بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم
يطلق العيد على كل يوم يجمع الناس عامة ، و أصله من العود لأنه يعود كل عام و يتكرر ، و قيل معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح و السرور .
ولقد كانت الاعياد متداولة بين الامم السابقة فقد قال الله عزَّ وّ جَلَّ و هو يذكر تحاور السحرة مع فرعون : ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾ و المقصود من يوم الزينة هو يوم العيد ، فيوم العيد هو يوم الاجتماع العام الشامل .
يوم العيد يوم الاجتماع و رمز الوحدة :
الاسلام ينظر الى الاعياد بنظرة متميزة، فيرى أن العيد فرصة للاجتماع الايماني الكبير بهدف ذكر الله و إحياء السنن و ذكر الله و التوجه اليه بالدعاء و الابتهال اليه فعَنِ الامام علي بن موسى الرِّضَا (عليه السلام) : "أَنَّهُ إِنَّمَا جُعِلَ يَوْمُ الْفِطْرِ الْعِيدَ لِيَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ مُجْتَمَعاً يَجْتَمِعُونَ فِيهِ وَ يَبْرُزُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيُمَجِّدُونَهُ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْهِمْ فَيَكُونُ يَوْمَ عِيدٍ وَ يَوْمَ اجْتِمَاعٍ وَ يَوْمَ فِطْرٍ وَ يَوْمَ زَكَاةٍ وَ يَوْمَ رَغْبَةٍ وَ يَوْمَ تَضَرُّعٍ وَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ يَحِلُّ فِيهِ الْأَكْلُ وَ الشُّرْبُ ، لِأَنَّ أَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مَجْمَعٌ يَحْمَدُونَهُ فِيهِ وَ يُقَدِّسُونَهُ . . ." .
يطلق العيد على كل يوم يجمع الناس عامة ، و أصله من العود لأنه يعود كل عام و يتكرر ، و قيل معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح و السرور .
ولقد كانت الاعياد متداولة بين الامم السابقة فقد قال الله عزَّ وّ جَلَّ و هو يذكر تحاور السحرة مع فرعون : ﴿ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى * قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ﴾ و المقصود من يوم الزينة هو يوم العيد ، فيوم العيد هو يوم الاجتماع العام الشامل .
يوم العيد يوم الاجتماع و رمز الوحدة :
الاسلام ينظر الى الاعياد بنظرة متميزة، فيرى أن العيد فرصة للاجتماع الايماني الكبير بهدف ذكر الله و إحياء السنن و ذكر الله و التوجه اليه بالدعاء و الابتهال اليه فعَنِ الامام علي بن موسى الرِّضَا (عليه السلام) : "أَنَّهُ إِنَّمَا جُعِلَ يَوْمُ الْفِطْرِ الْعِيدَ لِيَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ مُجْتَمَعاً يَجْتَمِعُونَ فِيهِ وَ يَبْرُزُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيُمَجِّدُونَهُ عَلَى مَا مَنَّ عَلَيْهِمْ فَيَكُونُ يَوْمَ عِيدٍ وَ يَوْمَ اجْتِمَاعٍ وَ يَوْمَ فِطْرٍ وَ يَوْمَ زَكَاةٍ وَ يَوْمَ رَغْبَةٍ وَ يَوْمَ تَضَرُّعٍ وَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ يَحِلُّ فِيهِ الْأَكْلُ وَ الشُّرْبُ ، لِأَنَّ أَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْحَقِّ شَهْرُ رَمَضَانَ فَأَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مَجْمَعٌ يَحْمَدُونَهُ فِيهِ وَ يُقَدِّسُونَهُ . . ." .
و لقد صرَّح الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأن يوم العيد هو يوم الذكر و الدعاء في خطبته التي أوردها في يوم الجمعة بإعتباره يوم عيد قائلاً: "... أَلَا إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ عِيداً، وَ هُوَ سَيِّدُ أَيَّامِكُمْ وَ أَفْضَلُ أَعْيَادِكُمْ، وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِالسَّعْيِ فِيهِ إِلَى ذِكْرِهِ فَلْتَعْظُمْ رَغْبَتُكُمْ فِيهِ وَ لْتَخْلُصْ نِيَّتُكُمْ فِيهِ، وَ أَكْثِرُوا فِيهِ التَّضَرُّعَ وَ الدُّعَاءَ وَ مَسْأَلَةَ الرَّحْمَةِ وَ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَسْتَجِيبُ لِكُلِّ مَنْ دَعَاهُ وَ يُورِدُ النَّارَ مَنْ عَصَاهُ وَ كُلَّ مُسْتَكْبِرٍ عَنْ عِبَادَتِهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: ﴿ ... ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ ، وَ فِيهِ سَاعَةٌ مُبَارَكَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ فِيهَا شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ ..."
