بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ﴾ ، والبَلد هو البَلد الأمين مكّة المكرّمة ، وقد أقسم به في سورة التين : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ ، فكيف التوفيق الاية الاولى وبين الاية الثلانية ؟
نقول : قالوا بزيادة ( لا ) هنا ليكون معنى الكلام إثباتاً لا نفياً ، وأن العرب قد تُدخل ( لا ) في أثناء كلامها وتُلغي معناها ، وأنشدوا في ذلك أبياتاً ، ونحن قد فنّدنا ذلك وذَكَرنا أنْ لا شاهد عليه في كلام العرب ، فراجع 1 .
والصحيح أنْ يُقال : إنّ مورد الآيتَين مُختلف ، فمرّة لا يُقسم ومرّة يُقسم باختلاف الموارد... إذ ليس المعنى في سورة البلد أنّه تعالى لا يُقسم أبداً بهذا البلد ، بل لا يُقسم في موردٍ خاصّ ـ لوضوحه ـ وهو أنّ الإنسان خُلق في كَبَد ... أمّا المعنى في سورة البلد فهو على القسم حيث أهمّية المورد ( المُقسم عليه ) وهو أنّ الإنسان خُلق ؛ ليكون رفيعاً لكنّه بيديه حطّ من شأن نفسه فارتدّ أسفل سافلين بسوء تدبيره وسوء عمله .
وهنا جواب آخر لعلّه أدقّ وهو : أنْ ليس المراد ( في آية البلد ) نفي الإقسام على الإطلاق ، ليكون متنافياً مع الآية الأُخرى ( في سورة التين ) ، بل هو نوع من القسم على الشكل السلبي ، حيث عدم الحاجة إليه بعد وضوح الأمر وظهوره ، وهو آكد في إثبات المطلوب بشكلٍ أدبيّ رائع .
والمعنى : إنّي لا أحلف ، إذ لا حاجة إليه بعد وضوح الأمر ، وهذا يعني أنّ الأمر مُتأكّد الثبوت بذاته واضحاً جليّاً من غير حاجة إلى إقامة حجّة ودليل .
فهو في حقيقته قسم ، لكن بصورة سلبية هي آكد من صورة الإيجاب 2 .
المصادر
1. وللعلاّمة البلاغي تحقيق مستوف في ذلك : تفسير آلاء الرحمان ، ج1 ، ص38 ـ 41 .
2. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم ، تأليف : الأُستاذ محمّد هادي معرفة ، تحقيق : مؤسّسة التمهيد ـ قم المقدّسة ، ص 262 .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ﴾ ، والبَلد هو البَلد الأمين مكّة المكرّمة ، وقد أقسم به في سورة التين : ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ﴾ ، فكيف التوفيق الاية الاولى وبين الاية الثلانية ؟
نقول : قالوا بزيادة ( لا ) هنا ليكون معنى الكلام إثباتاً لا نفياً ، وأن العرب قد تُدخل ( لا ) في أثناء كلامها وتُلغي معناها ، وأنشدوا في ذلك أبياتاً ، ونحن قد فنّدنا ذلك وذَكَرنا أنْ لا شاهد عليه في كلام العرب ، فراجع 1 .
والصحيح أنْ يُقال : إنّ مورد الآيتَين مُختلف ، فمرّة لا يُقسم ومرّة يُقسم باختلاف الموارد... إذ ليس المعنى في سورة البلد أنّه تعالى لا يُقسم أبداً بهذا البلد ، بل لا يُقسم في موردٍ خاصّ ـ لوضوحه ـ وهو أنّ الإنسان خُلق في كَبَد ... أمّا المعنى في سورة البلد فهو على القسم حيث أهمّية المورد ( المُقسم عليه ) وهو أنّ الإنسان خُلق ؛ ليكون رفيعاً لكنّه بيديه حطّ من شأن نفسه فارتدّ أسفل سافلين بسوء تدبيره وسوء عمله .
وهنا جواب آخر لعلّه أدقّ وهو : أنْ ليس المراد ( في آية البلد ) نفي الإقسام على الإطلاق ، ليكون متنافياً مع الآية الأُخرى ( في سورة التين ) ، بل هو نوع من القسم على الشكل السلبي ، حيث عدم الحاجة إليه بعد وضوح الأمر وظهوره ، وهو آكد في إثبات المطلوب بشكلٍ أدبيّ رائع .
والمعنى : إنّي لا أحلف ، إذ لا حاجة إليه بعد وضوح الأمر ، وهذا يعني أنّ الأمر مُتأكّد الثبوت بذاته واضحاً جليّاً من غير حاجة إلى إقامة حجّة ودليل .
فهو في حقيقته قسم ، لكن بصورة سلبية هي آكد من صورة الإيجاب 2 .
المصادر
1. وللعلاّمة البلاغي تحقيق مستوف في ذلك : تفسير آلاء الرحمان ، ج1 ، ص38 ـ 41 .
2. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم ، تأليف : الأُستاذ محمّد هادي معرفة ، تحقيق : مؤسّسة التمهيد ـ قم المقدّسة ، ص 262 .
تعليق