إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى

    بسم الله وصلى الله على محمد واله



    قف على عتبة نفسك وتفحص بعين البصيرة ما أنت عليه ، مضت ايام من الشهر الفضيل وانا صائم و اقوم شطرا من لياليه واجتهد في متابعة ختمي لكتاب الله العزيز ، هل لبذوري من أثر في الانبات ؟

    هل ارى على سطح سلوكي ونواياي تغييرا أثمره الصوم والعبادة ؟
    فإن من يبذر بذرة ويتعهدها ويرعاها يأمل بانها ستنبت وترتفع على ارضه ويتعهدها لكي تعطيه الثمر ، فهل قُمت بمراجعة وتقييم زراعتك المعنوية ؟
    هل أثّر الصيام والقيام وتلاوة القران على باطنك فصرت تراقب نيتك هل هي نقية من الرياء وحُب السمعة وتجتهد بان تكون عباداتك خالصة لله وحده ؟
    هل فكرت بجيرانك ؟ وقضاء حوائجهم ومتابعة جارك في صحته وفقره ؟
    هل راجعت قائمة افعالك وسلوكك التي تُزعج المحيطين بك ؟ هل انت تحاول ان تُغيرها- لله تعالى ؟
    كم مرّ على أخر زيارة او مكالمة هاتفية مع رحمك وأقربائك ؟ ولازلت تكرر " هو " لم يزورني ولم يتصل فأنا كذلك ؟
    هل صححت نية صِلتك المالية وعطائك المادي مع الاصدقاء والمعارف فهي نافذة للتواصل والمحبة ؟
    هل فكرت في تغيير اخلاقك المذمومة هل اجريت فحصا معنويا لأجهزتك الباطنية
    وتحققت من سلامتها من امراض القلب والروح كالأنانية والغرور والتكبر والعجرفة والجهل بالمعايير ........
    وهكذا فليطول حسابك لنفسك ايها الانسان فانك بذلك تُهَون على نفسك يوم الحساب الاكبر والعرض على من لا تخفى عليه خافيه
    {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (*) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء: 13، 14]
    لا تذهب بك المذاهب وتتكل على الاماني فان الله تعالى يعطي على الطاعة وهي مرتكزة على النية الصادقة والاخلاص في العبادة ولا تغرنّك ما يلوك به الجُهال من الاتكال على شفاعة ال البيت عليهم السلام وهم يؤذون ال البيت بسلوكهم ونواياهم العفنة واخلاقهم الرذيلة فهذا امام الهدى الباقر يُحدث جابر الانصاري فيقول له [ ...يا جابر، لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول أحب عليا و أتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا،
    فلو قال إني أحب رسول الله (صلى الله عليه و آله) ، و رسول الله خير من علي، ثم لا يتبع سيرته، و لا يعمل بسنته، ما نفعه حبه إياه شيئا،
    فاتقوا الله و اعملوا لما عند الله، ليس بين الله و بين أحد قرابة،
    أحب العباد إلى الله و أكرمهم عليه أتقاهم له،
    و الله ما يتقرب إلى الله إلا بالعمل، و ما معنا براءة من النار، و ما لنا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، و من كان ( لله) عاصيا فهو لنا عدو، و الله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل. (الكتاب : الأمالي للطوسي ) ]
    ألا يا خايضاً بحر الأماني ... هداك الله ما هذا التواني؟!
    أضعت العمر عصياناً وجهلاً ... فمهلاً أيها المغرور مهلا
    مضى عمر الشباب وأنت غافل ... وفي ثوب العمى والغي رافل
    إلى كم كالبهائم أنت هايم ... وفي وقت الغنايم أنت نائم
    وطرفك لا يرى إلا طموحاً ... ونفسك لم تزل أبداً جموحاً
    وقلبك لا يفيق من المعاصي ... فويلك يوم يؤخذ بالنواصي
    بلال الشيب نادى في المفارق ... بحي على الذهاب وأنت غارق
    ببحر الإثم لا تصغي لواعظ ... ولو أطرى وأطنب في المواعظ
    وقلبك هائم في كل واد ... وجهلك كل يوم في ازدياد
    على تحصيل دنياك الدنية ... مجداً في الصباح وفي العشية
    وجهد المرء في الدنيا شديد ... وليس ينال منها ما يريد
    وكيف ينال في الأخرى مرامه ... ولم يجهد لمطلبها قلامه
    فشهر رمضان محطة لتغيير الباطن لا لتنويع المأكولات وملئ البطن ، وقناةٌ لتعميق الاتصال بالملك المتعالي لا للجلوس الطويل لمتابعة برامج وقنوات الفساد ، وصوم النائم عبادة ( إذا ) فرغ من اجهاد واتعاب بدنه في الاتيان بكل ما يستطيع من طاعات لا ان يكون همهم نوم النهار فلا يستشعر جوع او عطش ولا يمحص حاله في نهار الصوم فيقطعه من الفجر الى العصر نائم وفي الليل طعام ومشاهدة البرامج فأين شهر رمضان الحقيقي من حياتك ايها المسكين فهذا رسول الله ( صلى الله عليه واله ) لجابر الانصاري يقول :
    عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) لجابر بن عبدالله:
    يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر،
    فقال جابر: يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث،
    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ياجابر وما أشد هذه الشروط.! [ الكافي / باب ادب الصائم ]
    نعم ، صعوبتها بمن يريد ان يتمتع بزهرة الدنيا ويتكل على الاماني في تحصيل الاخرة ولكن هذه الشروط سهلة على من اخرج حُب الدنيا وزهرتها من قلبه وتوجه الى الله تعالى طالبا عفوه وسالكا مرضاته ومجانبا سخطه جل وعلا ...
    هذا ذِكر وما يتذكر الا من ينيب جعلنا الله واياكم من الذاكرين الشاكرين ...
    ... والحمد لله وحده
    ....
    13 رمضان الخير 1437 هجـ
    شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X