إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ﴾

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ[1].

    احداث متعددة تجلت في حديث الملائكة مع إبراهيم الخليل عليه السلام وزوجته سارة يذكرها الباري عز وجل في عدة آيات من هذه السورة فيها إشارات عظيمة بما جرى في ذلك الوقت وبمناسبة زيارة الملائكة الموفدين من قبله تعالى الى إبراهيم ومن بعده لوط عليهما لسلام.
    ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا﴾، وهم فريق من الملائكة الى ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾، ليزفّوا بشارة الولد له واتصال عقبه الى يعقوب وكان لا يشخّصهم أنهم رسل الله ﴿قَالُوا﴾، في الورود عليه ﴿سَلَامًا﴾، وهو مصدر قام مقام فعله فأجابهم ابراهيم بردّ السلام وحسبهم ضيوفا فعجّل لهم بالطعام وجاءهم ﴿بِعِجْلٍ﴾، مشوي‌ ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ﴾، داخله لهم طعاما طيّبا وإن كانوا اعداء فإن العدوّ لا يدخل بيت عدوّه ولا يسلّم عليه فما شأن هؤلاء وكأن الرسل حسّوا منه ذلك فقالوا ﴿لَا تَخَفْ﴾، من ناحيتنا ﴿إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾، ولم يبيّنوا جهة رسالتهم الى القوم لكنّ الوضع كان قاضيا بأنهم كانوا رسل عقاب وهلاك، كل هذا جرى بين رسل الله وابراهيم ﴿وَ﴾، امرأة ابراهيم كانت ﴿قَائِمَةٌ﴾، تنظر وتسمع ف ﴿فَضَحِكَتْ﴾، متعجبة من جليل خدماتها للضيوف وعدم تناولهم ممّا قدّمته لهم فبشّرها هؤلاء الرسل هي وزوجها بكائن يكون منهما اسمه إسحاق ﴿وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾، فلمّا سمعت سارة تلك البشارة ﴿قَالَتْ﴾، إظهارا لهول هذا الخبر، وتعجّبا منه: ﴿يَا وَيْلَتَى﴾، ويا عجبا ﴿أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ﴾، بنت تسعة وتسعين سنة، كما قيل، أو تسعين سنة، كما عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((.. فَصَكَّتْ وَجْهَها وقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ، وهِيَ يَوْمَئِذٍ اِبْنَةُ تِسْعِينَ سَنَةً وإِبْرَاهِيمُ اِبْنُ عِشْرِينَ ومِائَةِ سَنَةٍ، فَجَادَلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْهُمْ وقَالَ: ﴿إِنَّ فِيها لُوطاً﴾؟))
    [2].
    ﴿وَهَذَا﴾، الرّجل ﴿بَعْلِي﴾، وزوجي ترونه ﴿شَيْخًا﴾، ابن مائة سنة، كما قيل، أو ابن مائة وعشرين سنة، كما عن أحدهما عليهما السّلام، لا يكون ذلك بحسب العادة ﴿إِنَّ هَذَا﴾، الخبر الذي تخبرون به لو وقع ﴿لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾، وقع بالنّسبة إلى عادة الله المسلوكة في عباده. وإنّما كان مقصودها استعظام الأمر، لا إظهار الشّك في قدرة الله.
    فلمّا رأى الرّسل تعجّبها ممّا بشّروها به ﴿قَالُوا﴾، منكرين عليها: ﴿أَتَعْجَبِينَ﴾، يا سارة ﴿مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾، وشأنه بسبب إيجاد الولد من الكبيرين الفانيين، مع أنّ قدرته أعظم من ذلك، حيث إنّه خلق الإنسان من تراب، وسنّته في عموم النّاس غير سنّته في خواصّ أوليائه إظهارا للآية.
    واعلمي أنّه تكون ﴿رَحْمَتُ اللهِ﴾، ونعمه الفاضلة ﴿وَبَرَكَاتُهُ﴾، النامية وخيراته المتكاثرة نازلتين ﴿عَلَيْكُمْ﴾، محيطتين بكم، لازمتين لكم يا ﴿أَهْلَ الْبَيْتِ﴾، ومنها إكرامكم بهذه الولادة.
    قيل: إنّ الرّحمة هي النبوّة، والبركات هي الأسباط.
    ثمّ حثّوها على الحمد والثّناء على الله بقوله: ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ
    [3]، ومحمود بذاته، أو مستحقّ للحمد من عباده مَجِيدٌ فيما ينعم عليهم.
    قيل: إن المجيد الشّريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه.
    أما الآية أعلاه: ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ﴾، ما أوجس من الخيفة، واطمأنّ قلبه بعرفانهم أنّهم الملائكة ﴿وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى﴾، بدل الروع ﴿يُجَادِلُنَا﴾، يجادل رسلنا ﴿فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾، في شأنهم. وكانت مجادلته إيّاهم قوله لهم: إن كان فيها خمسون من المؤمنين أتهلكونهم‌؟ قالوا: لا. قال: فأربعون‌؟ قالوا: لا. فما زال ينقص حتّى قال: فواحد؟ قالوا: لا. فقال: إنّ فيها لوطا؟ قالوا: نحن أعلم بمن فيها، لننجّينّه وأهله.

    وقيل: إنّه جادلهم وقال: بأيّ شيء استحقّوا عذاب الاستئصال‌؟ وهل ذلك واقع لا محالة، أم هو تخويف ليرجعوا إلى الطاعة‌؟ وبأيّ شيء يهلكون‌؟ وكيف ينجي المؤمنين‌؟ وقوله: ﴿يُجَادِلُنَا﴾، إمّا جواب «لمّا»، جيء به مضارعا على حكاية الحال. أو لأنّه في سياق الجواب بمعنى الماضي، كجواب «لو». أو دليل جوابه المحذوف، مثل: اجترأ على خطاب رسلنا، أو شرع في جدالهم. أو متعلّق بالجواب أقيم مقامه، مثل: أخذ أو أقبل يجادل رسلنا.

    [1] سورة هود، الآية: 74.
    [2] تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 385.
    [3] سورة هود، الآيات: 69 - 73.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X