بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
فلكل أحد من الخلق طرق إلى الله بعدد أنفاس كل الخلائق ، والشقي من ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء.
واعلم أنه لا طريق أنجح من حسن الظن بالله ، فإنه في ظنّ عبده المؤمن ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر.
والناس قد عودوا أنفسهم بمقتضى تسويل النفس والشيطان على سوء الظنّ بربهم ، ومسارعة أذهانهم إلى التفاؤل بالسوء واليأس من الفرج بمجرد مشاهدة آثار الابتلاء ، والتخوّف من شدة البلاء ، متيقنين في ذلك ، فيقعون فيما فرّوا منه ، ويجري عليهم ما تفاءلوا به من البلاء، فإنه والعياذ بالله نوع من سوء الظنّ.
وقد عرفت أنه بسوء الظنّ يتأهل العبد لأن يعامل بسوء ظنه ، إلا أن يعفوالله سبحانه.
والنبي (ص) كــان يحب التفاؤل بالخير ، ويكــره الطِّيــرة. [ البحار :92/2 ] ..
والطِّيرة على حسب ما يراها صاحبها ، إن رآها شديدة كانت شديدة ، وإن رآهـا خفيفة كانت خفيفة ، وإن لم يـرها شيئاً لـم تك شيئاً . [ روضة الكافي :197] ، كذا في خبر في (روضة الكافي).
فيجب على المؤمن المقتفي آثار أهل البيت ، أن يعوّد نفسه على حسن ظنّه بربه ، فيرجو من الله بالقليل الكثير ، فهو سبحانه الذي يُعطي الكثير بالقليل ، وكلما تؤمله منه وتظنّه به سبحانه وتعالى من أصناف الخير وكرمه فوق ذلك ، وظنّك له نهاية ، وكرمه سبحانه لا نهاية له ، وهو سبحانه قد أخبرك بأنه في ظنّك الحسن ، وعند ظنّك الحسن ، وقد قال مولانا أمير المؤمنين (ع): من ظنّ بك خيراً فصدِّق ظنَّه. البحار : 74/212
فإذا كان حكمه على عباده ، الجاري على لسان أوليائه ، أن يصدقوا ظنّ من ظنّ بهم خيراً ويحققوا ظنّه ، فهو سبحانه عزّ وجلّ أولى بذلك.
بل يستفاد من الأخبار وتتبع الآثار ، أن كل من يحسن الظنّ بشيء يصدق الله ظنّه ، ويجري له الأمر على وفق ظنّه الحسن ، وكأنه من أفراد حسن الظنّ بالله ، إذ معنى ظنّ الخير بهذا الشخص يرجع إلى الظنّ بأن الله أودع فيه ذلك الخير للمقدمة المطوية المعلومة من أن كل خير من الله ، فالله سبحانه يصدق هذا الظنّ.
وقد جاء خبر صريح بأن من ظنّ بحجرٍ خيراً جعل الله فيه سرّاً ، فقال له الراوي: بحجر!.. فقال له الإمام (ع): أو ما ترى الحجر الأسود(2).
فيستفاد من هذا أنّ الله سبحانه وتعالى ، يصدق الظنون الحسنة من المؤمنين من بعضهم في بعض ، ويحقق لهم ذلك.
فعن الصادق (ع) قال: إذا كان يوم القيامة جيء بعبدٍ فيؤمر به إلى النار فيلتفت ، فيقول الله سبحانه وتعالى: ردّوه.
فلما أتى به قال له: عبدي لِمَ التفتّ إليّ؟..
فيقول: يا رب ما كان ظنّي بك هذا!..
فيقول الله جلّ جلاله: فما كان ظنّك؟..
فيقول: يار رب !.. كان ظنّي بك أن تغفر لي وتسكنني برحمتك جنتك.
قال: فيقول الله جلّ جلاله: يا ملائكتي ، وعزتي وجلالي ، وآلائي وبلائي ، وارتفاعي في مكاني ، ما ظن بي هذا ساعة من خير قط ، ولو ظنّ بي ساعة من خير ما روّعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة. انتهى الحديث . الجواهر السنية:270(3)
وعن مولانا الرضا (ع) قال: إنّ الله أوحى إلى داود (ع) قال: إنّ العبد من عبادي يأتيني بالحسنة فأدخله الجنة.
قال: يا رب ، وما تلك الحسنة؟..
قال: يفرّج عن المؤمن كربة ولو بشق تمرة.
فقـال داود (ع) : حـق لمن عرفك أن لا ينقطع رجاؤه منك. [العيون:1/313 ، الجواهر السنيّة:79] .. انتهى.
فإذا كان عزّ وجلّ يعطي هذه الجنة العظيمة التي عرضها السماوات والأرض بشق تمرة ، وفي بعض الروايات أنه يحكم بالجنة بشق تمرة.
فبالله عليك كيف يسوغ ترك المعاملة مع هذا الكريم ، والتغافل عن معاملته طرفة عين؟.. وبأي شيء يستبدل عنه؟.. ومن فاتته لحظة لم يقبل فيها على الله فأي شيء يكون عوض ما فاته؟!.. هيهات !.. هيات!.. لقد فاته شيء لا عوض له ، وغبن غبناً لا جبر له.
ومن أجل هذا المعنى وشدة رأفة الله بعباده المؤمنين ، جاءت الشريعة الغرّاء بترتيب المثوبات العظيمة على حركات المؤمنين وسكناتهم ، وحتى علّم علي بن الحسين (ع)شيعته الدعاء بقوله:
اللهم !.. اجعل همسات قلوبنا ، وحركات أعضائنا ، ولمحات أعيننا ، ولهجات ألسنتنا في موجبات ثوابك<. الصحيفة السجادية:60
وقال (ع)في بعض أدعيته:
وأستغفرك من كلّ لذّةٍ بغير ذكرك .( المناجاة الخمسة عشر)
تعليق