد الموتى، والتمثيل بالجثث وحرقها.
    مبيناً: إن كل ما جرى على الأديان السابقة يجري على الدين الاسلامي أيضاً، مع ان الدين الاسلامي خاتم الأديان ولا دين بعده... وبالرغم من وجود ايادي التحريف بكل قوة في هذه الأمة، إلا أن معالم الدين الاسلامي ستبقى محفوظة من تلك الأيادي؛ لأن الله تعالى وعد بأنها لا تضرّ الدين الاسلامي, ولن يضروه لوجود من بهم الكفاية لحفظ الدين الخالد.
    موضحاً: إن ضمان حفظ الدين يتجسد في تضحية أبي الأحرار (عليه السلام), فهناك فرق واضح في الوعي الديني للناس قبل نهضة الامام الحسين (عليه السلام) وبعدها, فبعد مضي قرون دخل اسم يزيد في عداد الطواغيت, وأخذ الناس يعرفون الوجه الحقيقي للإسلام, فلولا نهضة الحسين (عليه السلام) لتشوهت صورة الإسلام، ولم يكن هناك فرق بين الخلافة والملوكية.
    وأثنى في ختام كلمته على الدور الذي تؤديه العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية اللتان كانتا محاربتين في عهد اللانظام البائد الأسود, وأصبحتا الآن منطلقا لاستنهاض الهمم والأفكار، لنشر دعوة الاسلام وبلاغ صرخته الى الأقطار.
    بعدها كان الدور للوفود الافريقية بكلمة ألقاها نيابة عنهم سفير جمهورية غانا الاستاذ (محمد محمد جالو), والتي بين فيها بعد تقديم شكره وامتنانه لإدارة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على تقديمهما دعوة له من أجل المشاركة في احياء ذكرى ولادة الامام الحسين (عليه السلام)، اضافة الى حضور مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي, موضحاً:
    إنها المرة الأولى التي يزور فيها المراقد المقدسة في كربلاء، وهي فرصة طيبة لرؤية هذه القباب الطاهرة، وهذه المنارات الشامخة والاجتماع في رحاب أبي عبد الله الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام), ودعا الى أن يكون هذا الملتقى نقطة انطلاق نحو وحدة كلمة المسلمين الذين عانوا ومنذ فترات طويلة من اجل توحيدها وجمع شتاتها, مما جعلهم أهدافاً لكل اعداء الدين الاسلامي.
    وفي ختام كلمته، طالب المرجعيات الدينية العليا، والمؤسّسات الإسلامية، ومنظّمات المجتمع المدني، بإقامة حلقات اتصال فيما بينها وبين الشعوب الأفريقية، وألّا تقطع صلتها بها عن طريق بناء المساجد والمستشفيات، وإقامة كلّ ما يسهم في توطيد هذه العلاقة وتطويرها؛ لأنّ هذه الشعوب بأمسّ الحاجة لها، وهي أرض خصبة لإنبات كلّ ما من شأنه أن يسهم في نشر الدين الإسلامي ومبادئه السمحاء.
    ثم ارتقى المنصة الشاعر (احمد الماجد) من السعودية، ليلقي قصيدة ولائية غاية في الروعة، لامست شغاف القلوب... وبعد قصيدة الماجد جاءت كلمة دول (البلقان) المشاركة في هذا المهرجان, ألقاها نيابة عنهم الأستاذ (الكسندر دراكوفيتش), والتي من خلالها وباسم الوفد الذي برفقته من (جمهورية صربيا، والبوسنة والهرسك، وجمهورية رومانيا، وجمهورية بولينا، وجمهورية بلغاريا) تقدم بالشكر الى منظمي مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي على هذه الدعوة, موضحاً:
    إن الحضور الى كربلاء المقدسة بالتزامن مع ولادة الامام الحسين (عليه السلام) شرف كبير، وفرصة ثمينة كان ينتظرها أغلبنا طيلة أيام حياته، وأن مهرجان ربيع الشهادة يعد من المهرجانات العالمية المهمة التي يشع منها النور المحمدي الأصيل.
    ثم جاءت كلمة الوفود الآسيوية, والتي ألقاها نيابة عنهم الكاتب والباحث الفلبيني (احمد نرزد), ومن خلالها قدم التهاني والتبريكات للحاضرين والمشاركين في مهرجان ربيع الشهادة، ولكافة محبي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى ولادة الامام الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام), موضحاً:
    إنها فرصة طيبة وكبيرة للوقوف تحت راية الامام الحسين (عليه السلام)، وبمهرجان يحيي ذكرى ولادته الطاهرة والمباركة التي انار الله سبحانه وتعالى بها الأرض، وشكر القائمين على العتبات المقدسة لإقامتهم هذا المهرجان العالمي الكبير.
