بسم الله الرحمن الرحيم
إلا أنهم : أولاً ، من قبائل منطقة الشرق الآسيوي الأوربي المتعددة ، التي تسمى جميعاً في الأحاديث الشريفة وفي التاريخ الإسلامي ( قبائل الترك ، وأمم الترك ) ، فهذا الإسم يشمل بالإضافة إلى ترك تركيا وإيران ، قبائل التتار والمغول والبلغار والروس ، وغيرهم .
وثانياً ، لأن المسيحية وصلتهم متأخرة ولم تتأصل فيهم ، بل ظلت قشرة سطحية وأسوأ حالاً منها في شعوب أوربا الغربية ، وظلت ماديتهم الوثنية الغالبة عليهم . ولعل هذا هو السبب في خضوعهم لأطروحة الشيوعية المادية الإلحادية وعدم نهوضهم لمقاومتها .
وثالثاً ، لأن الأحاديث الشريفة الواردة في تحرك الترك ضد المسلمين وإن كان بعضها ينطبق على تحرك الترك المغول وزحفهم المعروف على بلادنا في القرن السابع الهجري . إلا أن عدداً منها يصف تحركهم الذي تتصل أحداثه بظهور المهدي عليه السلام ، وتعاونهم ضدنا مع الروم ، واختلافهم معهم في نفس الوقت ، وهو أمر لاينطبق إلاعلى الروس ، أو إذا طال الأمر ، على ورثة دولتهم من الأقوام ذات الأصول التركية في روسيا وأوربا الشرقية .
وهذه نماذج من الأحاديث التي ورد فيها ذكر دورهم في عصر الظهور :
***
منها ، أحاديث الفتنة الأخيرة على المسلمين على يدهم ويد الروم ، التي تقدم ذكرها ، والتي لا يمكن تفسيرها إلا بهجمة الغربيين والروس على بلاد المسلمين في مطلع هذا القرن ، والتي هي مستمرة حتى يكشفها الله تعالى بحركة التمهيد للمهدي في الأمة ، ثم بظهوره المبارك أرواحنا فداه .
***
ومنها ، أحاديث حرب السفياني مع الترك ، ولم أجد أحاديث عن قتال السفياني للترك في دمشق أو حولها ، ولكن وردت أحاديث كثيرة عن معركته معهم في قرقيسيا على الحدود السورية العراقية التركية ، وأن سببها صراع على كنز يكتشف في مجرى نهر الفرات أو قرب مجراه في تلك المنطقة .
على أنه يحتمل أن يكون المقصود بالترك في هذه المعركة ترك تركيا وليس الروس ، ويحتمل أن تكون روسيا طرفاً في معركة الأتراك مع السفياني . وسيأتي ذكرها في أحداث بلاد الشام وحركة السفياني ، إن شاء الله .
***
ومنها ، أحاديث ثورة آذربيجان في مواجهة الترك .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لابد لنا من آذربيجان لايقوم لها شئ ، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً على الثلج ) 1 .
وقد يفهم من قوله عليه السلام : ( لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شئ ) أنها حركة هدى في آذربيجان أو من أهلها ، وأنه يجب الإنتظار والتريث بعدها حتى تبدأ العلامات القريبة ، وقد تكون في مواجهة الروس كما يفهم من الحديث التالي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( للترك خرجتان ، خرجة فيها خراب آذربيجان ، وخرجة يخرجون في الجزيرة يخيفون ذوات الحجال فينصر الله المسلمين . فيهم ذبح الله الأعظم ) 2 .
وإذا نظرنا إلى هذا الحديث بمفرده فيحتمل أن يكون من أحاديث الإخبار النبوي بغزو الترك المغول للبلاد الإسلامية حيث وصلوا إلى آذربيجان في المرحلة الأولى وخربوها ، ثم وصلوها إلى الفرات ، وكان النصر عليهم للمسلمين ، وكان فيهم الذبح الأعظم في عين جالوت وغيرها .
ولكن بالجمع بينه وبين الحديث المتقدم وغيره يحتمل أن يكون المقصود بالترك فيه الروس ، وتكون خرجتهم الأولى قبل علامات الظهور القريبة في احتلالهم لآذربيجان قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها ، والثانية خروجهم الى الجزيرة التي هي اسم لمنطقة بين العراق وسوريا قرب منطقة قرقيسيا ، فيكون خروجهم إليها في وقت السفياني ، ويكون معنى أن النصر للمسلمين فيها النصر غير المباشر بهلاك أعدائهم الجبارين ، لأن معركة قرقيسيا ليس في أطرافها راية هدى أو راية يكون في انتصارها نصر للمسلمين ، وإنما بشر بها النبي والأئمة صلى الله عليه وآله لأن فيها هلاك الجبارين بسيوف بعضهم !
