في رحاب تفسير آيات القران المجيد (23)
قال تعالى ( وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ، قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) سورة البقرة الاية (31)الى (33).
نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة
اولا : قابلية الانسان اعظم من قابلية الملائكة في العلم
مع ان الملائكة عقول مجردة ولكن قابليتها محدودة في العلم ، بخلاف الانسان الخليفة الذي خلقه الله تعالى في احسن تقويم فان قابليته غير محدودة في العلم والمعرفة، ولذلك قال الله لنبيه صلى الله عليه واله (وقل رب زدني علماً) وقال الامام علي عليه السلام (علّمني ألف باب من العلم، يفتح لي في كل باب ألف باب ).والانسان الكامل تلبس فعلا بهذه العلوم والمعارف والاسماء والصفات ؟.
ولكن المشكلة في الاعم الاغلب من الانسان انه لم يشتغل من اجل الدخول الى العلوم والمعارف باوسع ابوابها واكتفى بالشيء البسيط والضئيل مما يقوم حياته من العلوم ،واشتغل على حب الدنيا والسياسية وجمع المال والشهوات والملذات وهذه مما لا شك سوف تعطل نور العلم والمعرفة في قلبه وعقله .
ثانيا :كيف علم الله ادم عليه السلام
تعليم الله لادم عليه السلام تعليما تكوينيا ، اي ان الله اودع في نفس ادم عليه السلام العلوم الهاما ووحيا بلا واسطة في الفيض الالهي كما قال تعالى (وعلمناه من لدنا علمنا ) وقال تعالى (وعلمك ما لم تكن تعلم )
ثالثا : ما الاسماء التي تعلمها ادم عليه السلام .
ان الله علم ادم الاسماء والمعاني وكل شيء في الوجود،وان ما تعلمه ادم عليه السلام كان من الغيب المستور عن الملائكة مما هو عند الله تعالى ، وبهذه الميزة فضل الله الانسان على الملائكة وحتى تقر الملائكة بفضل ادم عليه السلام والا فسوف تبقى الملائكة في نفسها شيئا ان الله لماذا خلق الانسان الذي سوف يفسد ونحن نسبح لله ونقدس له .
ومن الغيب المستور عن الملائكة محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين الذين هم افضل من خلق الله تعالى في الوجود من ادم الى يوم القيامة كما روى الصدوق بسندين معتبرين عن الصادق ( ع ) ان اللَّه تبارك وتعالى علم آدم اسماء حججه كلها ثمّ عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال انبؤوني بأسماء هؤلاء ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ ) * وهم أرواح طاهرة وأنوار قدسية تضيء بالهدى والطهارة والعصمة الاختيارية * ( عَلَى الْمَلائِكَةِ ) * ليعرفوا فضلهم الفائق ويظهر لهم شيء من وجه الحكمة في خلق اللَّه للبشر وعلمه بالذين تشرق الأرض بنورهم وتقوم بهم الحجة على الملائكة * ( فَقالَ ) * اللَّه بعد ان عرضهم وعرف الملائكة حالهم من الفضل * ( أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ ) * الذين عرفتم فضلهم * ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) .
رابعا : اقرار الملائكة بفضل ادم
جاء الاقرار من الملائكة بفضل ادم عليه السلام من خلال العلم والمعرفة الذي اعطي لادم عليه السلام والتي تؤدي الى السلوك الصحيح والاستقامة والا فالانسان بما هو انسان لا فرق بينه وبين بقية المخلوقات في الوجود ولذلك مدح الله العلم وقال (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقال (يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) ................؟
اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام ؟