بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ليلة النّصف من شعبان بالغة الشّرف، وهي ليلة عزيزة على النفوس، وقد روي عن الامام الصّادق عليه السلام في فضلها انه قال: «هي أفضل اللّيالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة الى الله تعالى فيها فانّها ليلة آلى الله عزّوجل على نفسه أن لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وانّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثّناء عليه».
ومن عظيم بركات هذه اللّيلة المباركة انّها تشرّفت بمولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، الذي ولد عند السّحر، سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة، في (سرّ مَن رأى)، وهذا ما يزيد هذه اللّيلة شرفاً وفضلاً .
الحديث الآنف الذكر عن مولانا الصادق عليه السلام، وغيره كثير في فضل هذه الليلة المباركة، موجه بالحقيقة الينا فرداً فرداً، من موالي أهل البيت عليهم السلام، لاسيما من يتوفق لزيارة الامام الحسين عليه السلام في الخامس عشر من شعبان المعظم، إذ انها افضل أعمال هذه الليلة، وتوجب غفران الذّنوب، وجاء في الحديث عن الامام زين العابدين وعن الامام جعفر الصّادق (عليهما السلام): «من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام في النّصف من شعبان فانّ أرواح النّبيّين عليهم السلام يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم». فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة اولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهيم ومُوسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم اجمعين».
ورب معتذر عن الزيارة لبعد المسافة، ففي كل بقاع الارض ينتشر المؤمنون واتباع اهل البيت عليه السلام، من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، لكن الفرصة العظيمة التي يبقيها اهل البيت عليهم السلام مفتوحة أمامنا تجعلنا أمام استحقاق الشكر لله على هذه النعمة العظيمة، فقد جاء في الروايات أن بامكان الانسان أن يصعد سطح داره أو مكاناً مرتفعاً فينظر يميناً وشمالاً، ثمّ يرفع رأسه الى السّماء فيزوره عليه السلام بهذه الكلمات: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ»، ليسجل اسمه في قائمة الزائرين. ويرجى لمن زار الحسين عليه السلام حيثما كان بهذه الزيارة أن يكتب له أجر حجّة وعمرة.
ولنا أن نعرف أنّ فضل زيارة الحسين عليه السلام، في الخامس عشر من شعبان المعظم، ممّا لا يبلغه البيان وفي روايات كثيرة انّها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد، بل هي أفضل بدرجات.. تُورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدّرجات واجابة الدعوات، وتورث طول العمر وحفظ النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات، وتركها يوجب نقصاً في الدّين، وهو ترك حقّ عظيم من حقوق النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقلّ ما يؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصون الله تعالى نفسه وماله حتّى يرجع الى أهله، فاذا كان يوم القيامة كان الله له أحفظ من الدّنيا.
لكن لا يأتي هذا كله بالمجان والهيّن..؟ إنما هنالك آداب هي بالحقيقة شروط لابد أن نوفرها في انفسنا. وهنالك جملة من الآداب التي يوصينا بها أئمتنا الهداة، لنكون حقاً من الزائرين والمستفيدين من هذا اليوم العظيم، بحيث يحلّ علينا، وينقضي، ونحن يغمرنا الشعور العميق بالتغيير والتحول في السلوك والاخلاق والدين.
أولاً: الحزن والكرب؛ عن الامام الصّادق عليه السلام قال : «اذا زرت أبا عبد الله، فزره وأنت حزين مكروب، شعث مغبر جائع عطشان فانّ الحسين عليهِ السلام قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتّخذه وطناً».
ثانياً: أن لا يُتّخذ الزّاد في سفر زيارته عليه السلام، ممّا لذّ وطاب من الغذاء، كالوجبات الدسمة مثل الرز واللحوم والحلوى، بل يقتصر على الخبز واللّبن، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «بلغني انّ قوماً اذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السّفرة فيها الجداء والاخبصة واشباهه، ولو زاروا قبور آبائهم واحبّائهم ما حملوا معهم هذا»!
ثالثاً: ممّا نُدب اليه في سفر زيارة الحسين عليه السلام، هو التّواضع والتذلّل والتّخاشع والمشي مشي العبد الذّليل، وقد روي في آداب زيارته عن الصّادق عليهما السلام قال: «من أتى قبر الحسين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة الف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة، ورفع له الف درجة، فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافياً وامش مشي العبد الذّليل».
رابعاً: اعلم انّ أهمّ الاعمال في الرّوضة الطّاهرة للحسين عليه السلام هو الدّعاء، فانّ اجابة الدّعاء تحت قبّته السّامية هي ممّا خوله الله الحسين عليه السلام، عوضاً عن الشّهادة، فعلى الزّائر أن يغتنم ذلك ولا يتوانى في التّضرّع الى الله والانابة والتّوبة وعرض الحوائج عنده.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ليلة النّصف من شعبان بالغة الشّرف، وهي ليلة عزيزة على النفوس، وقد روي عن الامام الصّادق عليه السلام في فضلها انه قال: «هي أفضل اللّيالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة الى الله تعالى فيها فانّها ليلة آلى الله عزّوجل على نفسه أن لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وانّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثّناء عليه».