***
ومنها ، أحاديث نزول الترك الجزيرة والفرات . ومن المرجح أن يكون المقصود بهم الروس ، لأن الرواية تقارن نزولهم بنزول الروم الرملة بفلسطين والسواحل . وقد ذكرنا أن قرقيسيا على مقربة من الجزيرة التي تسمى ديار بكر وجزيرة ربيعة ، وهذا هو المفهوم من لفظ الجزيرة عندما تطلق في كتب التاريخ وليس جزيرة العرب ، أو جزيرة أخرى .
ولا ينافي ذلك أن الترك المغول نزلوا الجزيرة في زحفهم في القرن السابع الهجري ، وقد حسبها بعضهم يومذاك من علامات الظهور القريبة ، فإن العلامة القريبة هي نزولهم ثم معركتهم مع السفياني في قرقيسيا .
وبالمناسبة فإن أحاديث فتنة الترك المغول وغزوهم لبلاد المسلمين هي من أحاديث الملاحم ومعاجز النبي صلى الله عليه وآله التي كان يعرفها المسلمون ويتداولونها في صدر الإسلام ، ثم كثرت روايتها وتداولها أثناء الغزو المغولي وبعده ، ولكنها تذكر انجلاء فتنتهم وانتصار المسلمين ، دون أن تذكر ظهور المهدي عليه السلام على أثرهم ، كما في أحاديث الترك التي نحن بصددها .
وهذه نماذج من أخبار غزو المغول : فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة ، يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق ، ويكون هناك استحرار قتل ، حتى يمشي المجروح على المقتول ، ويكون المفلت أقل من المأسور . فقال له بعض أصحابه : قد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ، فضحك عليه السلام وقال للرجل ، وكان كلبياً : يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنما هو تعلم من ذي علم . وإنما علم الغيب علم الساعة وما عده الله سبحانه بقوله :﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 3 . فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون من النار حطباً ، أو في الجنان للنبيين مرافقاً . فهذا علم الغيب الذي لايعلمه أحدٌ إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطم عليه جوانحي ) 4 .
ومنها ، أحاديث قتال المهدي عليه السلام للترك ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم ، ويأخذ ما معهم من السبي والأموال ، ثم يسير إلى الشام فيفتحها ) 5 .
والتعبير بأول لواء يعقده يعني أنه أول جيش يبعثه عليه السلام ولا يشارك فيه شخصياً ، وقد ورد في الأحاديث أنه يبعثه بعد دخوله إلى العراق ، وبعد أن يكون خاض عدة معارك لتحرير الحجاز والعراق .
ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا ترك تركيا ، ويحتمل أن يكونوا الروس الذين يحاربهم السفياني في معركة قرقيسيا ، ثم لايكون النصر لطرف منهم على الآخر ، ثم يكون استئصالهم على يد المهدي عليه السلام .
***
ومنها ، أحاديث أن خراب بلاد الترك بالصواعق ، أي بالزلازل . ويحتمل أن يقصد بها وسائل الحرب التي تصعق وتزلزل كالصواريخ مثلاً .
ويبدو أن ذلك يكون على أثر حربهم للمهدي عليه السلام ، وأنه يكون تدميراً واسعاً ينهي قوتهم ، حيث لم يرد لهم ذكر بعدها في أخبار الظهور ، بل وردت عبارة عنهم بعد خرجتهم الثانية تقول : ( فلا ترك بعدها ) . وهذا مما يرجح أنهم الروس ، حيث لم يرد تعبير من هذا النوع عن شعب مسلم في أخبار الظهور 6 .
المصادر والهوامش
1. غيبة النعماني ص 170 .
2. الملاحم والفتن ص 32 .
3. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 34، الصفحة: 414.
4. نهج البلاغة ـ الخطبة 128 .
5. بشارة الإسلام ص 185 .
6. عصر الظهور ، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي ، الطبعة السابعة عشر ، سنة 427 ، ص 46 ـ 52 .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجح عندنا أن المقصود بالترك في أحاديث حركة الظهور الشريفة هم الروس ومن حولهم من شعوب أوربا الشرقية . فهم وإن كانوا مسيحيين تاريخياً ، ومن شعوب مستعمرات الإمبراطورية الرومية ، حتى أنهم ادعوا وراثتها وتسمى ملوكهم بالقياصرة ، كما فعل الألمان وغيرهم .
