بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن سلمان في حديث طويل: فلما أن رأى علي (عليه السلام) خذلان الناس إياه, وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته, فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع, فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة... فقال له أبو بكر: من نرسل إليه؟ فقال عمر:
نرسل إليه قنفذا فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب, فأرسله وأرسل معه أعوانا, وانطلق فاستأذن على علي (عليه السلام) فأبى أن يأذن لهم, فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد والناس حولهما, فقالوا: لم يؤذن لنا, فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن, فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة (عليها السلام):
أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن, فرجعوا وثبت قنفذ الملعون, فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا, فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن, فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء! ثم أمر أناسا حوله بتحصيل الحطب, وحملوا الحطب وحمل معهم عمر, فجعلوه حول منزل علي (عليه السلام), وفيه علي وفاطمة وابناهما (عليهم السلام) ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة (عليها السلام):
والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا أضرمت عليك النار, فقامت فاطمة (عليها السلام) فقالت: يا عمر, ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم, فقالت (عليها السلام): يا عمر, أما تتقي الله, تدخل على بيتي! فأبى أن ينصرف, ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب, ثم دفعه فدخل, فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) وصاحت:
يا أبتاه يا رسول الله, فرفع عمر السيف وهو في غمده, فوجأ به جنبها فصرخت (عليها السلام): يا أبتاه, فرفع السوط فضرب به ذراعها, فنادت (عليها السلام): يا رسول الله, لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر, فوثب علي (عليه السلام) فأخذ بتلابيه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله, فذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أوصاه به, فقال:
والذي كرم محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة يا ابن صهاك, لو لا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلمت أنك لا تدخل بيتي, فأرسل عمر يستغيث, فأقبل الناس حتى دخلوا الدار, وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه, فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي (عليه السلام) بسيفه, لما قد عرف من بأسه وشدته, فقال أبو بكر لقنفذ:
ارجع فإن خرج فاقتحم عليه بيته, فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار, فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن, وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه فسبقوه إليه, وكاثروه فتناول بعض سيوفهم, فكاثروه فألقوا في عنقه حبلا, وحالت بينهم وبينه فاطمة (عليها السلام) عند باب البيت, فضربها قنفذ الملعون بالسوط, فماتت حين ماتت, وإن في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله.
-------------
كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 584, الاحتجاج ج 1 ص 82, بحار الأنوار ج 28 ص 268

تعليق