    مبيناً: إن هذه الدعوة للمشاركة في مهرجان ربيع الشهادة هي دعوة من صاحب الذكرى الامام الحسين (عليه السلام), وأن وجودنا في هذا المهرجان هو بمثابة رسالة نوجهها الى العالم أجمع، وملخصها أن الإمام الحسين (عليه السلام) هو نقطة توحد لجميع المسلمين, حتى وان عاشوا واستوطنوا في مواطن متعددة وبلدان شتى.
    مؤكداً: إن مهرجان ربيع الشهادة فرصة طيبة من أجل تلاقح الافكار وبلورتها بالاتجاه الصحيح, فضلاً عن كونه محطة للقاء المسلمين والتعارف فيما بينهم أكثر، والإطلاع على احوالهم.
    مشيراً: إن المسلمين في الفلبين تربطهم علاقات اخوية طيبة فيما بينهم من جانب, وبين باقي الطوائف من المسيحيين وغيرهم من جانب آخر, وأن محبي وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) لهم مقبولية واسعة، وأصبحوا مثالاً لكسب الاخوة الصادقة.
    جاءت بعدها كلمة الأستاذ البروفيسور (حيدر باش) من تركيا, ألقاها نيابة عنه الدكتور (محمد امين) من جامعة اسطنبول, والتي تقدم من خلالها بالشكر والعرفان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية على اقامتهما ورعايتهما لهذا المهرجان المبارك, والذي يقام بالتزامن مع الذكرى العطرة لولادة الاقمار المحمدية الامام الحسين، وأخيه أبي الفضل العباس، والإمام السجاد (عليهم السلام)... مبيناً: إن إقامة هكذا مهرجانات تسهم في نشر قضية ومبادئ النهضة الحسينية الخالدة, ونحن بفضل هذه النهضة نعيش ونلتقي...
    مؤكداً في ختام كلمته: إن مدينة كربلاء المقدسة هي أرض الشهادة، وأرض مقدسة وطاهرة لاحتوائها على جثمان سبط الرسول الاكرم (ص), وان الامام الحسين (عليه السلام) اعطى مثالا اعلى من العلم والصدق والصبر والشجاعة والمرحمة والجود, وان نهضته المباركة والخالدة ما هي إلا ترسيخ وتجذير لهذه المبادئ السامية, فكان افضل من قام على سلطان عصره...
    وكان مسك ختام حفل الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات الكربلائية التي خدمت القضية الحسينية وهم: السيد كاظم النقيب، والشيخ محمد علي داعي الحق، والمؤرخ الدكتور سلمان هادي آل طعمة.

    الأمسيات القرآنية:
    القرآن الكريم كتاب الله المنزل، ودستور المسلمين الأول، كان حاضراً عبر التاريخ في كل المحافل الاسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ينهلون منه أسباب قوتهم، ووحدتهم، وعزتهم... فكان ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر، إقامة أمسية قرآنية في صحن العتبة العباسية المقدسة من قبل معهد القرآن الكريم التابع للعتبة المقدسة، بمشاركة عدد من القراء الدوليين والمعروفين، وكان أولهم القارئ الدولي (السيد حسنين الحلو), والقارئ الايراني (رضا عابدين) الذي يحفظ القرآن الكريم بأكمله، وبكل تفاصيله, وكذلك القارئ الكربلائي (السيد حيدر جلوخان), وقارئ ومؤذن حرم الامام الرضا (عليه السلام) السيد (جواد الحسيني)...

    جريدة صدى الروضتين كان لها لقاء مع الشيخ (جواد النصراوي) مدير معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة حول الأمسية القرآنية، فتحدث قائلاً:
    هذه الأمسية القرآنية تعتبر أمسية عالمية، حيث تحضرها وفود من مختلف دول العالم, والقراء الذين سيشاركون في هذه الأمسية هم قراء دوليون، حيث فازوا بمسابقات دولية سواء كانوا عراقيين أو من بلدان أخَر... وهذه الأمسية هي إحدى فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر, والهدف من اقامتها هو اشاعة ثقافة القرآن الكريم، ونشر علومه، والحث على قراءته القراءة الصحيحة, وأسال الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X