ومن عظيم بركات هذه اللّيلة المباركة انّها تشرّفت بمولد الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، الذي ولد عند السّحر، سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة، في (سرّ مَن رأى)، وهذا ما يزيد هذه اللّيلة شرفاً وفضلاً .
الحديث الآنف الذكر عن مولانا الصادق عليه السلام، وغيره كثير في فضل هذه الليلة المباركة، موجه بالحقيقة الينا فرداً فرداً، من موالي أهل البيت عليهم السلام، لاسيما من يتوفق لزيارة الامام الحسين عليه السلام في الخامس عشر من شعبان المعظم، إذ انها افضل أعمال هذه الليلة، وتوجب غفران الذّنوب، وجاء في الحديث عن الامام زين العابدين وعن الامام جعفر الصّادق (عليهما السلام): «من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام في النّصف من شعبان فانّ أرواح النّبيّين عليهم السلام يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم». فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة اولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهيم ومُوسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم اجمعين».
ورب معتذر عن الزيارة لبعد المسافة، ففي كل بقاع الارض ينتشر المؤمنون واتباع اهل البيت عليه السلام، من أقصى الشرق الى أقصى الغرب، لكن الفرصة العظيمة التي يبقيها اهل البيت عليهم السلام مفتوحة أمامنا تجعلنا أمام استحقاق الشكر لله على هذه النعمة العظيمة، فقد جاء في الروايات أن بامكان الانسان أن يصعد سطح داره أو مكاناً مرتفعاً فينظر يميناً وشمالاً، ثمّ يرفع رأسه الى السّماء فيزوره عليه السلام بهذه الكلمات: «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ»، ليسجل اسمه في قائمة الزائرين. ويرجى لمن زار الحسين عليه السلام حيثما كان بهذه الزيارة أن يكتب له أجر حجّة وعمرة.
ولنا أن نعرف أنّ فضل زيارة الحسين عليه السلام، في الخامس عشر من شعبان المعظم، ممّا لا يبلغه البيان وفي روايات كثيرة انّها تعدل الحجّ والعمرة والجهاد، بل هي أفضل بدرجات.. تُورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدّرجات واجابة الدعوات، وتورث طول العمر وحفظ النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات، وتركها يوجب نقصاً في الدّين، وهو ترك حقّ عظيم من حقوق النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقلّ ما يؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصون الله تعالى نفسه وماله حتّى يرجع الى أهله، فاذا كان يوم القيامة كان الله له أحفظ من الدّنيا.
لكن لا يأتي هذا كله بالمجان والهيّن..؟ إنما هنالك آداب هي بالحقيقة شروط لابد أن نوفرها في انفسنا. وهنالك جملة من الآداب التي يوصينا بها أئمتنا الهداة، لنكون حقاً من الزائرين والمستفيدين من هذا اليوم العظيم، بحيث يحلّ علينا، وينقضي، ونحن يغمرنا الشعور العميق بالتغيير والتحول في السلوك والاخلاق والدين.
أولاً: الحزن والكرب؛ عن الامام الصّادق عليه السلام قال : «اذا زرت أبا عبد الله، فزره وأنت حزين مكروب، شعث مغبر جائع عطشان فانّ الحسين عليهِ السلام قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً جائعاً عطشاناً واسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتّخذه وطناً».
ثانياً: أن لا يُتّخذ الزّاد في سفر زيارته عليه السلام، ممّا لذّ وطاب من الغذاء، كالوجبات الدسمة مثل الرز واللحوم والحلوى، بل يقتصر على الخبز واللّبن، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال: «بلغني انّ قوماً اذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السّفرة فيها الجداء والاخبصة واشباهه، ولو زاروا قبور آبائهم واحبّائهم ما حملوا معهم هذا»!
ثالثاً: ممّا نُدب اليه في سفر زيارة الحسين عليه السلام، هو التّواضع والتذلّل والتّخاشع والمشي مشي العبد الذّليل، وقد روي في آداب زيارته عن الصّادق عليهما السلام قال: «من أتى قبر الحسين صلوات الله وسلامه عليه ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة الف حسنة، ومحا عنه ألف سيّئة، ورفع له الف درجة، فاذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك وامش حافياً وامش مشي العبد الذّليل».
رابعاً: اعلم انّ أهمّ الاعمال في الرّوضة الطّاهرة للحسين عليه السلام هو الدّعاء، فانّ اجابة الدّعاء تحت قبّته السّامية هي ممّا خوله الله الحسين عليه السلام، عوضاً عن الشّهادة، فعلى الزّائر أن يغتنم ذلك ولا يتوانى في التّضرّع الى الله والانابة والتّوبة وعرض الحوائج عنده.