تويت
أنعم الله تعالى على العباد بليلة وصفها عز وجل بأنها مباركة ومقدّسة؛ لكثرة خيرها وبركتها وفضلها، إنها ليلة القدر.
وسُمّيت ليلة القدر؛ لأنها الليلة التي يحكم الله عز وجل فيها ويقضي بما يكون في السنة بأجمعها من كلّ أمر من خير، ومصيبة، ورزق، وحياة،
وموت، وسعادة، وشقاء، وغير ذلك، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: )فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ+ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)/ (الدخان:4، 5).
وقيل: القدر بمعنى المنزلة، وإنما سُمّيت ليلة القدر؛ للاهتمام بمنزلتها أو منزلة المتعبدين فيها.
وقيل: إنّ المراد بها التعظيم؛ لأنها تكسب من أحياها قدراً عظيماً لم يكن من قبل.
وفي الآيات القرآنية يبيّن الله تعالى عظمة ليلة القدر، ويقول سبحانه وتعالى: )وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ + لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
/ (القدر:2، 3).
والتعبير القرآني هذا يوضّح عظمة هذه الليلة، وأنّ العبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر، والتي تقارب عبادة ثمانين سنة.
وسُئل الإمام الصادق عليه السلام: كيف تكون ليلة القدر خيراً من ألف شهر؟ قال: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر".(1)
فأيّ إنسان عاقل يفوّت على نفسه هذا الثواب الجزيل بهذا العمل القليل، ويُستحب على المكلّف إحياء هذه الليلة المقدّسة عن طريق العبادة،
والدعاء، والصلاة، والذكر، وتلاوة القرآن، وغيرها.
كما أنّ ليلة القدر فضلاً عن أنها ذات فضل عظيم وليلة نزول القرآن فهي ليلة تجديد العهد والميثاق
مع الإمام الحجة المنتظرعجل الله تعالى فرجه، فقد جاء في الروايات التأكيد على أنه عجل الله تعالى فرجه يطّلع
على أعمال شيعته، إذن فلنحاول أن نجعل ليلة القدر منطلقاً لتغيير أنفسنا وبنائها والسيطرة على شهواتنا، وإعدادها لليوم الموعود.
...............................
(1) وسائل الشيعة: ج10، ص351.
شهد صلاح مهدي
تم نشره في المجلة العدد 96