إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التسويف… لصّ الوقت وسارق الأحلام كيف نفهمه؟ كيف نعالجه؟ وكيف ننهض من جديد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التسويف… لصّ الوقت وسارق الأحلام كيف نفهمه؟ كيف نعالجه؟ وكيف ننهض من جديد


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    أحيانًا يعرف الإنسان تمامًا ما ينبغي عليه فعله…
    يعرف الواجب، ويعرف الخير، ويعرف الطريق…
    لكن تأتي تلك الهمسة الخفية:
    "ليس الآن… بعد قليل… عندي وقت…"

    هكذا يبدأ التسويف؛ لا يطرق الباب بصوت، بل يدخل بهدوء، حتى يصبح عادةً تثقل القلب وتقيّد الحركة.

    ما هو التسويف؟


    التسويف ليس مجرّد تأجيل عابر، بل هو ميل نفسي للهروب من المهمة المهمة إلى الراحة السريعة.
    إنه محاولة لتجنّب الشعور بالجهد، حتى لو كان الثمن هو تراكم الأعمال وتشتّت الذهن.

    أضرار التسويف

    1. ضياع العمر دون إنجاز


    الأيام تتتابع… وإذا أهمل الإنسان يومًا بعد يوم، وجد نفسه بعيدًا عن أهدافه.
    وقد قال تعالى:
    ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾
    تنبيهٌ لطيف أن الوقت ليس عبثًا، بل أمانة.

    2. ضعف الثقة بالنفس


    كل مهمة مؤجّلة تتحول إلى جبل نفسي، يثقل الإنسان كلما تذكّرها.

    3. القلق والضغط الداخلي


    العمل الذي يُهمل لا يختفي… بل يتحول إلى ظلّ ثقيل في القلب.
    ولهذا جاء في وصايا أمير المؤمنين عليه السلام:
    "اغتنموا الفرص فإنها تمرّ مرّ السحاب."

    4. تعطيل النمو والتطور


    من يؤجّل اليوم، يعجز عن بناء الغد.
    وقد قال تعالى:
    ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾
    خسارة العمر تبدأ من لحظة التأجيل.

    لماذا نسوّف؟ (الجذور النفسية)

    1. الخوف من الفشل أو عدم الإتقان


    يريد الإنسان أن يعمل بشكل كامل، فإذا لم يشعر بالكمال… توقّف.
    وقد قال الإمام علي عليه السلام:
    "من تهيّب أمرًا فقد حرمه."
    الخوف يحرم الإنسان خيرًا كثيرًا.

    2. كِبر المهمة في الذهن


    حين تتراءى المسؤوليات كجبل، يعجز الإنسان عن الخطوة الأولى.

    3. الإرهاق النفسي والجسدي


    أحيانًا يكون الجسم مرهقًا، فيختار العقل التأجيل هربًا من شعور التعب.

    4. ضعف الربط بين الحاضر والمستقبل


    الإنجاز الكبير يولد من فعل صغير اليوم…
    لكن التسويف يقطع هذا الربط.

    كيف نتغلب على التسويف؟ (خطوات عملية واقعية)

    1. تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة


    لا تبدأ بالجبل… ابدأ بالحجر.
    وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:
    "القليل الدائم خير من الكثير المنقطع."
    العمل الصغير المنتظم يهزم الجبل.

    2. قاعدة الـ 5 دقائق


    ليكن الهدف:
    "أبدأ فقط لخمس دقائق."
    العقل بعد البداية يكمل تلقائيًا.

    3. تقليل الملهيّات لفترة محددة


    20 دقيقة من التركيز قد تغيّر يومًا كاملًا.

    4. الرفق بالنفس بدلًا من جلد الذات


    قال تعالى:
    ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾
    والإنسان حين يرفق بنفسه، ينجز أكثر.

    5. ربط العمل بالثواب والنية


    الإمام علي عليه السلام يقول:
    "نية المرء خير من عمله."
    حين تكون النية لله، يصبح حتى العمل الدنيوي عبادة.

    6. البدء بالأيسر ثم الأصعب


    فإذا تولّدت الطاقة، يسهل حمل الثقل.

    7. كتابة الإنجازات اليومية


    الإنجازات الصغيرة تذكّر الإنسان بقدرته… وتدفعه للأمام.

    رؤية قرآنية وروائية تعالج التسويف

    القرآن يدعو إلى المبادرة


    قال تعالى:
    ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾
    وقال:
    ﴿سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾

    وأهل البيت عليهم السلام يحذرون من تأجيل العمل


    قال أمير المؤمنين عليه السلام:
    "لا تؤخّر عمل يومك إلى غدك."
    وقال أيضًا:
    "من أطال الأمل أساء العمل."

    هذه الروايات ليست للزجر، بل لإيقاظ القلب… أن العمر قصير، والعمل يقوّي النفس، والتأجيل يضعفها.


    التسويف عادة… والعادات تُهزم بخطوات صغيرة، ثابتة، متكررة.
    ليس المطلوب إنجازًا ضخمًا دفعة واحدة، بل بداية بسيطة، ثم استمرار.

    والله تعالى وعد:
    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
    كل من يبدأ… يُعان.
    وكل من يخطو… يُفتح له باب.

    ابدأ الآن… ليس بعد قليل.
    فالحياة تمنح نفسها لمن يتحرك، لا لمن ينتظر.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X