قالَ الجهُولُ بما يَقولُ مُعاتِباً
لمَ تُكثرُ اللعنَ الذي لا ينفعُ
لَعْنُ [ الأعادي ] إنْ يجُزْ فالتَّركُ أولى
منهُ بلْ هوَ في اعتقادي أورعُ
فسألتُهُ مستفسراً عنْ قصدِهِ
تعني مخافةَ قومِهمْ أن يسمعوا ؟!
وأجابْ بلْ أعني الأعمَّ لأنَّ ترْكَ
اللَّعن للمرءِ المهذَّب أرْفَعُ
ثغري تبسَّمَ والفؤادُ بهِ ذَكَتْ
نارُ التحسُّر ثمَّ راحتْ تلذَعُ
قلتُ استمعْ لمقالتي مُتعقِّلاً
سـأُريكَ بُرهاناً كشمسٍ تسْطعُ
أُتلُ الكتابَ تجدْهُ نصَّاً بيِّنَـاً
كالنَّجمِ في وَسْطِ الدياجي يلمعُ
لَعَنَ الإلهُ الظالمينَ وتارةً
لعَنَ الذي عنْ أمرهِ يتسكَّعُ
أَتَـرى بأنَّ الله أخطـَأ حينَها
وفطِنتَ أنتَ لحكمةٍ يا ألمعُ ؟!
أولَم يَردْ لعنُ النبيِّ لمنْ تخلَّفَ
عنْ أُسامةَ أم تُرى لم يسمعوا ؟!
هَذا وفي الكَافي الشَّريفِ روَايةً
لا يَستَسيغُ مَذاقَها المُتَضَعْضِعُ
عَنْ صادِقِ الأطهارِ جَعْفَر إنَّهُ
قَدْ كانَ بعدَ صَلاتِهِ يتضَرَّعُ
للهِ في لعْن الثَّمانيةِ الأُوْلى
ظُلمَ النَّبيِّ وآلهِ قدْ أبدَعوا
قُلْ لِلَّذي في لَعْنِهم مُتّورِّعُ
إنِّـي أشُــكُّ بأنَّـهُ يَتَـشَيــَّعُ [1]
-----------------------------------
[1] ديوان مرآة الشعور ص325 - 326
تعليق