يوسف الحسين ع ..علي الاكبر ابن جمال الامامة وحفيد ختام النبوة *
العيش في رحاب مناقب وفضائل العظماء ..رحلة معرفية وعلمية الى عوالمهم المليئة بالانسانية وبالمثل العليا وبالمنظومات المعرفية والاخلاقية ..ومن هنا كانت لنا هذه الاطلالة على عالم كبير من علماء اهل البيت ع وبطل كبير من ابطالهم وشخصية مميزة جدا ظلمها التاريخ كثيرا بان حرمنا من الوقوف عند اعتاب سيرته التي همشت كثيرا واخفي الاكثر من معالمها
هو علي الاكبر بن الامام الحسين ع بن الامير علي بن ابي طالب ع
لقبه : ابو الحسن ولد سنة 41 او 35 من الهجرة وقتل مع ابيه بالطف سنة 61 من الهجرة ودفن مع الشهداء مما يلي رجلي ابيه الحسين ع
قال المفيد ويقال انه اقرب الشهداء مدفنا الى ابيه ع وعمره يومئذ تسع عشرة سنة على رواية المفيد او خمس وعشرون سنة على رواية غيره . وبناء على ما ياتي من ان الاصح كونه الاكبر يترجح الثاني لما روي ان عمر زين العابدين ع يوم الطف كان ثلاثا وعشرين سنة
قال ابو الفرج ولد في امارة عثمان وروى عن جده علي بن ابي طالب ع احاديث وهو يوافق كون عمره خمسا وعشرين فيكون قد ولد في آخر امارة عثمان لان عثمان قتل في سنة 35 كما في عنوان المعارف للصاحب بن عباد ويكون عمره عند قتل جده امير المؤمنين ع خمس سنين لانه قتل سنة اربعين ومثله يمكن ان يكون مميزا يتحمل الرواية وان كان لا يخلو من بعد .
اما على القول بان عمره 19 سنة فتكون ولادته بعد قتل جده امير المؤمنين ع او في سنة قتله.
أمه
قال ابو الفرج : امه ليلى بنت ابي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وامها ميمونة بنت ابي سفيان بن حرب بن امية وتكنى ام شيبة وامها بنت ابي العاص بن امية قال قال واياه عنى معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان عن يوسف بن موسى القطان عن جرير عن معاوية انه قال من احق الناس بهذا الامر قالوا انت قال لا اولى الناس بهذا الامر علي بن الحسين بن علي جده رسول الله ص وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني امية وزهو ثقيف اه . واراد معاوية بهذا جر النار الى قرصه باطراء قومه وإلا فلا يجهل معاوية ان عليا الاكبر لا يصل الى رتبة ابيه الحسين وان الشجاعة والكرم في بني هاشم لا يماثلهم غيرهم وان الزهو قد تنزهوا عنه وما قال هذا الا من باب التفكه وليس يجهل من هو اولى بالامر .
شدة جماله الظاهري
قال الشيخ المفيد في الارشاد : كان من أصبح الناس وجها وفي اللهوف كان من أصبح الناس وجها واحسنهم خلقا ونقل انه كان يشبه بجده رسول الله ص في المنطق والخلق والخلق
من يقين الاكبر وبصيرته
وروى ابو مخنف عن عقبة بن سمعان : انه لما ارتحل الحسين ع من قصر بني مقاتل خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين فعل ذلك مرتين او ثلاثا فاقبل ابنه علي بن الحسين فقال مم حمدت الله واسترجعت فقال يا بني اني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا تسير اليهم فعلمت انها انفسنا نعيت الينا فقال له يا ابه لا اراك الله سوءا أ لسنا على الحق قال بلى والذي اليه مرجع العباد قال فاننا إذن لا نبالي ان نموت محقين فقال له الحسين ع جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده . والظاهر ان القائل هو علي بن الحسين الاكبر لان زين العابدين ع كان مريضا بالذرب . وفي الحديث من الدلالة على جلالة قدر علي بن الحسين الاكبر وحسن بصيرته وشجاعته ورباطة جاشه وشدة معرفته بالله تعالى ما لا يخفى .
من شجاعة الاكبر ع
قال ابو الفرج :وهو اول قتيل في الوقعة يوم الطف من آل ابي طالب اه وهذا يدل على كمال شجاعته فسبق الى جهاد العدو والى الشهادة جميع اهل بيته واخوته ،
من ادله علمه في الصغر
كان الاكبر عالما كابائه وروايته الحديث عن جده علي بن ابي طالب في صغر سنه دليل على تعلقه بالعلم والكمال من الصغر .
