إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السلام على النبي بعد الصلاة: فلسفة الاتصال الروحي بالنبي (ص)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السلام على النبي بعد الصلاة: فلسفة الاتصال الروحي بالنبي (ص)



    - السلام على النبي ليس مجرّد كلمات، بل هو صلة قلبية متجدّدة مع الرسول الأعظم، وموردٌ تتنزّل به البركات، ويُصفو به القلب، ويتأكّد به العهد مع صاحب الرسالة المحمدية.
    السلام على النبي بهذه الصيغة المباركة مدرسة تهذيب وروحانية، ونافذة يتنزل منها نور الهداية في قلوب المصلّين.

    الشهادة للنبي في نص الإمام الرضا:

    هناك أمور تقوي من قوة العلاقة بالنبي الأعظم ﷺ، ومن بينها الإكثار من الصلاة عليه، وزيارته من قرب وبعد، ويأتي في طليعة ذلك هذه الزيارة الخاصة بعد صلاة الفريضة، والتي ورد ذكرها عن طريق الإمام الرضا .
    روي بسند صحيح أنّ ابن أبي بصير سأل الرّضا كيف يصلّى على النبي الأكرم ﷺ ويسلّم عليه بعد الصلاة فأجاب : تقول:
    «السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ الله وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حَبيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صِفوَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللهِ. أشهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأشهَدُ أنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، وَأشهَدُ أنَّكَ قَد نَصَحتَ لاُمَّتِكَ، وَجاهَدتَ في سَبيلِ رَبِّكَ وَعَبَدتَهُ حَتَّى أتاكَ اليَقينُ، فَجَزاكَ الله يا رَسولَ الله أفضَلَ ما جَزى نبياً عَن أُمَّتِهِ. اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ وَآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ».

    مدرسة تهذيب وروحانية

    يؤتى بهذه الصلاة بعد الفراغ من الصلاة وتسبيح السيدة الزهراء، وبعض التعقيبات، وقد ذكرها العلامة القمي في مفاتيح الجنان في قسم الزيارات اليومية.
    إن هذا السلام ليس مجرّد كلمات، بل هو صلة قلبية متجدّدة مع الرسول الأعظم، وموردٌ تتنزّل به البركات، ويُصفو به القلب، ويتأكّد به العهد مع صاحب الرسالة المحمدية. السلام على النبي بهذه الصيغة المباركة مدرسة تهذيب وروحانية، ونافذة يتنزل منها نور الهداية في قلوب المصلّين.

    مناجاة النبي بعد الصلاة:

    دراسة في الأسلوب العقدي والبعد التربوي للرواية الرضوية:
    الرواية التي ينقلها ابن أبي بصير عن الإمام الرضا تُعَدّ من النصوص العقدية المهمّة في مدرسة أهل البيت، فهي لا تكتفي بتعليم المؤمن صيغة سلام، بل تؤسّس منهجًا للتواصل الروحي والولائي مع النبي بعد كل صلاة.
    أولًا: السلام على النبي بعد الصلاة عند أهل البيت ، هو امتداد لواجب تعظيم النبي، وجزء من فلسفة الصلاة التي بُنيت على ذكره وذكر آله، فالصلاة بلا صلوات على محمد وآل محمد لا كمال لها، كما جاء في الروايات المتواترة.
    أيّها القلب… قِف قليلًا، واشهد أنّ للروح بابًا لا يُفتح إلا بالسلام، وأنّ أقرب الطرق إلى الله تبدأ بخطوةٍ نحو رسول الله، وأنّ الكلمات إذا خرجت من فم العبد وهو يسلّم على سيّد الخلق تحمل معها خضوعًا لا يشبهه خضوع، ودمعة لا يعرفها إلا العاشقون.

    تحليل معاني السلام على النبي كما بيّنها الإمام الرضا :
    «السَّلامُ عليك يا رسولَ الله»…كلمةٌ لو وزِنت بجبال الدنيا لرجحت، ولو اجتمعت القلوب لتصف معناها لعجزت.
    فهي سلامٌ يمرّ عبر السنين، ويخترق الآفاق، ويستقرّ عند نبيّ الرحمة، سلامٌ تهتزّ له الملائكة، وتبتسم به السماء.
    «السَّلام عليك يا محمد بن عبد الله»…
    ذكرُ الاسم الشريف يوقظ في القلب ذاكرة الطفولة الروحية، فهو محمد الإنسان الذي مشى في الأسواق، وتحمّل الأذى، وصبر على الجوع، لكنه في الوقت نفسه رسولٌ حمل نورًا لا ينطفئ.
    «يا خيرة الله… يا حبيب الله… يا صفوة الله… يا أمين الله»
    هذه ليست ألقابًا، بل نوافذ إلى النور. كل لقب منها يفتح صفحة من كتاب السماء، ويذكّر الروح بأنّ النبي لم يكن مجرد قائد، بل كان تجلّيًا للرحمة، ومجمعًا للكمال، وغايةً اختارها الله لذاته قبل أن يختارها الخلق له.
    ثم تأتي الشهادة… آهٍ من هذه الشهادة!
    «أشهد أنك نصحتَ لأمتك»
    يا رسول الله، ما تركت طريقًا للخير إلا دللتنا عليه، ولا بابًا للشر إلا حذّرتنا منه، كأنك كنت ترى قلوبنا قبل أن نُخلق، وتسمع أنيننا قبل أن ننطق.
    «وجاهدتَ في سبيل ربك»:
    جاهدتَ بالكلمة، وبالدعوة، وبالصبر، وبالدمع، وبالدم، جاهدتَ حتى صار الجهاد عنوان حياتك، وجاهدتَ حتى لم يبقَ في جسدك موضع إلا دخله أثر التضحية.
    «وعبدته حتى أتاك اليقين»: يا لروعة هذا التعبير! أي يقين هذا الذي نزل على قلبٍ امتلأ من الله؟ أي عبادة كانت؟
    سجود يمحو ظلمة العالم، ودعاء يفتح أبواب السماء، وخشوع يذيب كل ما سوى الله.

    ثم يختم الدعاء بجوهرة الختام:

    «فجزاك الله أفضل ما جَزَى نبيًا عن أمّته»:
    كأنّ هذا الدعاء يعترف بعجز الكلمات، ويقول: يا رسول الله، لو اجتمع شكر الخلائق جميعًا، لما بلغ مقدار دمعة صبرٍ ذرفتها لأجلنا.
    الصلاة على محمد وآل محمد… هي السطر الأخير من كل حب، والمعنى الأول لكل ولاء، والجسر الذي يربط الأرض بالسماء، والنور الذي يبقى بعد أن تطفئ الدنيا أنوارها.
    فيا رسول الله… سلامٌ عليك ما بقيت الروح، وسلامٌ عليك ما بقيت الصلاة، وسلامٌ عليك ما بقي الليل والنهار، وسلامٌ عليك في كل لحظة نحتاج فيها إلى رحمة الله.



    ​موقع جهات الاخبارية
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة يوم أمس, 06:42 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X