في رحاب تفسير آيات القران المجيد (33)
قال تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) سورة البقرة الاية 48 .
في هذه نتعرض الى مطالب عدة
اولا : الله دائم التذكير للانسان بيوم الاخرة
طبيعة الانسان ومن ضمن تكوينه وعجينته حالة النسيان ،وكما قيل( لولا النسيان لهلك الانسان) وذلك لان للنسيان فوائد نفسية كبيرة على حياته ونفسيته كي لا يتعرض للهلاك جراء ما يحدث له او لغيره واقاربه واعزائه من موت وهلاك ومصائب وغيرها ،ولكن الافراط في النسيان مشكل اذ انه يجعل الانسان ينسى الاخرة التي يجب ان تكون حاضرة عنده ويعمل لها كما يعمل للدنيا الفانية والزائلة . لذلك هذا الانسان بحاجة دائمة للتذكير ومن وسائل التذكير بعث الانبياء والاولياء والاوصياء والعلماء الصالحين كي يذكروا هذا الانسان،لذلك يقول الله تعالى (واتقوا يوما .......) يعني خافوا مما يجري في ذلك اليوم الذي تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت ....................؟
ثانيا : الانسان في يوم القيامة يعيش في ظل اعماله
في عالم الدنيا قد يعيش الابناء تحت ظل الاباء ويتحمل ذلك الاباء لان الابناء قاصرون ويحتاجون الى الرعاية والعناية حتى يكبروا ، ولكن في عالم الاخرة تختلف القوانين بشكل كامل ، فتتقطع بين الناس العلاقات فكل انسان يبحث عما ينجيه كما قال تعالى ( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه ) ولذلك الكفار يوم القيامة يطلبون الماء من المؤمنين والماء شيء سهل فيكون جواب المؤمنين ضمن القانون الالهي ان الله حرم اعطائكم الماء ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )
ثالثا : الشفاعة بين النفي والاثبات
عندما نقرا القران نرى بعض الايات تنفي الشفاعة وبعضها يثبت الشفاعة ومنها هذه الاية النافية لذلك قال تعالى (ولا يقبل منها شفاعة ) وفي ايات اخرى ثبتت الشفاعة كما قال تعالى ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ اِرْتَضَى) وقال تعالى : ( يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن ورضي له قولا) فهل هذا تناقض ....؟
كلا لا يوجد تناقض ،نحن لو جمعنا هذه الايات بعضها مع البعض الاخر تكون النتيجة ان الشفاعة مشروطة وليست مطلقة ،وهي تتقوم باركان قابلية المشفوع له وهو الشخص المذنب ،واذن الشفيع وهو الله تعالى ،ووجود الماذون له في الشفاعة وهم الانبياء والاولياء والملائكة ومن ثبتت لهم الشفاعة كما في بعض الروايات ، ولذلك تبقى تفاصيل الشفاعة وما الذنوب التي تسقط وما الافراد المشفوع لهم تبقى محل نقاش بين العلماء والمفسرين وهي معركة الاراء .؟
ولكننا على يقين بان الشفاعة العظمى يوم القيامة للنبي الاكرم صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام كما ورد في تفسير الاية (ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وقال ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ...........؟
رابعا : عدم قبول الفدية عن المجرمين والكفار يوم القيامة
قد يخرج المجرم والظالم بكفالة او بفدية في عالم الدنيا ويتنصل من القانون والعقوبة بشتى الوسائل ، ولكن في عالم الاخرة لا يمكن ذلك بل يجري عليه القانون الصارم ،لان الله وضع هذه القوانين حتى ياخذ كل ذي حق حقه في عالم الاخرة فالله ليس محتاجا حتى يقبل الرشوة او الفدية من الكافرين والظالمين وسفاكي الدماء والذين روعوا الناس الامنين ،ولذلك هؤلاء الظالمون يوم القيامة يتمنون ان لهم الارض كلها ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ولكن لا فائدة من ذذلك كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
خامسا : لا يمكن نصرة الظالمين والكفار
الله لا يمكن ان ينصر الباطل في الدنيا او في الاخرة ،ولكن الله ينصر الانبياء والاولياء ضمن الشروط الخاصة وان طال الزمان كما قال تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
وقال تعالى ( فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين )
قال تعالى (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ) سورة البقرة الاية 48 .
