في رحاب تفسير آيات القران المجيد (36)
قال تعالى ( وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة الاية من 53 الى 54 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : وظيفة الكتب السماوية الهداية
تشترك الكتب السماوية التي يعطيها الله لانبيائه في خاصية الهداية كما قال تعالى في اول سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) فهذه الكتب السماوية العمل بها يخرج الانسان من حيز الجهل والانحراف الفكري والعقائدي والاخلاقي الى حيز العلم والاخلاق والهداية الى الله تعالى كما قال تعالى ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا )
.وعلى هذا فليس وظيفة هذه الكتب البيان العلمي والتجريبي في الحياة بل وظيفتها الهداية خاصة .وهذا الانعام الرابع على بني اسراائيل .........؟
ثانيا : لماذا تهتم الكتب السماوية في الهداية
الانسان بطبيعته يهتم بجانب الحياة لانها حسية ،ولانه يحتاج اليها بشكل يومي وعملي فيستخدم الطاقة والطب ووسائل النقل ،وكما قيل الحاجة ام الاختراع ،ولكن موضوع الهداية والاخلاق والعلاقة بالله والاخرة والغيب فهذه الامور يتغافل عنها الانسان لانها امور معنوية ، ولذلك تحتاج الى التذكير من قبل الله تعالى وذلك ببعث الانبياء والرسل وانزال الكتب تبين اهمية الهداية في حياة الانسان .؟
ثالثا : التوبة من عبادة العجل قتل النفوس
عبادة العجل كانت خرقا كبيرا في حياة بني اسرائيل وتحتاج الى عقوبة شديدة حتى لا تقع امثالها مرة اخرى ،لذلك كانت العقوبة ان يقتل بعضهم البعض الاخر وكان هذا اختبار وبلاء عظيم من الله لبني اسرائيل ،والقتل هنا ليس بمعنى ان يقتل كل شخص نفسه (فاقتلوا انفسكم ) وانما يقتل بعضكم البعض الاخر وهو مثيل قوله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ )أي فليسلَّم بعضكم على بعض ، وكقوله : « ولا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ » . أي لا يغتب بعضكم بعضا .
وقد وقع خلاف بين المفسرين في كيفية القتل ـفبعضهم قال ان الابرياء قتلوا الذين عبدوا العجل وبعضهم قال ان موسى امر الذين عبدوا العجل ان يقتل بعضهم بعضا ........
رابعا : القسوة في العقوبة
قد يقول شخص ان هذه العقوبة كانت قاسية على بني اسرائيل ، لانه يمكن التوبة ولا يقع سفك الدماء بهذا الشكل والله تعالى غفور رحيم .
اقول : ان هذه العقوبة اذا لم تقع يمكن ان يكون تساهل كبير في اصل الدين والرسالات الالهية وهو التوحيد وعبادة الله تعالى ،فبني اسرائيل راوا الايات والمعاجز والكتب ومع ذلك عبدوا العجل فاذا لم يعاقبوا بمثل هذه العقوبة يمكن ان يرجعوا كفارا ويعبدوا اشياء اخرى على مر التاريخ .؟
ولاهمية التوحيد في حياة الانسان ،إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إن الله واحد ؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : دعوه فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم ...........؟
ولذلك عبر الله عن هذه التوبة مع ان فيها القتل وسفك الدماء بالخير ..............؟
قال تعالى ( وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سورة البقرة الاية من 53 الى 54 .
نتعرض في هاتين الايتين الى مطالب عدة
اولا : وظيفة الكتب السماوية الهداية
تشترك الكتب السماوية التي يعطيها الله لانبيائه في خاصية الهداية كما قال تعالى في اول سورة البقرة (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) فهذه الكتب السماوية العمل بها يخرج الانسان من حيز الجهل والانحراف الفكري والعقائدي والاخلاقي الى حيز العلم والاخلاق والهداية الى الله تعالى كما قال تعالى ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا )
.وعلى هذا فليس وظيفة هذه الكتب البيان العلمي والتجريبي في الحياة بل وظيفتها الهداية خاصة .وهذا الانعام الرابع على بني اسراائيل .........؟
ثانيا : لماذا تهتم الكتب السماوية في الهداية
الانسان بطبيعته يهتم بجانب الحياة لانها حسية ،ولانه يحتاج اليها بشكل يومي وعملي فيستخدم الطاقة والطب ووسائل النقل ،وكما قيل الحاجة ام الاختراع ،ولكن موضوع الهداية والاخلاق والعلاقة بالله والاخرة والغيب فهذه الامور يتغافل عنها الانسان لانها امور معنوية ، ولذلك تحتاج الى التذكير من قبل الله تعالى وذلك ببعث الانبياء والرسل وانزال الكتب تبين اهمية الهداية في حياة الانسان .؟
ثالثا : التوبة من عبادة العجل قتل النفوس
عبادة العجل كانت خرقا كبيرا في حياة بني اسرائيل وتحتاج الى عقوبة شديدة حتى لا تقع امثالها مرة اخرى ،لذلك كانت العقوبة ان يقتل بعضهم البعض الاخر وكان هذا اختبار وبلاء عظيم من الله لبني اسرائيل ،والقتل هنا ليس بمعنى ان يقتل كل شخص نفسه (فاقتلوا انفسكم ) وانما يقتل بعضكم البعض الاخر وهو مثيل قوله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ )أي فليسلَّم بعضكم على بعض ، وكقوله : « ولا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ » . أي لا يغتب بعضكم بعضا .
وقد وقع خلاف بين المفسرين في كيفية القتل ـفبعضهم قال ان الابرياء قتلوا الذين عبدوا العجل وبعضهم قال ان موسى امر الذين عبدوا العجل ان يقتل بعضهم بعضا ........
رابعا : القسوة في العقوبة
قد يقول شخص ان هذه العقوبة كانت قاسية على بني اسرائيل ، لانه يمكن التوبة ولا يقع سفك الدماء بهذا الشكل والله تعالى غفور رحيم .
اقول : ان هذه العقوبة اذا لم تقع يمكن ان يكون تساهل كبير في اصل الدين والرسالات الالهية وهو التوحيد وعبادة الله تعالى ،فبني اسرائيل راوا الايات والمعاجز والكتب ومع ذلك عبدوا العجل فاذا لم يعاقبوا بمثل هذه العقوبة يمكن ان يرجعوا كفارا ويعبدوا اشياء اخرى على مر التاريخ .؟
ولاهمية التوحيد في حياة الانسان ،إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إن الله واحد ؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : دعوه فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم ...........؟
ولذلك عبر الله عن هذه التوبة مع ان فيها القتل وسفك الدماء بالخير ..............؟