إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاحتواء العاطفي وعلاقة الصداقة بين الوالدين والأبناء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاحتواء العاطفي وعلاقة الصداقة بين الوالدين والأبناء


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد


    العلاقة بين الوالدين والأبناء ليست مجرد رابطة نسب، بل هي رابطة قلبٍ وقلبٍ، ورحمةٍ ورحمة، أساسها المودة والاحتواء العاطفي. وقد أكّد القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت عليهم السلام على أن التربية الصالحة لا تقوم فقط على الأوامر والنواهي، بل على الحبّ، والحنان، والقدوة، والصداقة الصادقة التي تُنمّي الإيمان والسكينة في نفوس الأبناء.


    💞 الأساس القرآني للاحتواء العاطفي


    يقول تعالى:
    ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ (الإسراء: 24)

    هذه الآية تُظهر أن العلاقة بين الوالدين والأبناء قائمة على الرحمة المتبادلة. كما أن الله سبحانه وصف العلاقة الزوجية ـ وهي أصل تكوين الأسرة ـ بأنها سكن ومودة ورحمة:
    ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: 21)

    فالمودة والرحمة لا تقف عند حدود الزوجين، بل تمتد لتسكن في قلوب الأبناء والبنات، لتكون البيئة الأسرية بيئة دفء واحتواء.

    🌸 توجيهات أهل البيت عليهم السلام في التربية العاطفية


    🔹 الإمام علي عليه السلام قال:
    "قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيءٍ قبلته، فبادروه بالأدب قبل أن يقسو قلبه ويشتغل لبّه."

    فالأدب المقصود هنا لا يُغرس بالعنف، بل بالحب والقدوة والملاطفة.
    القلب اللين يُفتح بالمحبة لا بالخوف.

    🔹 الإمام الصادق عليه السلام قال:
    "رحم الله عبداً أعان ولده على برّه، وهو أن يعفو عن زلّته، ويدعو له فيما بينه وبين الله، ويقول: اللهم أصلحني وأصلحه."

    أي أن الوالدين مأموران بالعفو واللين والدعاء، فذلك يعمّق رابطة الصداقة والاحتواء.

    🔹 النبي الأكرم ﷺ وآله قال:
    "من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة."

    فكل لمسة حنان، وكل نظرة حب، هي عبادة، وسيلة لتربية القلب قبل السلوك.


    🌼 الصداقة بين الأم وبناتها، والأب وأولاده


    الاحتواء لا يكتمل إلا بالثقة والصداقة.
    فالأم التي تستمع لابنتها بطمأنينة دون لوم، وتشاركها مشاعرها، تزرع فيها الأمان الداخلي.
    والأب الذي يقترب من ابنه لا كقاضٍ بل كصديقٍ حكيم، يجعله يلجأ إليه بدل أن يهرب منه.

    🔸 ورد عن الإمام علي عليه السلام قوله لابنه الحسن عليه السلام في وصيته العظيمة:
    "وجدتك بعضي، بل وجدتك كلي، حتى كأنّ شيئاً أصابني أصابك."

    إنها لغة القلب الأبوي التي تؤسس لصداقة مقدسة قائمة على المشاركة الوجدانية.

    🌿 ثمار الاحتواء العاطفي
    • بناء ثقة نفسية قوية عند الأبناء.
    • غرس الحياء بدلاً من الخوف.
    • تكوين شخصية مستقرة غير متمردة.
    • استمرار التواصل بعد البلوغ والنضج، فلا يبتعد الابن ولا تستحي البنت من والدَيها.
    • 🌹 خطوات عملية من روح الإسلام
    1. الإنصات قبل النصيحة – كما قال الإمام علي عليه السلام: "من استمع قبل أن يتكلم انتفع."
    2. احتضان الأبناء جسدياً وعاطفياً – فالنبي ﷺ كان لا يمرّ على طفل إلا قبّله أو مسح على رأسه.
    3. التعبير اليومي عن الحب بالقول والفعل: “أنا أحبك، أنا فخور بك.”
    4. جلسات ودية عائلية فيها ضحك وحوار بلا توبيخ.
    5. القدوة العملية، فالولد يتربى بعينَيه أكثر من أذنَيه. إن الاحتواء العاطفي هو جوهر الرسالة الإلهية في الأسرة،
    هو أن تكون الأم لبناتها قلبًا وصديقةً وأمانًا،
    وأن يكون الأب لأبنائه سندًا وصاحبًا وقدوةً،
    حتى تنشأ أجيالٌ تشعر بحبّ الله من خلال دفء والديها،
    وتجد في البيت جنتها الأولى قبل جنة الآخرة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X