الشعراء تمدحه
وقد مدحته الشعراء ولاول مرة يمدح احد ابناء الائمة المعصومين ع في محضر ابائهم ولذلك لمنزلة علي الاكبر في المدينة المنورة . قال ابو الفرج في المقاتل حدثني احمد بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله بن حمزة عن الحجاج بن المعتمر الهلالي عن ابي عبيدة وخلف الاحمر ان هذه الابيات قيلت في علي بن الحسين الاكبر :
لم تر عين نظرت مثله . . . من محتف يمشي ومن ناعل
يغلي بنئ اللحم حتى إذا . . . انضج لم يغل على الاكل
كان إذا شبت له ناره . . . يوقدها بالشرف الكامل
كيما يراها بائس مرمل . . . او فرد حي ليس بالاهل
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى . . . أعني ابن بنت الحسب الفاضل
لا يؤثر الدنيا على دينه . . . ولا يبيع الحق بالباطل
النئ بوزن امير اللحم الذي لم ينضج ونئ مهموزا بوزن حمل في المصباح هو كل شئ شانه ان يعالج بطبخ او شئ ولم ينضج فيقال لحم نئ قال والا ابدال والادغام عامي اه وتعدية يغلي بالباء مع انها متعدية بالهمزة لانه اراد يغلي الماء والقدر بنئ اللحم ورواها في ابصار العين وقوله يغلي الأولى من الغليان والثانية من غلاء مقابل الرخص .
. قالوا فيه
جاء في احقاق الحق : كان علي بن الحسين الأكبر من الاشراف الأعاظم في عصره ، استشهد بالطف مع أبيه الحسين الشهيد ، وهو أول من تقدم إلى القتال من آل هاشم ، وكان شبيها برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا وخلقا ومنطقا ،. .. .(1)
ومعاوية يقول فيه
قال ابو الفرج : وعلي بن الحسين وهو علي الأكبر ولا عقب له ويكنى أبا الحسن ، وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وإياه عنى معاوية في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان ، قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، قال : قال معاوية : من أحق الناس بهذا الامر ؟ قالوا : أنت . قال : لا ، أولى الناس بهذا الامر علي بن الحسين بن علي ، جده رسول الله ، وفيه شجاعة بني هاشم ، وسخاء بني أمية ، وزهو ثقيف . . .(2)
وقال الفاضل المعاصر الزركلي : علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي من سادات الطالبيين وشجعانهم . وكان مولده في خلافة عثمان ، كنيته أبو الحسن ، وليس له عقب . . . . وذكره معاوية يوما فقال : فيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف ، وسماه المؤرخون عليا الأكبر تمييزا له من أخيه علي الأصغر زين العابدين ع..(3)
كان يذكر الناس بالنبي ص واله
: كان أهل المدينة إذا اشتاقوا إلى النبي ( ص ) نظروا إلى علي الأكبر ( ع ) وكان الحسين ( ع ) يحبه حبا شديدا .(4)
معجزة حسينيه لعلي الاكبر
:
قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سعيد ابن شرفي بن القطان ، عن زفر بن يحيى ، عن كثير بن شاذان قال : شهدت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وقد اشتهى عليه ابنه علي الأكبر عنبا في غير أوانه ، فضرب يده إلى سارية المسجد فأخرج له عنبا وموزا فأطعمه ، وقال : ما عند الله لأوليائه أكثر(5)
الخطيب الحسيني والباحث التاريخي الشيخ عقيل الحمداني كربلاء المقدسة 11شعبان المبارك.
فصلى الله عليك ياعلي بن الحسين الاكبر مادامت السموات والارض
الهوامش
************************************
(1) إحقاق الحق للتستري ج 28 ص 8 .
(2) أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي الأصبهاني في \" مقاتل الطالبيين \" ص 54 ط دار إحياء علوم الدين في بيروت .
(3) الزركلي خير الدين في \" الاعلام \" ج 5 ص 86 الطبعة الثالثة .
(4) معالي السبطين للحائري ج 1 ص 408 .
(5) دلائل الإمامة للطبري ص 182.
*البحث مقتبس من كتابنا المخطوط يوسف الحسين والحسن علي الاكبر ع.
تعليق