البحث الأول: تعريف الابتلاء والبلاء والفتنة والفرق بينها:
الابتلاء في الأصل: التكليف. ابتلاه الله تعالى أي كلّفه. ومن ذلك قوله تعالى: )وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ(([1]). أيّ كلّفه سبحانه وتعالى بأمور أمتثلها أبونا إبراهيم 7على أتمّ وجه.قال أبو العباس ابن الهائم (815هـ) في تبيانه: )وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ(: أي اختبره بما تعبده من السّنن([2]). اهـ.وليس معنى الابتلاء: الاختبار كما تُوهّم؛ إذ ليسا هما بمترادفين؛ لكن لما كان التكليف يتضمّن معنى الاختبار أو يؤدّي إليه، كما في قضية أبينا إبراهيم 7أعلاه، أطلق الابتلاء وأريد به الاختبار من هذه الجهة لا غير.قال أبو البقاء الحنفي (1094هـ) في ذلك: الِابْتِلَاء فِي الأَصْل: التَّكْلِيف بِالْأَمر الشاق من الْبَلاء. لكنه لما استلزم الاختبار بِالنِّسْبَةِ إِلَى من يجهل العواقب، ظنّ ترادفهما ([3]).أي ظُن ترادف البلاء والاختبار.وأما البلاء: فهو الاختبار.قال الشيخ الطبرسي (548هـ): وأصل البلاء: الامتحان والاختبار([4]). وقال الراغب (502هـ) في المفردات: بَـلِيَ الثوب بِلًى وبَلَاءً، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: أبلاه السفر. وبَلَوْتُهُ: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له...، ولذلك قيل: بلوتُ فلاناً: إذا اختبرته، وسمّي الغم بلاءً من حيث إنّه يبلي الجسم([5]).قلت: وهو يوضح ما يصحح إطلاق لفظ البلاء على الخلق؛ إذ كثرة الاختبار سبب لحصوله.
الابتلاء في الأصل: التكليف. ابتلاه الله تعالى أي كلّفه. ومن ذلك قوله تعالى: )وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ(([1]). أيّ كلّفه سبحانه وتعالى بأمور أمتثلها أبونا إبراهيم 7على أتمّ وجه.قال أبو العباس ابن الهائم (815هـ) في تبيانه: )وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ(: أي اختبره بما تعبده من السّنن([2]). اهـ.وليس معنى الابتلاء: الاختبار كما تُوهّم؛ إذ ليسا هما بمترادفين؛ لكن لما كان التكليف يتضمّن معنى الاختبار أو يؤدّي إليه، كما في قضية أبينا إبراهيم 7أعلاه، أطلق الابتلاء وأريد به الاختبار من هذه الجهة لا غير.قال أبو البقاء الحنفي (1094هـ) في ذلك: الِابْتِلَاء فِي الأَصْل: التَّكْلِيف بِالْأَمر الشاق من الْبَلاء. لكنه لما استلزم الاختبار بِالنِّسْبَةِ إِلَى من يجهل العواقب، ظنّ ترادفهما ([3]).أي ظُن ترادف البلاء والاختبار.وأما البلاء: فهو الاختبار.قال الشيخ الطبرسي (548هـ): وأصل البلاء: الامتحان والاختبار([4]). وقال الراغب (502هـ) في المفردات: بَـلِيَ الثوب بِلًى وبَلَاءً، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: أبلاه السفر. وبَلَوْتُهُ: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له...، ولذلك قيل: بلوتُ فلاناً: إذا اختبرته، وسمّي الغم بلاءً من حيث إنّه يبلي الجسم([5]).قلت: وهو يوضح ما يصحح إطلاق لفظ البلاء على الخلق؛ إذ كثرة الاختبار سبب لحصوله.
([1]) البقرة: 124.
([2]) التبيان في غريب القرآن: 91. دار الغرب الإسلامي، بيروت.
([3]) الكليات: 34. مؤسسة الرسالة، بيروت.
([4]) مجمع البيان 1: 204.
([5]) المفردات (ت: صفوان الداودي) : 146. دار القلم ، دمشق .