معجزة رد الشمس للامام علي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أن معجزة رد الشمس لِـ علي (عليه السلام) تدخل في دائرة الألطاف والرعاية الإلهية، من حيث إنها تيسر عليهم قبول إمامة أمير المؤمنين، وسيد الوصيين (عليه السلام)
لما تظهره من مقام له عند الله، ومن محل له لديه، من حيث إنه استحق أن يستجيب الله تعالى
له إذا دعاه،
وذلك لشدة انقياده (عليه السلام) له تعالى، وظهور عبوديته وطاعته حتى إن الشمس حين دعاها على قاعدة: (عبدي أطعني تكن مثلي).
وفي بعض الروايات: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) إذا طلب من الله أن يعيدها له، فإنه يجيبه.
أضف إلى ذلك: أن رد الشمس هو من موارد إعمال الولاية التكوينية، تماماً، كما جاء الذي عنده علم من الكتاب بعرش بلقيس من اليمن، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.
ونحن قد خصصنا بحثنا هذا بهذه المعجزة بالذات، من أجل النظر فيما أثير حولها من شبهات، وما تداولوه من إشكالات، فنقول، ونتوكل على خير مأمول، وأكرم مسؤول.
حادثة رد الشمس:
إن حادثة رد الشمس قد تكررت في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) وبعده، مرات كثيرة استطاع ابن عباس أن يفصح عن مرتين فقط مما جرى.
ولكن الشيخ جعفر كاشف الغطاء قال: (وحديث رد الشمس عليه بعد الغروب مرة أو مرتين: وروي ستين مرة)
وقال: (ودعا برد الشمس، فردت مرتين. وروي ستون مرة)
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام: أنه قال لأبي بصير: (ردت له مرة عندنا بِـ المدينة، ومرتين عندكم بالعراق)
ولعله (عليه السلام) يقصد المرات التي رأى الناس، وخصوصاً المعاندون فيها ذلك.. دون ما سواها مما أخبر عنه النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام المعصوم (عليه السلام).
رواة حديث رد الشمس:
قد روي هذا الحديث عن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) فراجع مصادر الشيعة الأبرار مثل البحار، وغيره..
وروي أيضاً عن ثلاثة عشر صحابياً، اثنا عشر منهم وردت روايتهم في مصادر أهل السنة، وهم: أمير المؤمنين (عليه السلام)، والإمام الحسين (عليه السلام)،
وأسماء بنت عميس، وأبو هريرة، وأبو ذر، وأم هانئ، وعبد خير، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وسلمان، وأنس، وأبو رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
مواضع ردت فيها الشمس أو حبست لعلي (عليه السلام)
ونحن نشير هنا إلى بعض ما ورد من ذلك، فَـ نقول:
في منزل الرسول (صلّى الله عليه وآله):
ذكر العياشي:
أن علياً (عليه السلام) دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه، وقد أغمي عليه، ورأسه في حجر جبرئيل، وجبرئيل في صورة دحية الكلبي، فقال له جبرئيل:
دونك رأس ابن عمك، فأنت أحق به مني؛ لأن الله تعالى يقول: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}.. ثم ذكر القضية
وعن ابن مردويه، عن أسماء بنت عميس، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبي سعيد الخدري، والحسين بن علي (رضي الله عنهم): أن النبي (صلى الله عليه وآله)
كان ذات يوم في منزله، وعلي بين يديه، إذ جاء جبرئيل يناجيه عن الله عز وجل.
فلما تغشاه الوحي توسد فخذ علي، ولم يرفع حتى غابت الشمس، فصلى العصر جالساً،
يومئ لِـ ركوعه وسجوده إيماءً.
فلما أفاق قال لعلي: أفاتتك صلاة العصر؟
فقال: صليتها إيماءً. أو قال: لم أستطع أن أصليها قائماً لمكانك يا رسول الله،
والحال التي كنت عليها في استماع الوحي.
فقال: ادع الله حتى يرد عليك الشمس حتى تصليها قائماً في وقتها، كما فاتتك، فإن الله يجيبك؛
لطاعتك لله ورسوله.
فسأل الله في ردها، فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر، فصلاها،
ثم غربت الخ..
وفي نص آخر، لهذه القضية قالت أسماء: حتى بلغت الشمس حجرتي، ونصف المسجد.
وفي نص آخر قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحجر، أو نصف حجرتي
وفي نص آخر عنها أنها قالت: كان (صلى الله عليه وآله)
في هذا المكان ومعه علي، إذ أغمي عليه الخ..
والمقصود بالإغماء هنا: برحاء الوحي، كما دلت عليه سائر الروايات.
يوم بدر:
عن أنس قال: أعطي علي بن أبي طالب خمس خصال، رأيتهن، لم يعطها أحد قبله:
رد له الشمس يوم بدر، حيث اشتغلوا بالغنائم
في مشربة:
عن جعفر، عن أبيه، قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي وهو نائم في مشربة،
فضربه برجله، فاستيقظ، فقال: يا علي صليت العصر؟
قال: لا. وقد كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله)
اللهم احبسها عليه. قال: وكتب (وحبست)
ونحن لا نستطيع القبول بقوله: (فضربه برجله) فإن ذلك لا يناسب أدب رسول الله
(صلى الله عليه وآله).. ولعل الصحيح هو أنه حرك علياً (عليه السلام) برجله؛
لأن تحريك رجل نائم يجعله يستيقظ هادئاً غير مذعور.
ولكن ذلك لا يضر بأصل الحدث، فإن بطلان الخصوصية لا يبطل الرواية بمجموعها.
في الصهباء في غزوة خيبر:
روى حديث رد الشمس في خيبر عدد من الحفاظ، وفي الكثير من المصادر فراجع
المصدر ..
كتاب رّد الشّمس لِـ علي (عليه السلام)
لـِ السيد جعفر مرتضى العاملي