إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماهي فائدة الدعاء للإمام المهدي (عج) إذا كان الله يحفظه من أعدائه ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماهي فائدة الدعاء للإمام المهدي (عج) إذا كان الله يحفظه من أعدائه ؟

    هناك مرحلة دعاء المؤمن لنفسه في زمن الغيبة، لحفظ إيمانه، ودفع كيد الشياطين عن نفسه.

    وهنا أيضاً قائمة مهمَّة من الأدعية، أهمّها:

    أ) دعاء زمن الغيبة: فقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) زمن الغيبة لزرارة، فقال زرارة: فقلت: جُعلت فداك، فإن أدركت ذلك الزمان فأيّ شيءٍ أعمل؟ قال: «يا زرارة، إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء: اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي...»(1)، وهو دعاء طويل، وهو موجود في (مفاتيح الجنان)(2)، فالتزمه.

    علماً أنَّه يمكن التزام المقطع المذكور في الرواية يومياً.

    ب) دعاء الغريق: فعن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرى، ولا إمام هدى، ولا ينجو منها إلَّا من دعا بدعاء الغريق»، قلت: كيف دعاء الغريق؟ قال: «يقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك»، فقلت: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلِّب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك»، قال: «إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) مقلِّب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك: يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك»(3).

    وينبغي تمثّل حالة الغريق - الذي فقد الأمل بالحياة، وكان على استعداد للتمسّك بأيّ شيء ينقذه من الهلاك - عند قراءة هذا الدعاء، حتَّى يؤتي الدعاء ثمرته.

    وهنا قد يسأل البعض: أليس الله تعالى هو الحافظ للإمام المهدي (عليه السلام) من كيد الأعداء؟ فما فائدة دعائنا له؟

    والجواب من عدَّة جهات:

    ١ - إذا صحَّ هذا الإشكال فمعنى ذلك يجب علينا أن لا ندعو لأيّ شخص كان، ولا ندعو بشيء على الإطلاق، لأنَّ كلّ شيء في هذا الكون مقدَّر من الله سبحانه وتعالى، فلا تدعُ لأصدقائك وأقربائك بطول العمر مثلاً أو بزيادة الرزق أو بالصحَّة والعافية، لأنَّ الله سبحانه وتعالى قد قدَّر لهم عمراً معيَّناً ورزقاً معيَّناً وصحَّة وعافية معيَّنة، وهذا واضح البطلان، لأنَّ الله سبحانه وتعالى قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث الأربعمائة: «الدعاء يردّ القضاء المبرم فاتَّخذوه عدة»(4).

    ٢ - للدعاء آثار كبيرة على جميع الأصعدة، سواء على الحالة النفسية للإنسان الداعي أو على مستوى تغيير الواقع الذي يعيشه، مضافا إلى الأجر والثواب الكبير باعتباره أحد أهمّ العبادات، والتي تربط بين العبد وربّه، فعلى هذا الأساس فإنَّ دعاءنا للإمام (عليه السلام) بالحفظ والفرج يفيد أوَّلاً في زيادة ارتباطنا به، وعدم الغفلة عنه، ممَّا يعطينا زخماً معنوياً، وحركةً عاليةً في اتّجاه حركة الإصلاح العالمي والتمهيد لها، إضافة إلى ذلك الحصول على الأجر الكبير والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى، والمهمّ في الأمر هو أنَّ دعاءنا للإمام مفيد حتَّى للإمام سلام الله عليه، وذلك في تعجيل الفرج له، فإنَّ الإسراع في فرجه مرتبط بكثرة الدعاء له، وهذا لا ينافي أنَّه محفوظ من الله ووقت ظهوره من المحتوم، لأنَّ الله يمحو ما يشاء ويُثبِت وعنده أُمّ الكتاب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) كمال الدين: ٣٤٢ و٣٤٣/ باب ٣٣/ ح ٢٤.

    (2) مفاتيح الجنان: ٨٤٣.

    (3) كمال الدين: ٣٥١ و٣٥٢/ باب ٣٣/ ح ٤٩. وفي هذه الرواية نكتة لطيفة، وهي أنَّ الدعاء مفتاح الإجابة، وأهل البيت (عليهم السلام) يعطون المفتاح الملائم تماماً لفتح باب الإجابة، فلا ينبغي الزيادة أو النقيصة في دعاء وارد عنهم (عليهم السلام)، إذ لعلَّ تلك الزيادة أو النقيصة تعرقل فتح الباب، تماماً كما أنَّ أيّ مفتاح لو حصل له ذلك لما فتح بابه، ومن هنا ينبغي التأكّد من كون لفظ الدعاء موافقاً حتَّى للقواعد النحوية، إذ لهذا الأمر - وغيره ممَّا يدخل في سرعة استجابة الدعاء - أثر مهمّ في الإجابة.

    (4) الخصال: ٦٢٠.

