🦋 قصة "قلب دومي اللامع"

[يازهراء]

(قصة خيالية للأطفال عن قوة اللطف والرفق)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد

في عالمٍ بعيدٍ فوق الغيوم، كان هناك وادي القلوب،
حيث تعيش قلوب صغيرة من نورٍ تتعلّم كيف تنشر الحبّ في الأرض.
كلّ قلبٍ له لونٌ يختلف عن الآخر بحسب صفاته:
قلبٌ أزرق للصدق، قلبٌ ذهبي للشجاعة، وقلبٌ ورديّ للحنان.

وكان بين هذه القلوب قلبٌ صغير اسمه دومي،
يلمع بضوءٍ أبيض ناعم مثل القمر،
لكنّه لم يتعلّم بعد كيف يتعامل مع من يُؤذيه أو يستهزئ به.

👑 في يوم من الأيام، أعلن معلم القلوب الحكيم:

"اليوم تبدأ مغامرة اختبار النور!
سنرسل كل قلبٍ إلى أرض البشر،
ليختبر إن كان سيبقى مضيئًا،
أم سيخفت نوره حين يُعامَل بقسوة."

طار لومي فرِحًا إلى الأرض،
حتى حطّ على قرية الرمّال، حيث يعيش الناس بلونٍ باهت لأنهم لا يعرفون الحبّ.

في البداية، كان يطير بينهم وينثر عليهم بريق النور،
لكن بعض الأطفال في القرية بدأوا يسخرون منه ويقذفونه بالحصى.
شعر دومي بالحزن وقال في نفسه:
"لماذا يؤذونني وأنا لم أفعل لهم شيئًا؟!"

💔 فكر أن يغضب، أن يردّ عليهم بنارٍ من نوره،
لكن تذكّر كلمات معلمه:

"القلب الذي يطفئ قسوَة الآخرين بنوره،
أقوى من كل جيشٍ في العالم."

فأغلق عينيه، وأطلق من نوره دفعةً صغيرة من الحنان،
غطّت الأطفال كأنها غيمةٌ دافئة…
وفجأة! توقّف الأطفال عن الضحك،
نظروا إلى دومي بدهشة، ثم بدأ أحدهم يبكي قائلاً:
"يا إلهي… إن نوره يشعرني بالراحة!"

تغيّر الجوّ في القرية…
تفتّحت الأزهار بعد أن كانت ذابلة،
واختفى الغبار من الشوارع،
وصار الناس يبتسمون حين يرون بعضهم.

🌤️ بعد أيام، عاد معلم القلوب وسأل دومي:

"كيف كان اختبارك في الأرض؟"

ابتسم لومي بخجل وقال:

"تعلمتُ أن النور لا يزداد إلا حين يُجرَّح،
وأن القلب الذي يبقى طيّبًا رغم الألم…
هو القلب الذي ينتمي حقًّا إلى السماء."

فلمع لومي أكثر من أي وقتٍ مضى،
وصار يُعرف في وادي القلوب بـ حارس النور الهادئ،
الذي واجه القسوة بالرحمة،
والإساءة بالرفق،
فأنقذ قريةً كاملة بنور قلبه السليم.

💖 العبرة للأطفال الرائعين :


ليس القويّ من يردّ الغضب بالغضب،
بل من يُبقي قلبه نقيًّا حين يواجه القسوة.
فالله لا يسألنا كم غيّرنا من الناس،
بل كم مرّة اخترنا اللطف حين كان الغضب أسهل.