تويت
بسمه تعالى وله الحمد
وصلاته وسلامه على حبيبه المصطفى وآله الهداة النجباء
قال تعالى في محكم كتابه ومنير خطابه :
{ يا أيُّها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيامُ كما كُتبَ على الذين مِن قَبلِكم لعلكم تتقون } سورة البقرة / 183
الصيام :
فرضٌ من فرائض الله التي كتبها على عباده وركنٌ اساسي من اركان العقيدة الاسلامية
ولكن السؤال الذي يمكن ان يُسأل :
لماذا فرض الله علينا الصوم او الصيام ؟
وللاجابة عن هذا التسائل نقول :
في المنهج العبادي الذي اوجبه الله تعالى على العباد لابد ان يكون هناك مصلحة من اتيان ذلك الواجب
بمعنى ان كل تكليف من الله تعالى أمر الله العبد بفعله او منعه منه
لابدَّ من وجود مصلحة يقتضيها الامر او المنع .
وثمار تلك المصلحة ستعود على المكلف بلا ادنى شكّ ، وبما ان الصيام من الفرائض التي جعلها الباري على عباده
إذن اين المصلحة في ذلك الفرض ؟
الصيام في اللغة معناه الامساك والكف عن الفعل وهو اعم من الامساك عن الاكل والشرب وباقي الامور المادية
كما في قوله تعالى :
{ إنّي نذرتُ للرحمن صوماً فلن اكلمَ اليومَ انسيا } سورة مريم / 26
وهنا جاء الصوم بمعنى الامساك عن الكلام .
وقد ذكر العلماء بعضاً من الاراء التي نُقلت عن علّت الصيام وفرضه :
1. ان فرض الصيام جاء كفارة لخطيئة آدم ( عليه السلام ) لما بدر منه من مخالفة في ترك الاولى وآكله من الشجره التي
نُهي عنها .
2. الصيام فيه الصحة والعافية لجسم الانسان فقد ورد في الحديث (( صوموا تصحوا ))
قد اثبتت الدراسات الطبية الحديثة ان للصوم فوائد جمّة لجسم الانسان
منها ما يخص تنظيم نسبة الدهون في الجسم وتقليل نسبة الاصابة بالامراض المزمنة وتنشيط فعالية القلب والدورة الدموية
وزيادة فعالية الكبد والبنكرياس وغيرها .
3. قيل ان الصيام يجعل هناك توازن اجتماعي من خلال احساس الغني بجوع الفقير لان الغني سيعيش حالة
الجوع ويكون اكثر تأثراً بها ولذلك ستكون هناك حالة من التقارب الاجتماعي والسلوكي للابناء المجتمع الواحد .
يقول الإمام الصادق(عليه السلام) في جواب عن سؤال بشأن علّة الصوم:
« إِنَّما فَرَضَ اللهُ الصِّيَامَ لِيَسْتَويَ بِهِ الْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ، وَذَلِكَ إِنَّ الْغَنِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجِدَ مَسَّ الْجُوعِ فَيَرْحَمَ الْفَقِيرَ، وَإِنَّ الغَنِيَّ كُلَّمَا أَرَادَ شَيْئاً قَدَرَ عَلَيْهِ فَأَرَادَ اللهُ تَعَالى أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ خَلْقِهِ، وَأَنْ يُذِيقَ الْغَنِيَّ مَسَّ الْجُوعِ وَالاَْلَمِ، لِيَرُقَّ عَلَى الضَّعِيفِ وَيَرْحَمَ الْجَائِعَ »
4. الفائدة الاقتصادية التي ستعود على الفرد والمجتمع وكذلك الفائدة الروحية والتوجه النفسي المصاحب
للصيام حيث ان الصيام يدرب الانسان على تجنب الشهوات والغرائز برقابه ذاتية
وبذلك ينمي عنده موهبة الارادة ، لان ارادة الانسان كاي نعمة اخرى عنده تنمو وتتكامل كلما انتفع بها الانسان
ومارسها عملياً .
بعبارة موجزة :
الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلى عالم الملائكة وعبارة (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تشير إلى هذه الحقائق.
وهكذا الحديث المعروف : « الصَّوْمُ جَنَّةٌ مِنَ النَّارِ» يشير إلى هذه الحقائق.
وعن الإمام علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان، قال :
«الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ، وَالصَّدَقَةُ تُكْسِرُ ظَهْرَهُ، وَالحُبُّ فِي اللهِ وَالْمُواظبَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصّالِحِ يَقْطَعُ دابِرَهُ، وَالإِسْتغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ »
وفي نهج البلاغة عرض لفلسفة العبادات، وفيه يقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام) :
«وَالصِّيَامَ ابْتِلاَءً لإِخْلاَصِ الْخَلْقِ»
وروي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال :
« إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُدَّعَى الرَّيَّانْ، لاَ يَدْخُلُ فِيهَا إِلاَّ الصَّائُمُونَ ».
وختاماً نقول :
بما ان الصيام يندرج ضمن لائحة الاحكام العبادية التعبدية لذا يمكن لنا القول ان المصلحة الحقيقية
هي بيد الله سبحانه وتعالى وما علينا الاّ ان نتعبد بما أُمرنا به ونمتثل امر الله سبحانه .
جعلنا الله إياكم من الصائمين القائمين المشمولين بلطف الله ورعايته .
