بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في حياتنا اليومية، نرى كثيرًا من الناس يشتكون:
الواقع صعب، الناس تغيّرت، الظلم انتشر، القلوب قست…
لكن السؤال الحقيقي ليس: من السبب؟
بل: ماذا أفعل أنا؟ ما دوري أنا؟
القرآن الكريم لا يحبّ صوت التذمّر الخالي من العمل، بل يحبّ صوت الإصلاح، صوت النهوض، صوت الذين يُصلحون في الأرض بعد أن فسدَت.
يقول الله تعالى:
التذمّر... ضعفٌ في الإيمان أم علامة وعي؟
التذمّر بحدّ ذاته ليس دائمًا خطأ، فهو أحيانًا صرخة وعي تدل على أننا نرى الخلل.
لكن الخطر هو أن يبقى التذمّر صوتًا بلا عمل.
«من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.»
نحو الإصلاح.
الفرق بين المؤمن الناضج وغيره أن المؤمن إذا رأى خللاً، لا يكتفي بالشكوى، بل يسأل نفسه: ما دوري؟ ماذا أستطيع أن أغيّر؟
الإصلاح يبدأ من الداخل
قال الله تعالى:
كأن الله يقول لنا: "ابدأوا بأنفسكم، فأنا أغيّر واقعكم."
كلّ شكوى من فساد أو ظلم أو جهل، تبدأ بعلاج ما يشبهها في داخلنا:
وهكذا يتحوّل الإنسان من ناقم إلى مُصلح.
المصلح الحقيقي يرى الله في كل خطوة
قال رسول الله ﷺ وآله :
فحين تُطهّر نيتك، يفتح الله لك طرقًا لتكون بركة في بيتك، في مجتمعك، في كلماتك، في كل شيء.
يقول الإمام الصادق عليه السلام:
التذمّر يستهلك الطاقة… والإصلاح يحرّرها
التذمّر يشبه الوقوف أمام باب مغلق والصراخ عليه،
أما الإصلاح فهو البحث عن مفتاح الباب أو صناعته.
قال الإمام عليّ عليه السلام:
الإصلاح هو ممارسة للحرية، أما التذمّر فهو تسليم لها.
خطوات عملية من التذمّر إلى الإصلاح
كلّ إصلاح يبدأ بنور صغير في قلب مؤمن.
ربما يكون صوتك الهادئ، أو كلمة طيبة، أو نية صادقة، هي الشرارة التي تغيّر بيتًا أو قلبًا أو أمة.
قال تعالى:
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
في حياتنا اليومية، نرى كثيرًا من الناس يشتكون:
الواقع صعب، الناس تغيّرت، الظلم انتشر، القلوب قست…
لكن السؤال الحقيقي ليس: من السبب؟
بل: ماذا أفعل أنا؟ ما دوري أنا؟
القرآن الكريم لا يحبّ صوت التذمّر الخالي من العمل، بل يحبّ صوت الإصلاح، صوت النهوض، صوت الذين يُصلحون في الأرض بعد أن فسدَت.
يقول الله تعالى:
﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا﴾
(الأعراف: 56)
أي بعد أن جعل الله نظامها متوازنًا، لا تكونوا أنتم سببًا في اختلاله، لا بالكلام، ولا بالسكوت السلبي، بل بالفعل الإصلاحي.(الأعراف: 56)
التذمّر... ضعفٌ في الإيمان أم علامة وعي؟
التذمّر بحدّ ذاته ليس دائمًا خطأ، فهو أحيانًا صرخة وعي تدل على أننا نرى الخلل.
لكن الخطر هو أن يبقى التذمّر صوتًا بلا عمل.
«من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.»
نحو الإصلاح.
الفرق بين المؤمن الناضج وغيره أن المؤمن إذا رأى خللاً، لا يكتفي بالشكوى، بل يسأل نفسه: ما دوري؟ ماذا أستطيع أن أغيّر؟
الإصلاح يبدأ من الداخل
قال الله تعالى:
﴿إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
(الرعد: 11)
هذه الآية هي دستور الإصلاح.(الرعد: 11)
كأن الله يقول لنا: "ابدأوا بأنفسكم، فأنا أغيّر واقعكم."
كلّ شكوى من فساد أو ظلم أو جهل، تبدأ بعلاج ما يشبهها في داخلنا:
- إن اشتكيت من قسوة القلوب، فابدأ بتليين قلبك بالذكر.
- إن اشتكيت من الأنانية، فابدأ بالعطاء.
- إن اشتكيت من الكذب، فكن أنت الصادق.
وهكذا يتحوّل الإنسان من ناقم إلى مُصلح.
المصلح الحقيقي يرى الله في كل خطوة
قال رسول الله ﷺ وآله :
"من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس."
(رواه الطبراني)
الإصلاح لا يبدأ من الخارج، بل من العلاقة مع الله.(رواه الطبراني)
فحين تُطهّر نيتك، يفتح الله لك طرقًا لتكون بركة في بيتك، في مجتمعك، في كلماتك، في كل شيء.
يقول الإمام الصادق عليه السلام:
"كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإنّ ذلك داعية."
(الكافي 2 / 78)
أي: لا تكثروا الكلام عن الفساد، بل اجعلوا من أنفسكم نموذجًا للإصلاح، فالصمت العامل أبلغ من الكلام الغاضب.(الكافي 2 / 78)
التذمّر يستهلك الطاقة… والإصلاح يحرّرها
التذمّر يشبه الوقوف أمام باب مغلق والصراخ عليه،
أما الإصلاح فهو البحث عن مفتاح الباب أو صناعته.
قال الإمام عليّ عليه السلام:
"لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرًّا."
(نهج البلاغة، الكتاب 31)
ومن عبودية الناس أن نعلّق آلامنا على أفعالهم، وننسى حريتنا في التغيير.(نهج البلاغة، الكتاب 31)
الإصلاح هو ممارسة للحرية، أما التذمّر فهو تسليم لها.
خطوات عملية من التذمّر إلى الإصلاح
- بدّل النقد بالدعاء
حين ترى منكرًا أو خطأً، قل: اللهم اهده واهدني معه.
فالدعاء طاقة إصلاحية لا تُرى. - ابدأ بنقطة قريبة منك
بيتك، عملك، أولادك، جيرانك.
من أصلح الدائرة الصغيرة، ساهم في شفاء الدائرة الكبرى. - اجعل لسانك ميزانًا للخير
قال النبي ﷺ وآله :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت."
(صحيح البخاري) - تعامل مع الواقع بعين الإمام المهدي عجل الله فرجه:
عين تبكي على الفساد، لكنّها تعمل للأمل.
فالإصلاح الحقيقي هو انتظار فعّال، لا انتظار متذمّر.
كلّ إصلاح يبدأ بنور صغير في قلب مؤمن.
ربما يكون صوتك الهادئ، أو كلمة طيبة، أو نية صادقة، هي الشرارة التي تغيّر بيتًا أو قلبًا أو أمة.
قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾
(الأعراف: 170)
فالله لا يضيع أجر من حاول أن يكون جزءًا من الحلّ، ولو بخطوة واحدة.(الأعراف: 170)