    المصدر
    الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة


  • #2
    هل يغلق باب التوبة بعد ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج) ؟






    إن الله تعالى قد جعل التّوبةَ والنّدمَ طريقاً إلى رحمتِه وغُفرانِه، حيثُ قالَ عز من قائل : (قُل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا على أَنفُسِهِم لَا تَقنَطُوا مِن رَّحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فالتّوبةُ في حقيقتِها إعترافٌ بالذّنبِ والعزمِ على عدمِ العودةِ إليه، وعليهِ فإنَّ حقيقةَ التّوبةِ يُشترطُ فيها النّدمُ والإقرارُ على النّفسِ بالذّنبِ، وهذا لا يتحقّقُ إلّا إذا كانَت التّوبةُ خالصةً للهِ تعالى.

    أمّا التّوبةُ التي لم تنبع منَ القلبِ ولم تكُن تصديقاً وإقراراً بالحقِّ فهيَ ليسَت إلّا نفاقاً ومُخادعةً، ومِن هُنا لا تُقبلُ توبةُ المُجرمِ الذي لم تردَعه كلُّ السّبلِ عَن إجرامِه فإذا واجهَ الموتَ أظهرَ التّوبةَ خوفاً، والإمامُ المهديُّ (عليه السّلام) بما مكّنَهُ اللهُ قادرٌ على معرفةِ إن كانَت التّوبةُ خالصةً أم لا، مُضافاً إلى أنَّ التّوبةَ التي لا يترتّبُ عليها أثرٌ دنيويٌّ هيَ التّوبةُ على الذّنبِ في حقِّ اللهِ.

    أمّا الذّنوبُ المُتعلّقةُ بحقوقِ العبادِ كمَن كانَ عليهِ قصاصٌ فإنَّ توبتَه لا تدفعُ عنهُ الحدودَ، فيقتصُّ منهُم الإمامُ المهديّ (عليهِ السّلام) حتّى لو أظهرُوا التّوبةَ، وإذا فهمنا ذلكَ يمكنُ أن نفهمَ الرّواياتِ التي أشارَت إلى عدمِ قبولِ الإمامِ المهديّ (عليه السّلام) التّوبةَ منَ البعضِ، وذلكَ لأنَّ بعضَ المُجرمينَ عليهم حقوقُ العبادِ وفي ذمّتهم مظالمُ لابدَّ منَ الإقتصاصِ لها في الدّنيا، أو أنّهم إستحكمَ الكُفرُ في قلوبِهم فلم يُظهروا التّوبةَ إلّا خوفاً منَ القتلِ، فمنَ الطّبيعيّ أن لا تُقبلَ توبتُهم لأنّها ليسَت توبةً في الحقيقةِ والواقعِ.

    وقَد أشارَ تعالى إلى ذلكَ بقولِه: ( يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ ...) وجاءَ في تفسيرِ هذهِ الآيةِ عَن أبي جعفرٍ عليهِ السّلام قالَ: (إذا طلعَت الشّمسُ مِن مغربِها فكلُّ مَن آمنَ في ذلكَ اليومِ لم ينفعهُ إيمانُه) حيثُ جعلَت الرّوايةُ طلوعَ الشّمسِ منَ المغربِ الذي هوَ علامةُ ظهورِ الإمامِ المهديّ مصداقاً لهذهِ الآيةِ، أي إذا ظهرَ المهديُّ (لَا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ) وعنِ الصّادقِ عليهِ السّلام في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربِّك لا ينفعُ نفساً إيمانُها يعني خروجَ القائمِ المُنتظرِ منّا).

    وعَن أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلام) قالَ : (ثمَّ ترفعُ الدّابّةُ رأسَها فيراها مَن بينَ الخافقينِ بإذنِ اللهِ عزّ وجلّ وذلكَ بعدَ طلوعِ الشّمسِ مِن مغربِها فعندَ ذلكَ تُرفعُ التّوبةُ فلا توبةَ تُقبَلُ ولا عملَ يُرفعُ (لَا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا).

    وفي تفسيرِ العيّاشي عَن زُرارةَ وحمران ومحمّدٍ بنِ مُسلم عِن أبي جعفرٍ وأبي عبدِ الله (عليهما السّلام) في قولِه : (يومَ يأتي بعضُ آياتِ ربّك لا ينفعُ نفساً إيمانُها، قالَ طلوعُ الشّمسِ منَ المغربِ وخروجُ الدّابّةِ والدّجّالِ، والرّجلُ يكونُ مُصِرّاً ولم يعمَل عملَ الإيمانِ ثمَّ تجيءُ الآياتُ فلا ينفعُه إيمانُه) وقَد ميّزَت هذهِ الرّوايةُ بينَ التّوبةِ الحقيقيّةِ والتّوبةِ التي تكونُ بدافعِ الخوفِ والنّفاقِ حيثُ قالَ الإمامُ (والرّجلُ يكونُ مُصرّاً ولم يعمَل عملَ الإيمان).

    وعليهِ مَن كانَت توبتُه حقيقيّةً وخالصةً لوجهِ اللهِ ولَم يكُن في ذمّتِه حقوقُ العبادِ فإنَّ توبتَه مقبولةٌ إن شاءَ الله، وليسَ للتّوبةِ زمنٌ مُحدّدٌ فأبوابُ التّوبةِ مفتوحةٌ طالما في عُمرِ الإنسانِ بقيّةٌ، أمّا إذا أدركَهُ الموتُ فلا مجالَ للتّوبةِ في عالمِ البرزخِ أو يومِ القيامة.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X