وصلاته وسلامه على حبيبه المصطفى وآله الهداة النجباء
قال تعالى في محكم كتابه ومنير خطابه :
{ يا أيُّها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيامُ كما كُتبَ على الذين مِن قَبلِكم لعلكم تتقون } سورة البقرة / 183
الصيام :
فرضٌ من فرائض الله التي كتبها على عباده وركنٌ اساسي من اركان العقيدة الاسلامية
ولكن السؤال الذي يمكن ان يُسأل :
لماذا فرض الله علينا الصوم او الصيام ؟
وللاجابة عن هذا التسائل نقول :
في المنهج العبادي الذي اوجبه الله تعالى على العباد لابد ان يكون هناك مصلحة من اتيان ذلك الواجب
بمعنى ان كل تكليف من الله تعالى أمر الله العبد بفعله او منعه منه
لابدَّ من وجود مصلحة يقتضيها الامر او المنع .
وثمار تلك المصلحة ستعود على المكلف بلا ادنى شكّ ، وبما ان الصيام من الفرائض التي جعلها الباري على عباده
إذن اين المصلحة في ذلك الفرض ؟
الصيام في اللغة معناه الامساك والكف عن الفعل وهو اعم من الامساك عن الاكل والشرب وباقي الامور المادية
كما في قوله تعالى :
{ إنّي نذرتُ للرحمن صوماً فلن اكلمَ اليومَ انسيا } سورة مريم / 26
وهنا جاء الصوم بمعنى الامساك عن الكلام .
وقد ذكر العلماء بعضاً من الاراء التي نُقلت عن علّت الصيام وفرضه :
1. ان فرض الصيام جاء كفارة لخطيئة آدم ( عليه السلام ) لما بدر منه من مخالفة في ترك الاولى وآكله من الشجره التي
نُهي عنها .
2. الصيام فيه الصحة والعافية لجسم الانسان فقد ورد في الحديث (( صوموا تصحوا ))
قد اثبتت الدراسات الطبية الحديثة ان للصوم فوائد جمّة لجسم الانسان
منها ما يخص تنظيم نسبة الدهون في الجسم وتقليل نسبة الاصابة بالامراض المزمنة وتنشيط فعالية القلب والدورة الدموية
وزيادة فعالية الكبد والبنكرياس وغيرها .
3. قيل ان الصيام يجعل هناك توازن اجتماعي من خلال احساس الغني بجوع الفقير لان الغني سيعيش حالة
الجوع ويكون اكثر تأثراً بها ولذلك ستكون هناك حالة من التقارب الاجتماعي والسلوكي للابناء المجتمع الواحد .
يقول الإمام الصادق(عليه السلام) في جواب عن سؤال بشأن علّة الصوم:
« إِنَّما فَرَضَ اللهُ الصِّيَامَ لِيَسْتَويَ بِهِ الْغَنِيُّ وَالْفَقِيرُ، وَذَلِكَ إِنَّ الْغَنِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجِدَ مَسَّ الْجُوعِ فَيَرْحَمَ الْفَقِيرَ، وَإِنَّ الغَنِيَّ كُلَّمَا أَرَادَ شَيْئاً قَدَرَ عَلَيْهِ فَأَرَادَ اللهُ تَعَالى أَنْ يُسَوِّيَ بَيْنَ خَلْقِهِ، وَأَنْ يُذِيقَ الْغَنِيَّ مَسَّ الْجُوعِ وَالاَْلَمِ، لِيَرُقَّ عَلَى الضَّعِيفِ وَيَرْحَمَ الْجَائِعَ »
4. الفائدة الاقتصادية التي ستعود على الفرد والمجتمع وكذلك الفائدة الروحية والتوجه النفسي المصاحب
للصيام حيث ان الصيام يدرب الانسان على تجنب الشهوات والغرائز برقابه ذاتية
وبذلك ينمي عنده موهبة الارادة ، لان ارادة الانسان كاي نعمة اخرى عنده تنمو وتتكامل كلما انتفع بها الانسان
ومارسها عملياً .
بعبارة موجزة :
الصوم يرفع الإنسان من عالم البهيمية إلى عالم الملائكة وعبارة (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تشير إلى هذه الحقائق.
وهكذا الحديث المعروف : « الصَّوْمُ جَنَّةٌ مِنَ النَّارِ» يشير إلى هذه الحقائق.
وعن الإمام علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أنه سئل عن طريق مجابهة الشيطان، قال :
«الصَّوْمُ يُسَوِّدُ وَجْهَهُ، وَالصَّدَقَةُ تُكْسِرُ ظَهْرَهُ، وَالحُبُّ فِي اللهِ وَالْمُواظبَةُ عَلَى الْعَمَلِ الصّالِحِ يَقْطَعُ دابِرَهُ، وَالإِسْتغْفَارُ يَقْطَعُ وَتِينَهُ »
وفي نهج البلاغة عرض لفلسفة العبادات، وفيه يقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام) :
«وَالصِّيَامَ ابْتِلاَءً لإِخْلاَصِ الْخَلْقِ»
وروي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال :
« إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَاباً يُدَّعَى الرَّيَّانْ، لاَ يَدْخُلُ فِيهَا إِلاَّ الصَّائُمُونَ ».
وختاماً نقول :
بما ان الصيام يندرج ضمن لائحة الاحكام العبادية التعبدية لذا يمكن لنا القول ان المصلحة الحقيقية
هي بيد الله سبحانه وتعالى وما علينا الاّ ان نتعبد بما أُمرنا به ونمتثل امر الله سبحانه .
جعلنا الله إياكم من الصائمين القائمين المشمولين بلطف الله ورعايته .