إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يوم النصر على الإرهاب… حين استعاد العراق نفسه وغيّر معادلة العالم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوم النصر على الإرهاب… حين استعاد العراق نفسه وغيّر معادلة العالم

    يوم النصر على الإرهاب… حين استعاد العراق نفسه وغيّر معادلة العالم
    في مثل هذا اليوم، لا يستذكر العراقيون حدثًا سياسيًا عابرًا، بل يستعيدون اليوم الذي استعاد فيه العراق روحه، ووقف على قدميه، وانتصر على أخطر تنظيم إرهابي عرفه العصر الحديث: داعش.
    إنه يوم تتداخل فيه دماء الشهداء مع إرادة الشعب، وفتوى المرجعية مع الموقف العسكري، والدعم الصديق مع خذلان القريب، ليصنع العراق واحدة من أهم معارك القرن الحادي والعشرين.
    أولًا: النصر الذي أنقذ الدولة من السقوط
    في صيف 2014، كانت الدولة العراقية على حافة الانهيار الكامل.
    سقطت الموصل، وتهاوت ساحات أخرى، وانهارت الثقة النفسية لدى جمهور واسع.
    لكن الفتوى التاريخية التي أصدرها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني — فتوى الجهاد الكفائي — قلبت المشهد رأسًا على عقب.
    فقد تحوّلت الفتوى إلى قوة روحية هائلة حرّكت الشعب من حالة الصدمة إلى حالة الفعل، ومن اليأس إلى المقاومة، ومن الانكسار إلى النهوض.
    ثانيًا: العراق سدٌ أمام تمدد الإرهاب الدولي
    داعش لم يكن تنظيمًا محليًا، بل كان مشروعًا عالميًا أتى بمقاتلين من أكثر من مئة دولة.
    ولو لا صمود العراق، لكان التنظيم تمدد إلى سوريا ولبنان والأردن والخليج، ثم إلى العمق الأوروبي.
    العراق لم ينتصر لنفسه فقط، بل قاتل نيابة عن العالم كلّه، وأسقط وهم “دولة الإرهاب”.
    ثالثًا: الفتوى… الشرارة التي غيّرت مجرى التاريخ
    قيمة الفتوى لا تُقاس بالبعد الديني وحده، بل بقدرتها على صناعة روح وطنية جديدة.
    فقد حققت الفتوى:
    قلب ميزان القوى خلال ساعات بعد أن تدفق مئات الآلاف من المتطوعين.
    تأسيس أكبر تعبئة جماهيرية وطنية في تاريخ العراق الحديث.
    منح الشرعية للدفاع الوطني بعيدًا عن الانقسامات الطائفية.
    حماية بغداد وسامراء والعتبات المقدسة من السقوط القادم.
    خلق هوية وطنية جامعة جعلت الأنبار والموصل وصلاح الدين جزءًا من قلب النجف وكربلاء، والعكس.
    لقد أنقذت الفتوى الدولة من الهاوية، وأعادت الثقة بنفسها، وأطلقت مشروعًا دفاعيًا–وطنيًا لا مثيل له.
    رابعًا: خذلان العالم… حين تُرك العراق وحيدًا
    في اللحظة التي احتاج فيها العراق إلى المساعدة، اختار كثير من العرب والمسلمين الصمت أو الحياد البارد، بل إن البعض رأى في سقوط العراق فرصة لتغيير خرائط النفوذ.
    الدعم العربي والإسلامي كان شبه غائب، والدول ذات الثقل العسكري اكتفت بالمشاهدة أو الحسابات السياسية الضيقة.
    تنصّل الولايات المتحدة من التزاماتها
    الولايات المتحدة، التي وقّعت اتفاقية الإطار الاستراتيجي، كان يفترض بها أن تلتزم بتزويد العراق بالسلاح والاعتدة، خصوصًا في لحظة الخطر الوجودي.
    لكن ما حصل هو:
    إيقاف أو تأخير تسليم بعض الأسلحة.
    تعطيل وصول طائرات f-16 في وقت كان العراق بأمسّ الحاجة إليها.
    الاكتفاء بالمراقبة من بعيد دون خوض معركة جدية في الأيام الأولى للكارثة.
    كان هذا التنصّل صادمًا، وأظهر أن العراق — رغم التحالفات والاتفاقيات — كان وحيدًا في معركة وجودية.
    خامسًا: إيران… الدولة الوحيدة التي تحركت في لحظة الصفر
    وسط هذا الفراغ الإقليمي والدولي، كانت إيران هي الطرف الوحيد الذي تحرك بسرعة وبلا تردد.
    لقد أسهم دعمها اللوجستي والعسكري في منع انهيار جبهات أساسية، وكان جزءًا مهمًا في بناء القدرة الدفاعية الأولية للحشد والقوات الأمنية.
    1. استجابة سريعة في الأيام الأولى
    خلال ساعات من الانهيار الأمني، وصلت:
    شحنات ضخمة من الذخيرة إلى بغداد وكردستان.
    مستشارون وخبراء عسكريون لإدارة الجبهات المنهارة.
    معدات لوجستية لإنعاش الدفاعات السرعة.
    كانت استجابة طهران فورية وغير مشروطة، وهو ما أعطى بغداد قدرة على الصمود.
    2. سدّ الفجوة التي تركها انسحاب الحلفاء
    في الأيام الأولى، كانت القوات العراقية تقاتل بذخيرة تكفي ليوم واحد فقط.
    الدعم الإيراني ساعد في تثبيت الجبهات، وحماية المدن الكبيرة، ومنع سقوط بغداد وسامراء.
    3. دعم لكل القوى العراقية
    المساعدات لم تقتصر على طرف واحد؛ بل شملت:
    الجيش
    الشرطة الاتحادية
    الحشد الشعبي
    قوات البيشمركة
    وهذا جعلها دعمًا وطنيًا عامًا لا فئويًا.
    4. حماية بغداد من الانهيار
    لو لا الدعم الإيراني في تلك اللحظات الحرجة، ولولا الفتوى التي جمعت الشعب، لكانت بغداد — بحسب تقديرات الخبراء — مهددة بالسقوط خلال أسابيع.
    سادسًا: دلالات يوم النصر في الوعي العراقي
    هذا اليوم هو يوم:
    استعادة الدولة من حافة التفكك.
    انتصار الإرادة الشعبية على الإرهاب الدولي.
    تقديس دماء الشهداء الذين حموا الأرض والكرامة.
    اعتراف العالم بأن العراق قادر على حماية نفسه وعلى حماية الآخرين.
    تثبيت فكرة أن العراق لا يُكسر طالما بقي شعبه موحدًا.
    الخاتمة
    يوم النصر على داعش ليس مجرد ذكرى؛ إنه شهادة على أن العراق — رغم الجراح والتحديات — دولة تعرف كيف تنتصر عندما يكون الوجود على المحك.
    فتوى المرجعية كانت الروح، ودفاع الشعب كان الجسد، والحشد الشعبي كان السيف، والدعم الإيراني كان السند، والعراق كله كان الجبهة.
    لقد كتب العراقيون بهذا اليوم تاريخًا جديدًا لا لأرضهم فقط، بل للعالم كله:
    تاريخًا يقول إن الشعوب قد تنهزم في معركة، لكنها لا تنهزم ما دامت تعرف من هي، وماذا تريد، ولأي أرض تنتمي.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X