واما الفتنة فهي ما يقع به اختبار حال الشيء، كما في قوله تعالى: )وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ (([1])، وقوله تعالى:)وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ(([2])وقو له عزو وجل: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾([3]).
من هنا يتضح الفرق بين الفتنة والابتلاء، فالابتلاء هو نفس الامتحان والاختبار بغض النظر عن الشيء الذي سيقع فيه، وهل هو المال او الولد او المرض او غيرهما، أما الفتنة فهي ذلك الأمر الذي يقع فيه الاختبار كالمال والولد والمرض وغيرها.
ولزيادة التوضيح نقول: إذا رجعنا الى قوله تعالى: )وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين ([4])، نجده تعالى يقول ان الله تعالى يختبركم وهو ما عبر عنه بقوله (وَلَنَبْلُوَنَّكُم)، لكن بماذا سيقع الاختبار؟!
تأتي بقية الآية لتذكر إن اختباركم سيقع بتعرضكم لشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، فالفتنة هي هذه الأمور أي الخوف والجوع...الخ.
وكذلك تطلق الفتنة على نفس الامتحان والابتلاء وعلى ما يلازمه غالباً وهو الشدة والعذاب وعلى ما يتعقبه كالضلال والشرك، وقد استعمل في القرآن الشريف في جميع هذه المعاني.
([1]) الأنفال: 28.
([2]) البقرة: 102.
([3]) الأنبياء: 35.
([4]) البقرة: 155.