المرجح عندنا أن المقصود بالترك في أحاديث حركة الظهور الشريفة هم الروس ومن حولهم من شعوب أوربا الشرقية . فهم وإن كانوا مسيحيين تاريخياً ، ومن شعوب مستعمرات الإمبراطورية الرومية ، حتى أنهم ادعوا وراثتها وتسمى ملوكهم بالقياصرة ، كما فعل الألمان وغيرهم .
إلا أنهم : أولاً ، من قبائل منطقة الشرق الآسيوي الأوربي المتعددة ، التي تسمى جميعاً في الأحاديث الشريفة وفي التاريخ الإسلامي ( قبائل الترك ، وأمم الترك ) ، فهذا الإسم يشمل بالإضافة إلى ترك تركيا وإيران ، قبائل التتار والمغول والبلغار والروس ، وغيرهم .
وثانياً ، لأن المسيحية وصلتهم متأخرة ولم تتأصل فيهم ، بل ظلت قشرة سطحية وأسوأ حالاً منها في شعوب أوربا الغربية ، وظلت ماديتهم الوثنية الغالبة عليهم . ولعل هذا هو السبب في خضوعهم لأطروحة الشيوعية المادية الإلحادية وعدم نهوضهم لمقاومتها .
وثالثاً ، لأن الأحاديث الشريفة الواردة في تحرك الترك ضد المسلمين وإن كان بعضها ينطبق على تحرك الترك المغول وزحفهم المعروف على بلادنا في القرن السابع الهجري . إلا أن عدداً منها يصف تحركهم الذي تتصل أحداثه بظهور المهدي عليه السلام ، وتعاونهم ضدنا مع الروم ، واختلافهم معهم في نفس الوقت ، وهو أمر لاينطبق إلاعلى الروس ، أو إذا طال الأمر ، على ورثة دولتهم من الأقوام ذات الأصول التركية في روسيا وأوربا الشرقية .
وهذه نماذج من الأحاديث التي ورد فيها ذكر دورهم في عصر الظهور :
***
منها ، أحاديث الفتنة الأخيرة على المسلمين على يدهم ويد الروم ، التي تقدم ذكرها ، والتي لا يمكن تفسيرها إلا بهجمة الغربيين والروس على بلاد المسلمين في مطلع هذا القرن ، والتي هي مستمرة حتى يكشفها الله تعالى بحركة التمهيد للمهدي في الأمة ، ثم بظهوره المبارك أرواحنا فداه .
***
ومنها ، أحاديث حرب السفياني مع الترك ، ولم أجد أحاديث عن قتال السفياني للترك في دمشق أو حولها ، ولكن وردت أحاديث كثيرة عن معركته معهم في قرقيسيا على الحدود السورية العراقية التركية ، وأن سببها صراع على كنز يكتشف في مجرى نهر الفرات أو قرب مجراه في تلك المنطقة .
على أنه يحتمل أن يكون المقصود بالترك في هذه المعركة ترك تركيا وليس الروس ، ويحتمل أن تكون روسيا طرفاً في معركة الأتراك مع السفياني . وسيأتي ذكرها في أحداث بلاد الشام وحركة السفياني ، إن شاء الله .
***
ومنها ، أحاديث ثورة آذربيجان في مواجهة الترك .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لابد لنا من آذربيجان لايقوم لها شئ ، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبواً على الثلج ) 1 .
وقد يفهم من قوله عليه السلام : ( لابد لنا من آذربيجان لا يقوم لها شئ ) أنها حركة هدى في آذربيجان أو من أهلها ، وأنه يجب الإنتظار والتريث بعدها حتى تبدأ العلامات القريبة ، وقد تكون في مواجهة الروس كما يفهم من الحديث التالي عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( للترك خرجتان ، خرجة فيها خراب آذربيجان ، وخرجة يخرجون في الجزيرة يخيفون ذوات الحجال فينصر الله المسلمين . فيهم ذبح الله الأعظم ) 2 .
وإذا نظرنا إلى هذا الحديث بمفرده فيحتمل أن يكون من أحاديث الإخبار النبوي بغزو الترك المغول للبلاد الإسلامية حيث وصلوا إلى آذربيجان في المرحلة الأولى وخربوها ، ثم وصلوها إلى الفرات ، وكان النصر عليهم للمسلمين ، وكان فيهم الذبح الأعظم في عين جالوت وغيرها .
