وقفة في الطريق أدهشت المأمون بمدى علم الإمام محمد الجواد (ع) ...
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله أيامكم جميعاً في هذا اليوم بذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الجواد (ع) ...
*** اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد ، فاجتاز بطرف البلد ، وثم صبيان يلعبون ، ومحمد الجواد (عليه السلام) واقف عندهم . فلما أقبل المأمون فر الصبيان ، ووقف محمد الجواد (عليه السلام) ، وعمره إذ ذاك تسع سنين ... فقال له : يا غلام ! ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك ؟ فقال له محمد الجواد (عليه السلام) مسرعاً : يا أمير المؤمنين ! فر أصحابي فرقاً ، والظن بك حسن ، إنه لا يفر منك من لا ذنب له ، ولم يكن بالطريق ضيقاً .... وساق جواده إلى نحو وجهته ، وكان معه بزاة الصيد ... فلما دنا منه الخليفة ، قال : يا محمد ! قال لبيك ، يا أمير المؤمنين ! قال : ما في يدي ؟ فأنطقه الله تعالى بأن قال : إن الله تعالى خلق في بحر قدرته ، المستمسك في الجو ، ببديع حكمته ، سمكا صغارا ، فصاد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى . فلما سمع المأمون كلامه تعجب منه وأكثر ، وجعل يطيل النظر فيه ، وقال : أنت ابن الرضا حقاً ! ومن بيت المصطفى صدقاً ... ). 1
*** وروى ابن الصباغ فقال : إن أبا جعفر محمد الجواد عليه السلام لما توفي والده أبو الحسن الرضا عليه السلام وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة . اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد ، فاجتاز بطرف البلد ، وثم صبيان يلعبون ، ومحمد الجواد عليه السلام واقف عندهم ، فلما أقبل المأمون ، فر الصبيان ، ووقف محمد الجواد عليه السلام وعمره إذ ذاك تسع سنين . فلما قرب منه الخليفة ، نظر إليه ، وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول . فقال له : يا غلام ! ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك ؟ فقال له محمد الجواد عليه السلام مسرعا : يا أمير المؤمنين ! فر أصحابي فرقا والظن بك حسن ، أنه لا يفر منك من لا ذنب له ، ولم يكن بالطريق ضيقا فأنتحي عن أمير المؤمنين . فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته ، فقال : ما اسمك يا غلام ؟ فقال : محمد بن علي الرضا عليهما السلام . فترحم الخليفة على أبيه ، وساق جواده إلى نحو وجهته ، وكان معه بزاة الصيد ، فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها ، وأرسل على دراجة ، فغاب البازي عنه قليلا ، ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة ، وبها بقاء من الحياة . فتعجب المأمون من ذلك غاية العجب ، ثم إنه أخذ السمكة في يده ، وكر راجعا إلى داره وترك الصيد في ذلك اليوم ، وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو . فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ، ووجد محمدا معهم ، فتفرقوا على جاري عادتهم إلا محمدا ، فلما دنا منه الخليفة ، قال : يا محمد ! قال : لبيك يا أمير المؤمنين ! قال : ما في يدي ؟ فأنطقه الله تعالى بأن قال : إن الله تعالى خلق في بحر قدرته ، المستمسك في الجو ببديع حكمته ، سمكا صغارا ، فصاد منها بزاة الخلفاء ، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى . فلما سمع المأمون كلامه ، تعجب منه وأكثر ، وجعل يطيل النظر فيه ، وقال : أنت ابن الرضا حقا ، ومن بيت المصطفى صدقا . وأخذه معه وأحسن إليه ، وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه ، فلم يزل مشفقا به لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنه ، ولم يزل المأمون متوفرا على تبجيله وعطائه وإجلاله وإكرامه ) . 2
*********************
1 - موسوعة الإمام الجواد (ع) ، السيد الحسيني القزويني ، ج 1 ، ص 424 .
