-~أنا حسام~-
لا تزال غرفته مطبوعة في بالها . غرفة طينية واسعه وبقرب احد جدرانها سرير خشبي عليه وسادة بيضاء و تتدلى من السرير نقوش زرقاء صغيره مرسومه على الغطاء فوق السرير ويوجد أمام السرير على الحائط رف مثبت بقوه تزينه أنواع مختلفة الاشكال والاحجام من الكؤس والكثير من المداليات و أوسمة صغيره فضيه وذهبيه وبرونزيه موضوعه في صندوق نحاسي فوق الرف
و أسفل الرف على الارض توجد خزانة صغيره كان يحتفض بداخلها بأعداد مختلفه من من مجلة العربي التي كان يطيل الجلوس معها وتوجد أيضا كتب منوعه كثيره وخلف الباب على الحائط كان يقوم بتعليق ملابسه وعلى الارض كان يَصفُ أحذيته
كان حسام بطلا في الملاكمه وكان لطيف مع الجميع كانت أخته الصغيره ليلى ابنة الثلاثة عشر ربيعا تحبه كثيرا كان يلعب معها يلعب بجدائل شعرها السوداء المتدليه على كتفيها يركض خلفها يمازحها دوما ويتحداها ورغم ذلك كانت تحترمه بشده وكان في كل مره يذهب فيها الى الجامعه تقف في الباب لتودعه وتنتظر بفارغ الصبر عودته.
بعد ان أنهى حسام دراسته الجامعيه في قسم علوم الحاسبات توجه الى اختصاص اخر فأصبح طياراً حربيا وكان يذهب الى نقطته العسكريه فيمكث هناك أسبوعين ثم يعود الى المنزل و في هذه المده اعتادت ليلى على غياب اخيها.
وفي إحدى ضهريات العراق الملتهبه خرج حسام مودعا والديه واخواته و زوجته ومن ظمنهن ليلى لقد خرج للحرب اجل لقد نشبت الحرب المشؤمه خرج من المنزل وهو ينظر للجميع بأبتسامة عريضه تختفي خلفها عبرات تتكسر في صدره .......... يخشى أن تسيل دموعه أمامهن فذهب مسرعا وركب السياره ولم يصدق انه قد إختفى عن انظار والدته حتى بدأت دموعه تنهمر بعنف على خديه ركضت ليلى على الارض الساخنه بقدميها الحافيتين خلف السياره رئاها حسام نزل من السياره عانقها بشده ودفعها بقوه إلى المنزل وصرخت انا أريد ان تعود بسرعه.
وكانت ليلى آخر من رأى حسام قبل غيابه الذي طال كانت الحرب طويله ......... طويله جداً و كانت مأساويه.
وبعد ان انتهت الحرب بدأ الجنود بالعوده مر السبوع ولا يوجد اثر لحسام و مر شهر ولم يعد مرت ثلاث أشهر وأربع مرت سبع أشهر وتسع ولم يُعرف له أي أثر كانت ليلى تسأل كل من تراه عن حسام لم يكن أحد يعلم عنه أي خبر مرت سنه وأيقن الجميع أن حسام لن يعود أبدا
وذات مرت إمرأه عجوز بالمنزل وأخبرتهم أنهم لو ختمو القرآن في يوم واحد فأنهم سيحصلون على خبر عنه ولم يكن هناك فرد في العائله يجيد القرائه عندها قرأت ليلى نصف القران وقرأت زوجة حسام النصف الاخر رغم ذلك لم يحصلو على اي خبر وايقنو أنه أستشهد فقد عاد كل الجنود والجرحى وجنائز الشهداء كانت تمر على الحي من آن لآن وخلال فترة ليست بقصيره لم يشم أحد طعم الفرح كانت أم حسام قد إعتادت على البكاء كانت تصرح كانت تقول أين ولدي هل من شخص يحضر لي قطعة من عظامه و بناتها أيضا وزوجة حسام لم تكن أفضل حالا منهن أما ليلى فقد كانت مختلفة عن الجميع أتخيل منظرها فتاة في الثالثة عشر من عمرها تجلس خلف الباب وتمسك بقميص حسام وتبك بكل هدوء و حرقه مرت تلك الشهور الحزينه وتعاقبت تلك السنين العجاف وكبرت ليلى وتخرجت من الجامعه و أصبحت مدرسة و تزوجت ثم توفيت والدتها ثم توفي والدها ومرت الايام و أصبحت أما لخمس أطفال أربع حسنات ونعه واحده وهي لا تزال الان تتصفح مع ابنتها مجلات العربي التي كان حسام مدماً على قرائتها وهي لا تزال بأنتظار اليوم الذي تُطرق فيه الباب لتفتحها وترى رجلا يغطي الشيب معظم رأسه لينظر إليها ويعانقها وهي في ذهول ليقول لها ألم تعلمي من أنا
................ أنا حسام.
هذه أول قصه أكتبها في حياتي كتبتها بتاريخ 10/4/2015
تعليق