ولكن بالجمع بينه وبين الحديث المتقدم وغيره يحتمل أن يكون المقصود بالترك فيه الروس ، وتكون خرجتهم الأولى قبل علامات الظهور القريبة في احتلالهم لآذربيجان قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها ، والثانية خروجهم الى الجزيرة التي هي اسم لمنطقة بين العراق وسوريا قرب منطقة قرقيسيا ، فيكون خروجهم إليها في وقت السفياني ، ويكون معنى أن النصر للمسلمين فيها النصر غير المباشر بهلاك أعدائهم الجبارين ، لأن معركة قرقيسيا ليس في أطرافها راية هدى أو راية يكون في انتصارها نصر للمسلمين ، وإنما بشر بها النبي والأئمة صلى الله عليه وآله لأن فيها هلاك الجبارين بسيوف بعضهم !
***
ومنها ، أحاديث نزول الترك الجزيرة والفرات . ومن المرجح أن يكون المقصود بهم الروس ، لأن الرواية تقارن نزولهم بنزول الروم الرملة بفلسطين والسواحل . وقد ذكرنا أن قرقيسيا على مقربة من الجزيرة التي تسمى ديار بكر وجزيرة ربيعة ، وهذا هو المفهوم من لفظ الجزيرة عندما تطلق في كتب التاريخ وليس جزيرة العرب ، أو جزيرة أخرى .
ولا ينافي ذلك أن الترك المغول نزلوا الجزيرة في زحفهم في القرن السابع الهجري ، وقد حسبها بعضهم يومذاك من علامات الظهور القريبة ، فإن العلامة القريبة هي نزولهم ثم معركتهم مع السفياني في قرقيسيا .
وبالمناسبة فإن أحاديث فتنة الترك المغول وغزوهم لبلاد المسلمين هي من أحاديث الملاحم ومعاجز النبي صلى الله عليه وآله التي كان يعرفها المسلمون ويتداولونها في صدر الإسلام ، ثم كثرت روايتها وتداولها أثناء الغزو المغولي وبعده ، ولكنها تذكر انجلاء فتنتهم وانتصار المسلمين ، دون أن تذكر ظهور المهدي عليه السلام على أثرهم ، كما في أحاديث الترك التي نحن بصددها .
وهذه نماذج من أخبار غزو المغول : فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة ، يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق ، ويكون هناك استحرار قتل ، حتى يمشي المجروح على المقتول ، ويكون المفلت أقل من المأسور . فقال له بعض أصحابه : قد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ، فضحك عليه السلام وقال للرجل ، وكان كلبياً : يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنما هو تعلم من ذي علم . وإنما علم الغيب علم الساعة وما عده الله سبحانه بقوله :﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 3 . فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون من النار حطباً ، أو في الجنان للنبيين مرافقاً . فهذا علم الغيب الذي لايعلمه أحدٌ إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطم عليه جوانحي ) 4 .
ومنها ، أحاديث قتال المهدي عليه السلام للترك ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم ، ويأخذ ما معهم من السبي والأموال ، ثم يسير إلى الشام فيفتحها ) 5 .
والتعبير بأول لواء يعقده يعني أنه أول جيش يبعثه عليه السلام ولا يشارك فيه شخصياً ، وقد ورد في الأحاديث أنه يبعثه بعد دخوله إلى العراق ، وبعد أن يكون خاض عدة معارك لتحرير الحجاز والعراق .
ويحتمل أن يكون المقصود بالترك هنا ترك تركيا ، ويحتمل أن يكونوا الروس الذين يحاربهم السفياني في معركة قرقيسيا ، ثم لايكون النصر لطرف منهم على الآخر ، ثم يكون استئصالهم على يد المهدي عليه السلام .
***
ومنها ، أحاديث أن خراب بلاد الترك بالصواعق ، أي بالزلازل . ويحتمل أن يقصد بها وسائل الحرب التي تصعق وتزلزل كالصواريخ مثلاً .
ويبدو أن ذلك يكون على أثر حربهم للمهدي عليه السلام ، وأنه يكون تدميراً واسعاً ينهي قوتهم ، حيث لم يرد لهم ذكر بعدها في أخبار الظهور ، بل وردت عبارة عنهم بعد خرجتهم الثانية تقول : ( فلا ترك بعدها ) . وهذا مما يرجح أنهم الروس ، حيث لم يرد تعبير من هذا النوع عن شعب مسلم في أخبار الظهور 6 .
المصادر والهوامش
1. غيبة النعماني ص 170 .
2. الملاحم والفتن ص 32 .
3. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 34، الصفحة: 414.
4. نهج البلاغة ـ الخطبة 128 .
5. بشارة الإسلام ص 185 .
6. عصر الظهور ، العلامة الشيخ علي الكوراني العاملي ، الطبعة السابعة عشر ، سنة 427 ، ص 46 ـ 52 .
تعليق