تويت
يمتد الأثر المرجعي المبارك في ذاكرة الأمة، كمصدر قوة لوجودها الإيماني، وغياب هذا الأثر عن وعيها يشكل مصدر ضعف وضياع؛ كونه يحمل المفهوم الانساني العام، ويؤكد على مسار الهوية الوطنية بعيداً عن التشرذم والتفكك، ووجود الأثر المرجعي كان وما يزال يشكل النهضة الثورية المباركة للشعب؛ كونها تستمد موحياتها وثقافتها وعلميتها الرصينة من فكر أهل البيت (عليهم السلام)، وتنهض مع كل موقف يهدد حياة الأمة في أي زمان ومكان.
وقد تميز هذا الأثر المرجعي بأنه أثر غير سلطوي، بل سلطنة روحية تسمو على كل صراع سياسي سوى ما يمس أمن الدين والوطن والناس... المرجعية الرشيدة تسعى الى الاعتناء بمصدر الوعي الانساني الذي هو رمز للحياة الحرة الكريمة وللدين الحنيف وللوطنية التي تبحث عن كرامة الأمة، فكانت وما تزال هي الضمان الحقيقي لوحدة الشعب العراقي وسلامته من التمزق.
ونجدها تؤكد على الوحدة الوطنية دائماً وأبداً عبر سلوكيات رشيدة وفهم اخلاقي اسلامي رصين، يوجه ويضبط العلاقة الاجتماعية أفعالاً ومواقف، لذلك تعتبر هي المعبر الحقيقي عن هموم الناس، وهي القناة الموثوقة للتمثيل الشعبي النموذجي الانساني لهذا المجتمع، ولذلك انبثق منها الصوت الهادر للوجوب الكفائي؛ لينقذ العراق بعدما أشرف على الانهيار للوقوف امام عصابات داعش في حركة استباقية قرأت معنى أن تقفز بعض المكونات على صلاحيات الحكومة في التسليح المباشر باسم الدفاع عن مدنهم، فيما الوجوب الكفائي وحد السبل الجهادية، فابن الوسط والجنوب يدافع عن تكريت وسامراء والموصل وديالى والرمادي، وابن الموصل وديالى والرمادي يلجأ الى المحافظات الشيعية؛ لتكون له ملاذاً دون النظر الى انتماءاته المذهبية او الدينية... هذا هو مفهوم النظير الانساني الذي نادى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ربما عاش أغلب أبناء تلك المناطق المحكومة بأطر اجتماعية خاصة، لا تستطيع من خلالها أن تدرك صالحها العام إلا بعد مماحكة وتجريب، لتتأكد أن التجربة كانت قاسية جداً على أبناء المناطق التي احتلتها داعش، فداعش لا تحترم هوية وطنية، ولا دين لها ولا مذهب، وانما تقودها سياسات ومصالح.
انكشف لهم الواقع الداعشي الذي يختلف كثيرا عن التصورات التي طبعها الاعلام في ذهنية هؤلاء الناس، فعاشوا التنكيل، وانتهكت حرماتهم واعراضهم، وهذا يوضح للعالم كله أن المرجعية الرشيدة سعت من خلال الوجوب الكفائي الى دعوة جمع الصفوف والوحدة، وعالجت مفهوم بناء الانسان بعدما دمرته الآلة السلطوية نفسياً، وجعلته يعيش حالة التدمير بتقاعس روحي وبنفس مخذول معنوياً، استنهضه الوجوب الكفائي ليكون إنساناً أولاً، ثم وطنياً مؤمناً بالدين والوطن والإنسان...
أعجبني
أعجبني
أحببته
هاهاها
واااو
أحزنني
أغضبني
تعليقمشاركة