موعدكم يوم غد الثلاثاء مع برنامج جيلٌ للظهور

[فدك فاطمة]

ملتقانا كل يوم ثلاثاء عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا عبر أثير إذاعة الكفيل من العتبة العباسية المقدسة، ومحور حلقتنا من برنامج جيلٌ للظهور: فقه الزكاة وأهمية دراسته في الإعداد المهدوي.

[خادمة ام أبيها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
🔻🔺️🔺️🔻🔺️🔻🔺️🔻
فقه الزكاة وأهميّته في الإعداد للظهور

تُعدّ الزكاة واحدة من أهمّ التشريعات المالية في الإسلام، وهي عبادة تجمع بين الطهارة الروحية والإصلاح الاجتماعي. فالزكاة لم تُشرَّع لمجرّد نقل المال من الغني إلى الفقير، بل جاءت لتؤسس مجتمعًا متعاونًا، متماسكًا، قادرًا على حمل مسؤولية العدل الإلهي، وتمهيد الأرض لدولة القسط التي وُعد بها المؤمنون عند ظهور الإمام المهدي عليه السلام.

أولًا: معنى فقه الزكاة

يقصد بفقه الزكاة مجموعة الأحكام الشرعية المتعلّقة بها، مثل:

الأموال التي تجب فيها الزكاة.

شروط الوجوب.

مقادير الزكاة ونِصابها.

الأصناف التي تستحقّها.

كيفية إخراجها وطريقة توزيعها.

وإتقان هذه الأحكام ليس مجرد معرفة فقهية، بل هو التزام عملي يظهر أثره على الفرد والمجتمع.

ثانيًا: الزكاة كعامل تربوي في الإعداد للظهور

1. تهذيب النفس من البخل وحبّ الدنيا

من أبرز أهداف الزكاة تربية الإنسان على العطاء. فالزكاة تعلّمه أن المال ليس ملكًا مطلقًا له، بل هو نعمة مشتركة فيها حقّ للآخرين.
والنفس التي تُربَّى على السخاء وقهر الشحّ تكون أقرب ما تكون لروح أنصار الإمام المهدي، الذين وصفهم أهل البيت عليهم السلام بالشجاعة والورع والانضباط والتجرد من الدنيا.

2. بناء مجتمع قوي متكاتف

لا يمكن أن تقوم دولة العدل الإلهي على مجتمع تتسع فيه الفجوات بين طبقاته.
الزكاة تسدّ حاجات الفقراء، وتخفّف من الظلم الاقتصادي، وتُشيع روح التكافل.
ومجتمع بهذا المستوى من التعاون يشكل البيئة المثالية لاحتضان مشروع الإمام عند ظهوره.

3. تعزيز الشعور بالمسؤولية

الإسلام يريد من الفرد أن يكون مسؤولاً وصاحب موقف. والزكاة تدرّب الإنسان على الالتزام والانضباط؛ فهو يُخرجها في وقتها المحدّد، وبمقدارها المعلوم، وبنية القربة إلى الله.
هذه التربية تُنشئ إنسانًا منضبطًا، وواعيًا، وقادراً على الطاعة الواعية، وهي صفات أساسية في المنتظر الحقيقي.

ثالثًا: الدور الاقتصادي للزكاة في التمهيد لزمن الظهور

1. معالجة جذور الفقر

الزكاة ليست علاجًا مؤقتًا، بل نظام يُعيد توزيع الثروة بشكل عادل ودائم.
فهي تُعيد التوازن للمجتمع وتمنع تراكم الأموال بيد فئة قليلة، وهذا التوازن الاقتصادي هو الأساس الذي تُبنى عليه دولة الإمام المهدي التي "يملأ الله بها الأرض قسطًا وعدلًا".

2. دعم الاستقرار الاجتماعي

حين تُؤدّى الزكاة كما يجب، يقلّ الغضب الشعبي، وتنخفض الجرائم، وتزداد الثقة بين الناس.
وهكذا يُصبح المجتمع أكثر استقرارًا، وهذه الحالة تمثل الإطار المناسب لظهور قائد عالمي يحمل مشروع إصلاحي كبير.

3. تجهيز قاعدة اقتصادية نزيهة

دولة الإمام ليست دولة فوضوية؛ هي دولة نظام وعدالة وانضباط مالي.
والزكاة تُدرّب الناس على هذا النظام من الآن، فتجعلهم قادرين على الالتزام بواجباتهم المالية في دولة الحق.

رابعًا: أثر الزكاة في نصرة المستضعفين

من أهداف ظهور الإمام المهدي عليه السلام رفع الظلم عن الفقراء والمظلومين.
والزكاة تمارس هذا الدور عمليًا قبل الظهور؛ فهي تنتصر للمستضعف وتعيد له شيئًا من حقوقه، وتزيل عنه الحاجة التي تضعف إيمانه أو تهزّ كرامته.

وحين ينتشر هذا العدل الجزئي بين الناس، يصبح المجتمع أكثر تقبّلًا واستعدادًا لعدالة أكبر وأوسع.

خامسًا: الزكاة كعلامة من علامات صدق الانتظار

الانتظار الحقيقي ليس انتظارًا سلبيًا، بل استعداد عملي.
فالشخص الذي يُهمل الزكاة ويحبس المال عن مستحقيه لا يمكن أن يكون صادقًا في دعوى أنه ينتظر الإمام المنتصر للفقراء.
أما الذي يلتزم بها، فإنه:

يطهّر نفسه. يقوّي مجتمعه يحارب الظلم. ويهيّئ الأرض للعدل.
وهذا هو لبّ عقيدة الانتظار.
🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃🌺🍃
إن فقه الزكاة ليس مجرد باب فقهي تقليدي، بل هو برنامج إصلاحي شامل يُنشئ فردًا كريمًا، ومجتمعًا نزيهًا، واقتصادًا مستقيمًا.
وبهذا المعنى، تُصبح الزكاة خطوة عملية في طريق الإعداد للظهور المبارك، وتمهيدًا حقيقيًا لدولة الإمام المهدي عليه السلام، التي تقوم على العدل والإنصاف وإعطاء كل ذي حقّ حقّه.