اهمية تغيير العادات والسلوكيات نحو الافضل مع حلول شهر رمضان
كل عام وانتم الى الله اقرب والى المعصوم احب ...
للامام علي امير المؤمنين ع توصيات قيّمة تسهم في بناء الإنسان ، وتغرس في سلوكه العادات الحسنة ، وتساعده على اهمية تبني التغيير في عاداته وسلوكياته نحو الافضل والاجمل منها قوله عليهالسلام : « أيُّها الناس ، تولّوا من أنفسكم تأديبها ، واعدلُوا بها عن ضراوة عاداتها »
كل ذلك من أجل إجراء التغيير الاجتماعي المنشود ، ولا يخفى بأنّ البناء الاجتماعي بدون إجراء التغيير الداخلي في نفوس وعادات الأفراد ، يصبح عبثيا كالبناء بدون قاعدة قال تعالى : « إنَّ اللّه لا يُغيِّرُ ما بِقومٍ حتى يُغيِّرُوا ما بأنفُسِهِم »
اهم خطوات تغيير العادات:
أولاً: الوعي: لابد من الجلوس مع النفس والتفكر باي عادات وسلوكيات لدينا تحتاج الى تغيير نحو الاحسن والاجمل ومن المهم مقارنة الانسان باخلاقيات الاسلام وتبنيها وبالاخص الاهتداء باخلاق النبي ص واله واهل بيته وجعلها قاعدة للتغيير المرتقب .
وتذكروا أن مجرَّد القول بضرورة التغيير وحدَه لا يكفي للتغيير، بل لا بُدَّ من تدوين ذلك على الورق، فذلك أقوى في تثبِيت فكرة التغيير في الدِّماغ.
ثانيًا: إرادة التغيير:فالله - عز مِن قائل - يقول: ï´؟ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ï´¾ [الرعد: 11]، اذن المعادلة القرانية المهمة في التغيير ان يبدا التغيير من داخل النفس الانسانية وينطلق نحو افق ارحب .
ثالثًا: الالتِزام: وهو الجزء الأصعب في التطبيق؛ إذ لا بُدَّ من الالتِزام والتصميم على كسْر العادات السيِّئة، واتِّخاذ كلِّ الطرق والإستراتيجيات والتقنيات الممكِنة لكسرها وتغييرها واستبدالها بغيرها.
ومن المهم هنا ان نكتب في ورقة عاداتنا السيئة ونفكر ايضا بوضع بدائل لها ترضي الله تعالى وتسير وفق الاطر الانسانية التي تبتنى عليها حياة المجتمع .
رابعا : الابتعاد عن كل مثير يؤدي الى استثارة العادات التي نحاول تغييرها وبالتالي يقل العزم لتغييرها فمن اعتاد مثلا على الغيبة عليه ان يبتعد عن البيئة التي تغتاب ومن اعتاد على النظر المحرم فليبتعد عن كل الامكنة التي تشجعه على المحرمات ووو
اهم طرق كسْر العادات السيِّئة:
تقول الاستاذه الحكمي في مقال جميل لها حول التغيير
هناك عدَّة طرق وقواعد لكسْر العادات السيِّئة، من ذلك مثلاً:
أولاً: One Habit For 30 Days؛ أي: العمل على تغيير عادة واحدة خلال ثلاثين يومًا، وهذه الطريقة مُقتَبَسة من فرض صيام شهر رمضان المُبارَك الذي لا نمتنع فيه عن الطعام والشراب فحسب، بل والكثير من العادات السلبية التي اعتَدْنا عليها طِيلَة السنَة، واستبدال أخرى جيِّدة وإيجابيَّة بها.
ثانيًا: Use a Trigger: قاعدة الضغط على الزِّناد، وتقوم فكرتها على التنبيه على عدم القِيام بالعادة السيِّئة قُبَيل حدوثها مباشرةً، كأنْ يقوم الشخص مثلاً بعضِّ إصبعه قبل إارادته للتدخين، أو يقوم بتنظيف أسنانه بمجرَّد شعوره بالرغبة في تناوُل الحلوى على سبيل المثال... وهكذا.
ثالثًا: Replace Lost Needs: لا بُدَّ من إيجاد البَدِيل الجيِّد والعادَة الجيِّدة؛ لكي تحلَّ محل العادة السيِّئة في الدماغ؛ كأن يقوم الشخص بمشاهدة الأفلام الوثائقيَّة العلميَّة بديلاً عن مشاهدة الأفلام المحرمة ،
ومااجمل قول الشاعر العراقي معروف الرُّصافي:
كُلُّ ابْنِ آدَمَ مَقْهُورٌ بِعَادَاتِ لَهُنَّ يَنْقَادُ فِي كُلِّ الْإِرَادَاتِ
يَجْرِي عَلَيْهِنَّ فِيمَا يَبْتَغِيهِ وَلاَ يَنْفَكُّ عَنْهُنَّ حَتَّى فِي الْمَلَذَّاتِ
قَدْ يَسْتَلِذُّ الْفَتَى مَا اعْتَادَ مِنْ ضَرَرٍ حَتَّى يَرَى فِي تَعَاطِيهِ الْمَسَرَّاتِ
عَادَاتُ كُلِّ امْرِئٍ تَأْبَى عَلَيْهِ بِأَنْ تكُونَ حَاجَاتُهُ إِلاَّ كَثِيرَاتِ
إِنِّي لَفِي أَسْرِ حَاجَاتِي وَمِنْ عَجَبٍ تَعَوُّدِي مَا بِهِ تَزْدَادُ حَاجَاتِي
تعليق