في هذه نتعرض الى مطالب عدة
اولا : الله دائم التذكير للانسان بيوم الاخرة
طبيعة الانسان ومن ضمن تكوينه وعجينته حالة النسيان ،وكما قيل( لولا النسيان لهلك الانسان) وذلك لان للنسيان فوائد نفسية كبيرة على حياته ونفسيته كي لا يتعرض للهلاك جراء ما يحدث له او لغيره واقاربه واعزائه من موت وهلاك ومصائب وغيرها ،ولكن الافراط في النسيان مشكل اذ انه يجعل الانسان ينسى الاخرة التي يجب ان تكون حاضرة عنده ويعمل لها كما يعمل للدنيا الفانية والزائلة . لذلك هذا الانسان بحاجة دائمة للتذكير ومن وسائل التذكير بعث الانبياء والاولياء والاوصياء والعلماء الصالحين كي يذكروا هذا الانسان،لذلك يقول الله تعالى (واتقوا يوما .......) يعني خافوا مما يجري في ذلك اليوم الذي تذهل فيه كل مرضعة عما ارضعت ....................؟
ثانيا : الانسان في يوم القيامة يعيش في ظل اعماله
في عالم الدنيا قد يعيش الابناء تحت ظل الاباء ويتحمل ذلك الاباء لان الابناء قاصرون ويحتاجون الى الرعاية والعناية حتى يكبروا ، ولكن في عالم الاخرة تختلف القوانين بشكل كامل ، فتتقطع بين الناس العلاقات فكل انسان يبحث عما ينجيه كما قال تعالى ( يَومَ يَفرّ المَرء من أَخيه وَأمّه وَأَبيه وَصَاحبَته وَبَنيه لكلّ امرئ منهم يَومَئذ شَأنٌ يغنيه ) ولذلك الكفار يوم القيامة يطلبون الماء من المؤمنين والماء شيء سهل فيكون جواب المؤمنين ضمن القانون الالهي ان الله حرم اعطائكم الماء ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ )
ثالثا : الشفاعة بين النفي والاثبات
عندما نقرا القران نرى بعض الايات تنفي الشفاعة وبعضها يثبت الشفاعة ومنها هذه الاية النافية لذلك قال تعالى (ولا يقبل منها شفاعة ) وفي ايات اخرى ثبتت الشفاعة كما قال تعالى ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ اِرْتَضَى) وقال تعالى : ( يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن ورضي له قولا) فهل هذا تناقض ....؟
كلا لا يوجد تناقض ،نحن لو جمعنا هذه الايات بعضها مع البعض الاخر تكون النتيجة ان الشفاعة مشروطة وليست مطلقة ،وهي تتقوم باركان قابلية المشفوع له وهو الشخص المذنب ،واذن الشفيع وهو الله تعالى ،ووجود الماذون له في الشفاعة وهم الانبياء والاولياء والملائكة ومن ثبتت لهم الشفاعة كما في بعض الروايات ، ولذلك تبقى تفاصيل الشفاعة وما الذنوب التي تسقط وما الافراد المشفوع لهم تبقى محل نقاش بين العلماء والمفسرين وهي معركة الاراء .؟
ولكننا على يقين بان الشفاعة العظمى يوم القيامة للنبي الاكرم صلى الله عليه واله واهل بيته عليهم السلام كما ورد في تفسير الاية (ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وقال ادخرت شفاعتي لاهل الكبائر من امتي ...........؟
رابعا : عدم قبول الفدية عن المجرمين والكفار يوم القيامة
قد يخرج المجرم والظالم بكفالة او بفدية في عالم الدنيا ويتنصل من القانون والعقوبة بشتى الوسائل ، ولكن في عالم الاخرة لا يمكن ذلك بل يجري عليه القانون الصارم ،لان الله وضع هذه القوانين حتى ياخذ كل ذي حق حقه في عالم الاخرة فالله ليس محتاجا حتى يقبل الرشوة او الفدية من الكافرين والظالمين وسفاكي الدماء والذين روعوا الناس الامنين ،ولذلك هؤلاء الظالمون يوم القيامة يتمنون ان لهم الارض كلها ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ولكن لا فائدة من ذذلك كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
خامسا : لا يمكن نصرة الظالمين والكفار
الله لا يمكن ان ينصر الباطل في الدنيا او في الاخرة ،ولكن الله ينصر الانبياء والاولياء ضمن الشروط الخاصة وان طال الزمان كما قال تعالى ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)
وقال تعالى ( فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين )