بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربّما تشككَّ بعض الكتّابِ المسيحيّين (مصادر الإسلام لتسدال ، ص 37 فما بعد ، وآراء المستشرقين حول القرآن ، ج 1 ، ص 352 .) في ( السامريّ ) نسبةً إلى السامرة بلدة كانت في أرض فلسطين بناها ( عُمري ) رابع مُلوك بني إسرائيل المتأخر عن عهد نبيّ اللّه موسى ( عليه السلام ) بخمسة قرون ! فكيف يكون معاصراً له وقد صنع العِجل كما جاء في القرآن ؟
والجواب: ربّما تشككَّ بعض الكتّابِ المسيحيّين (مصادر الإسلام لتسدال ، ص 37 فما بعد ، وآراء المستشرقين حول القرآن ، ج 1 ، ص 352 .) في ( السامريّ ) نسبةً إلى السامرة بلدة كانت في أرض فلسطين بناها ( عُمري ) رابع مُلوك بني إسرائيل المتأخر عن عهد نبيّ اللّه موسى ( عليه السلام ) بخمسة قرون ! فكيف يكون معاصراً له وقد صنع العِجل كما جاء في القرآن ؟
جاء في سِفر الملوك : وفي السنة 31 لآسامَلِك يهوذا مَلَك عُمري على إسرائيل 12 سنة ، مَلَك في ترصة 6 سنين ، واشترى جبل السّامرة من شامر بِوزنتَين من الفضّة ، وبَنى على الجبل ، ودعا اسم المدينة الّتي بناها باسم شامر صاحب الجبل : السامرة .
وكان ذلك بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر بنحو مِن ثلاث وعشرين وخمسمِئة عام 1 .
لكنْ السامريُّ لفظةٌ معرّبةٌ وليست على أصالتِها العِبريّة، والشين العِبريّة تُبدّل سيناً في العربيّة كما في (موسى) معرّب (موشي) العبريّة ، و( السيع ) معرّب (اليشوع) 2 ، وكما في (السامرة) نسبةً الى اسم صاحب الجبل (شامر) .
أمّا السامريُّ ـ في القرآن ـ فليس منسوباً إلى بلدة السامرة هذه ، وإنّما هي نسبةٌ إلى (شمرون) بلدة كانت عامرةً على عهد نبيّ اللّه موسى ووصيّه يوشع بن نون ، والنسبة إليها شمروني عُرّبت إلى سامري ، ويُجمع على شمرونيم (سامريّين) ، وقد فتحها يوشع وجعلها في سبط (زبولون) كما جاء سِفر اليشوع 3 وكان المَلِك عليها حين افتتحها يوشع (مرأون) 4 .
هذا ما حقّقه العلاّمة الحجّة البلاغي 5 .
والسين والشين كانا يتبادلان في العبريّة أيضاً ، كان سبط يهوذا يَنطقون بالشين ، وسبط افرايمي بالسين في مثل (اليسوع) و(اليشوع) 6 .
قال الأُستاذ عبد الوهاب النجّار : ويغلب أن تكون (الشين) في العبريّة (سيناً) في العربيّة ، كما كان ينطق بها أيضاً سبط افرايم بن يوسف ، وقد كان رجال سبط يهوذا يختبرون الرجل ليعرف أنّه من سبط يهوذا أو افرايمي ، فيأمروه أن ينطق بـ (شبولت) (سُنبلة) فإذا قال (سبولت) عُرف أنّه افرايمي .
واحتمل في السامريّ نسبةً إلى شامر أو سامر بمعنى (حارس) 7 ونُطقُها في العِبريّة ( شومير ) مأخوذ من (شمر) أي حرس ، فقد جاء في سِفر التكوين : فقال الربّ لقابيل : أين هابيل أخوك ؟ فأجاب : لا أعلم ، وعقّبه بقوله : هَـ شومير أحي أنو أخي ؟ يعني : أحارسُ أنا لأخي ؟ 8 وما ذكره الحجّة البلاغي أقرب في النظر 9 .
المصادر والمراجع
1. قاموس الكتاب المُقدّس ، ص 459 ، وراجع : سِفر الملوك ، إصحاح 16/24.
2. قاموس الكتاب المُقدّس، ص 951 .
3. راجع : سِفر اليشوع ، إصحاح 11/1 ، و12/20 ، و19/15 .
4. المصدر : 12/20 .
5. راجع : كتابه ( الهدى إلى دين المصطفى ) ، ج 1 ، ص 103 .
6. قاموس الكتاب المقدّس ، ص 951 .
7. ذكر جيمس هاكس في قاموس الكتاب المقدّس ، ص530 ، أنّ أحد معنيي (شمرون) : كشيكجي (نكهبان) يعني الحارس .
8. قصص الأنبياء للنجّار ، ص224 ، وراجع : سِفر التكوين ، إصحاح 4 .
9. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم ، تأليف : الأُستاذ محمّد هادي معرفة ، ص 69 ـ 70 .
وكان ذلك بعد خروج بني إسرائيل من أرض مصر بنحو مِن ثلاث وعشرين وخمسمِئة عام 1 .
لكنْ السامريُّ لفظةٌ معرّبةٌ وليست على أصالتِها العِبريّة، والشين العِبريّة تُبدّل سيناً في العربيّة كما في (موسى) معرّب (موشي) العبريّة ، و( السيع ) معرّب (اليشوع) 2 ، وكما في (السامرة) نسبةً الى اسم صاحب الجبل (شامر) .
أمّا السامريُّ ـ في القرآن ـ فليس منسوباً إلى بلدة السامرة هذه ، وإنّما هي نسبةٌ إلى (شمرون) بلدة كانت عامرةً على عهد نبيّ اللّه موسى ووصيّه يوشع بن نون ، والنسبة إليها شمروني عُرّبت إلى سامري ، ويُجمع على شمرونيم (سامريّين) ، وقد فتحها يوشع وجعلها في سبط (زبولون) كما جاء سِفر اليشوع 3 وكان المَلِك عليها حين افتتحها يوشع (مرأون) 4 .
هذا ما حقّقه العلاّمة الحجّة البلاغي 5 .
والسين والشين كانا يتبادلان في العبريّة أيضاً ، كان سبط يهوذا يَنطقون بالشين ، وسبط افرايمي بالسين في مثل (اليسوع) و(اليشوع) 6 .
قال الأُستاذ عبد الوهاب النجّار : ويغلب أن تكون (الشين) في العبريّة (سيناً) في العربيّة ، كما كان ينطق بها أيضاً سبط افرايم بن يوسف ، وقد كان رجال سبط يهوذا يختبرون الرجل ليعرف أنّه من سبط يهوذا أو افرايمي ، فيأمروه أن ينطق بـ (شبولت) (سُنبلة) فإذا قال (سبولت) عُرف أنّه افرايمي .
واحتمل في السامريّ نسبةً إلى شامر أو سامر بمعنى (حارس) 7 ونُطقُها في العِبريّة ( شومير ) مأخوذ من (شمر) أي حرس ، فقد جاء في سِفر التكوين : فقال الربّ لقابيل : أين هابيل أخوك ؟ فأجاب : لا أعلم ، وعقّبه بقوله : هَـ شومير أحي أنو أخي ؟ يعني : أحارسُ أنا لأخي ؟ 8 وما ذكره الحجّة البلاغي أقرب في النظر 9 .
المصادر والمراجع
1. قاموس الكتاب المُقدّس ، ص 459 ، وراجع : سِفر الملوك ، إصحاح 16/24.
2. قاموس الكتاب المُقدّس، ص 951 .
3. راجع : سِفر اليشوع ، إصحاح 11/1 ، و12/20 ، و19/15 .
4. المصدر : 12/20 .
5. راجع : كتابه ( الهدى إلى دين المصطفى ) ، ج 1 ، ص 103 .
6. قاموس الكتاب المقدّس ، ص 951 .
7. ذكر جيمس هاكس في قاموس الكتاب المقدّس ، ص530 ، أنّ أحد معنيي (شمرون) : كشيكجي (نكهبان) يعني الحارس .
8. قصص الأنبياء للنجّار ، ص224 ، وراجع : سِفر التكوين ، إصحاح 4 .
9. شُبُهَات و ردود حول القرآن الكريم ، تأليف : الأُستاذ محمّد هادي معرفة ، ص 69 ـ 70 .
تعليق