2 - الفصول المهمة في معرفة الائمة ، المالكي المكي علي بن محمد بن أحمد ، ج 2 ، ص 1040 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
أسعد الله أيامكم جميعاً في هذا اليوم بذكرى ولادة الإمام محمد بن علي الجواد (ع) ...
*** اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد ، فاجتاز بطرف البلد ، وثم صبيان يلعبون ، ومحمد الجواد (عليه السلام) واقف عندهم . فلما أقبل المأمون فر الصبيان ، ووقف محمد الجواد (عليه السلام) ، وعمره إذ ذاك تسع سنين ... فقال له : يا غلام ! ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك ؟ فقال له محمد الجواد (عليه السلام) مسرعاً : يا أمير المؤمنين ! فر أصحابي فرقاً ، والظن بك حسن ، إنه لا يفر منك من لا ذنب له ، ولم يكن بالطريق ضيقاً .... وساق جواده إلى نحو وجهته ، وكان معه بزاة الصيد ... فلما دنا منه الخليفة ، قال : يا محمد ! قال لبيك ، يا أمير المؤمنين ! قال : ما في يدي ؟ فأنطقه الله تعالى بأن قال : إن الله تعالى خلق في بحر قدرته ، المستمسك في الجو ، ببديع حكمته ، سمكا صغارا ، فصاد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى . فلما سمع المأمون كلامه تعجب منه وأكثر ، وجعل يطيل النظر فيه ، وقال : أنت ابن الرضا حقاً ! ومن بيت المصطفى صدقاً ... ). 1
*** وروى ابن الصباغ فقال : إن أبا جعفر محمد الجواد عليه السلام لما توفي والده أبو الحسن الرضا عليه السلام وقدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة . اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد ، فاجتاز بطرف البلد ، وثم صبيان يلعبون ، ومحمد الجواد عليه السلام واقف عندهم ، فلما أقبل المأمون ، فر الصبيان ، ووقف محمد الجواد عليه السلام وعمره إذ ذاك تسع سنين . فلما قرب منه الخليفة ، نظر إليه ، وكان الله تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول . فقال له : يا غلام ! ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك ؟ فقال له محمد الجواد عليه السلام مسرعا : يا أمير المؤمنين ! فر أصحابي فرقا والظن بك حسن ، أنه لا يفر منك من لا ذنب له ، ولم يكن بالطريق ضيقا فأنتحي عن أمير المؤمنين . فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته ، فقال : ما اسمك يا غلام ؟ فقال : محمد بن علي الرضا عليهما السلام . فترحم الخليفة على أبيه ، وساق جواده إلى نحو وجهته ، وكان معه بزاة الصيد ، فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها ، وأرسل على دراجة ، فغاب البازي عنه قليلا ، ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة ، وبها بقاء من الحياة . فتعجب المأمون من ذلك غاية العجب ، ثم إنه أخذ السمكة في يده ، وكر راجعا إلى داره وترك الصيد في ذلك اليوم ، وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو . فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ، ووجد محمدا معهم ، فتفرقوا على جاري عادتهم إلا محمدا ، فلما دنا منه الخليفة ، قال : يا محمد ! قال : لبيك يا أمير المؤمنين ! قال : ما في يدي ؟ فأنطقه الله تعالى بأن قال : إن الله تعالى خلق في بحر قدرته ، المستمسك في الجو ببديع حكمته ، سمكا صغارا ، فصاد منها بزاة الخلفاء ، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى . فلما سمع المأمون كلامه ، تعجب منه وأكثر ، وجعل يطيل النظر فيه ، وقال : أنت ابن الرضا حقا ، ومن بيت المصطفى صدقا . وأخذه معه وأحسن إليه ، وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه ، فلم يزل مشفقا به لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنه ، ولم يزل المأمون متوفرا على تبجيله وعطائه وإجلاله وإكرامه ) . 2
*********************
1 - موسوعة الإمام الجواد (ع) ، السيد الحسيني القزويني ، ج 1 ، ص 424 .
2 - الفصول المهمة في معرفة الائمة ، المالكي المكي علي بن محمد بن أحمد ، ج 2 ، ص 1040 .