ما هي النظرة القرآنية إلى العيد ؟
القرآن الكريم ينظر إلى الاعياد التي يعترف بها على أنها من أيام الله و أنها من أبرز مظاهر العبودية حيث يجتمع فيها الناس على طاعة الله و مرضاته ، و لذا نجد أن القرآن عندما يذكر العيد يهتم ببيان موضع الخطأ في فهم الناس ليوم العيد فيصحح الخطأ .
قال تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... ﴾ ؟
﴿ ... قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ .
﴿ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ .
﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ .
﴿ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ .
نلاحظ كيف أن الحواريين رغم قربهم للنبي عيسى ( عليه السلام ) كانوا بعيديين عن روح الديانة الالهية ، ذلك لأن الله سبحانه و تعالى ينزل من السماء الآيات و الكتب لتكون دستوراً للناس يضمن لهم سعادة الدنيا و الاخرة ، إلا أن الحواريين طلبوا من المسيح أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، و جعلوا القصد من ذلك الأكل منها ، و لاطمئنان قلوبهم بصدق النبي عيسى و الحال أنهم كانوا يدعون الناس إلى اتباع المسيح !
هذا مضافاً إلى ملاحظات أخرى منها أن تعبيرهم لم يكن مناسباً بل فيه دلالة على عدم ايمانهم الكامل بالمسيح و برسالته ، حيث أنهم يخاطبون المسيح بكلمة " ربك " بدل " ربنا "! فلذلك نهرهم النبي عيسى و أمرهم بالتقوى ، ثم صحح أخطاءهم و لبى طلبهم لكن بقصد آخر ، فطلب من الله تعالى ، أن ينزل عليهم مائدة من السماء لتكون هذه المائدة عيداً لأولهم وآخرهم ، ﴿ ... تَكُونُ لَنَا عِيدًا ... ﴾ أي تكون ذكرى معنوية تعود عليهم بالخير و البركة كلما تتجد هذه الذكرى في كل عام ، لانها حركة رسالية و آية من آيات الله عز و جل .
هل يوم العيد يوم فرح و زينة و ابتهاج ؟
مما يؤسف له أن الاعياد الإسلامية تحولت في مجتمعنا الاسلامي من مناسبات روحانية و عبادية تجمع الناس بعضهم إلى بعض و ترص صفوفهم لمواجهة مشاكل الامة الواحدة بروح الاخوة و الكرامة و التعاون إلى مناسبات تطغى عليها مظاهر الزينة و التفاخر و الأكل و الشرب و الاسراف و الترف ، بل إلى مناسبات لهوية لفعل المنكرات خلافاً لفلسفة تشريع الاعياد.
إن الإمام علي ( عليه السلام ) قال في بعض الاعياد : "إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَ شَكَرَ قِيَامَهُ ، وَ كُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ" .
يوم عيد الفطر يوم توزيع الجوائز :
إنما يفرح في يوم العيد من غُفر له فيعيش حلاوة المغفرة الإلهية ، و يستلم جوائز الرحمن الرحيم .
قال العلامة المجلسي : فَإِذَا صَارَتْ لَيْلَةُ عِيدِ الْفِطْرِ وَ تُسَمَّى لَيْلَةَ مَنْحِ الْجَوَائِزِ ، يُكَافِئُ اللَّهُ تَعَالَى الْعَامِلِينَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ بِلَا حِسَاب .
وَ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْفِطْرِ نَادَى مُنَادٍ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ .
أما من لم يُغفر له فأنى له أن يفرح و يمرح ، و قد قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في خطبته المعروفة التي أدلى بها في الجمعة التي سبقت شهر رمضان : " فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ" .
اذن فمن لم يغفر له و لم يستلم الجائزة كيف يفرح !
كيف كان ائمة اهل البيت ع في مناسبة العيد ؟
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ( عليهما السلام ) قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليهما السلام ) يُحْيِي لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطَرِ بِصَلَاةٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَ يَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ وَ يَقُولُ يَا بُنَيَّ مَا هِيَ بِدُونِ لَيْلَةٍ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) "مَن أحیا لَیلةَ العِیدِ ولَیلةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، لَم یَمُتْ قَلبُهُ یَومَ تَموتُ القُلوبُ" .
خطبة الامام أمير المؤمنين(عليه السلام) في عيد الفطر:ما هي النظرة القرآنية إلى العيد ؟
القرآن الكريم ينظر إلى الاعياد التي يعترف بها على أنها من أيام الله و أنها من أبرز مظاهر العبودية حيث يجتمع فيها الناس على طاعة الله و مرضاته ، و لذا نجد أن القرآن عندما يذكر العيد يهتم ببيان موضع الخطأ في فهم الناس ليوم العيد فيصحح الخطأ .
قال تعالى : ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... ﴾ ؟
﴿ ... قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ .
﴿ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ .
﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ .
﴿ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ .
نلاحظ كيف أن الحواريين رغم قربهم للنبي عيسى ( عليه السلام ) كانوا بعيديين عن روح الديانة الالهية ، ذلك لأن الله سبحانه و تعالى ينزل من السماء الآيات و الكتب لتكون دستوراً للناس يضمن لهم سعادة الدنيا و الاخرة ، إلا أن الحواريين طلبوا من المسيح أن ينزل عليهم مائدة من السماء ، و جعلوا القصد من ذلك الأكل منها ، و لاطمئنان قلوبهم بصدق النبي عيسى و الحال أنهم كانوا يدعون الناس إلى اتباع المسيح !
هذا مضافاً إلى ملاحظات أخرى منها أن تعبيرهم لم يكن مناسباً بل فيه دلالة على عدم ايمانهم الكامل بالمسيح و برسالته ، حيث أنهم يخاطبون المسيح بكلمة " ربك " بدل " ربنا "! فلذلك نهرهم النبي عيسى و أمرهم بالتقوى ، ثم صحح أخطاءهم و لبى طلبهم لكن بقصد آخر ، فطلب من الله تعالى ، أن ينزل عليهم مائدة من السماء لتكون هذه المائدة عيداً لأولهم وآخرهم ، ﴿ ... تَكُونُ لَنَا عِيدًا ... ﴾ أي تكون ذكرى معنوية تعود عليهم بالخير و البركة كلما تتجد هذه الذكرى في كل عام ، لانها حركة رسالية و آية من آيات الله عز و جل .
هل يوم العيد يوم فرح و زينة و ابتهاج ؟
مما يؤسف له أن الاعياد الإسلامية تحولت في مجتمعنا الاسلامي من مناسبات روحانية و عبادية تجمع الناس بعضهم إلى بعض و ترص صفوفهم لمواجهة مشاكل الامة الواحدة بروح الاخوة و الكرامة و التعاون إلى مناسبات تطغى عليها مظاهر الزينة و التفاخر و الأكل و الشرب و الاسراف و الترف ، بل إلى مناسبات لهوية لفعل المنكرات خلافاً لفلسفة تشريع الاعياد.
إن الإمام علي ( عليه السلام ) قال في بعض الاعياد : "إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَ شَكَرَ قِيَامَهُ ، وَ كُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ" .
يوم عيد الفطر يوم توزيع الجوائز :
إنما يفرح في يوم العيد من غُفر له فيعيش حلاوة المغفرة الإلهية ، و يستلم جوائز الرحمن الرحيم .
قال العلامة المجلسي : فَإِذَا صَارَتْ لَيْلَةُ عِيدِ الْفِطْرِ وَ تُسَمَّى لَيْلَةَ مَنْحِ الْجَوَائِزِ ، يُكَافِئُ اللَّهُ تَعَالَى الْعَامِلِينَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ بِلَا حِسَاب .
وَ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا كَانَ صَبِيحَةُ يَوْمِ الْفِطْرِ نَادَى مُنَادٍ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ .
أما من لم يُغفر له فأنى له أن يفرح و يمرح ، و قد قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في خطبته المعروفة التي أدلى بها في الجمعة التي سبقت شهر رمضان : " فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ" .
اذن فمن لم يغفر له و لم يستلم الجائزة كيف يفرح !
كيف كان ائمة اهل البيت ع في مناسبة العيد ؟
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ( عليهما السلام ) قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليهما السلام ) يُحْيِي لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطَرِ بِصَلَاةٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَ يَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ فِي الْمَسْجِدِ وَ يَقُولُ يَا بُنَيَّ مَا هِيَ بِدُونِ لَيْلَةٍ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ .
و قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) "مَن أحیا لَیلةَ العِیدِ ولَیلةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، لَم یَمُتْ قَلبُهُ یَومَ تَموتُ القُلوبُ" .
عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ (عليهم السلام) قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) لِلنَّاسِ يَوْمَ الْفِطْرِ فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ يُثَابُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ وَ يَخْسرُ فِيهِ الْمُسِيئُونَ، وَ هُوَ أَشْبَهُ يَوْمٍ بِيَوْمِ قِيَامَتِكُمْ، فَاذْكُرُوا بِخُرُوجِكُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ إِلَى مُصَلَّاكُمْ خُرُوجَكُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّكُمْ، وَ اذْكُرُوا بِوُقُوفِكُمْ فِي مُصَلَّاكُمْ وُقُوفَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكُمْ، وَ اذْكُرُوا بِرُجُوعِكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ رُجُوعَكُمْ إِلَى مَنَازِلِكُمْ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ.
وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَدْنَى مَا لِلصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ أَنْ يُنَادِيَهُمْ مَلَكٌ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَبْشِرُوا عِبَادَ اللَّهِ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ فِيمَا تَسْتَأْنِفُون" .
تعليق