بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينظر القرآن الكريم إلى المرأة على أنّها مستقلّة في مجال الفكر والمعرفة، فأعطاها استقلالها في المعرفة، ونظر إليها على أنّها صاحبة رأي وحكمة.
وهذا يمكن معرفته من تجربة بلقيس بنت شرحبيل (ملكة اليمن)، التي عرض القرآن لنا تجربتها على أنّها تجربة إنسانية قابلة لأن تكون مورداً للتأسي والاقتداء، وقد نظر القرآن لها بعين الرضى والقبول حيث لم يقابلها بالنقد والتجريح.
فقد كانت حكمة بلقيس قد تجلّت في استشارتها لمجلسها الذي شكّلته من عدد أفراد القبائل التي كانت ساكنة باليمن، وفي خضوعها للحقّ من دون مكابرة عندما بيّن لها أن الذي يدعوها للدخول في الدين الجديد هو نبي من أنبياء الله تعالى، فقد قال تعالى على لسان بلقيس: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴾ ، فهي الملكة والأمر أمرها ولكن لم تتخذ قراراً إلاّ بعد التشاور.
وقد كان قرار المجلس يميل إلى الحرب إذ قالوا لها:﴿ ... نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ﴾ ، ولكنّها كانت تعلم ﴿ ... إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ... ﴾ فاختارت أن تعرف نوايا صاحب الرسالة (سليمان) هل هو من الملوك الظلمة، فإنّه سيفرح بهدية تهديها له هذه الملكة ويكفّ عنها، وإن لم يكفّ فهم قادرون على مقابلته، وإن كان هو من الأنبياء فسوف يردّ الهدية، ولا يرضى إلاّ بدخولهم في طاعته، والنبي لا طاقة للملكة في مقابلته، ولذا صمّمت على إرسال الهدية له ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾ .
ولكن عندما علمت أنّه لم يقبل الهدية حيث كان الجواب: ﴿ ... فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ وهنا علمت بلقيس إنّ هذا الذي يدعوها للدخول في طاعته وقبول رسالته هو نبيّ من أنبياء الله، وهي وقومها لاطاقة لهم في مقابلة النبيّ، فصمّمت على الارتحال إلى سليمان وقالت: ﴿ ... إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فاعترفت بالخطأ الذي كانت عليه وأقرّت بالإيمان بكلّ شجاعة.
فالقرآن حينما يسجّل لنا هذه التجربة الإنسانية، يريد أن يوضّح لنا موقفه من المرأة التي كانت حكيمة وعالمة، وحيث لم يقابل هذه التجربة بالنقد والتجريح نفهم أن القرآن الكريم يُجيز للمرأة أن تكون قائدة لاُمّة إذا كانت عالمة وقادرة على قيادة هذه الاُمة بالتدبّر والتفكّر والحكمة والعلم.
إلى هنا تبيّن لنا أنّ المرأة تتمكّن أن تواجه الضغط العائلي كما واجهته آسية زوجة فرعون في صمودها على إيمانها وعبادتها، وتتمكّن أن تواجه الضغط الاجتماعي كذلك كما واجهته مريم بنت عمران وآمنت بالله وعبدته رغم انحراف مجتمعها عن الحقّ والعدل، وتتمكّن أن تكون صاحبة عقل وفكر وحكمة وعلم كما في بلقيس.
فالمرأة إذن يمكن أن تكون مثالاً للالتزام والتديّن بما تعتقد به، ومثالاً للحكمة والعلم والسموّ العقلي، فهي متكاملة وليست ناقصةً متدنيةً عن الرجال كما يريد أن يصوّرها لنا الآخرون.
قد يقال: إنّ ما ذكره القرآن في قصة آسية زوجة فرعون ومريم بنت عمران وبلقيس، لا يمكن أن يكون هو القاعدة وهو الفطرة في صنف النساء، بل هذه النساء استثنيت من النساء نتيجة الاصطفاء الإلهي، فلايمكن أن يقاس عليها غيرها من النساء.
الجواب: إنّ هذه النساء التي تقدّم الكلام عنها، وكذا بقية النساء التي لها الأثر في تاريخ مسيرة النبوّة الخاتمة نبوّة نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) كخديجة وفاطمة وغيرهما من النساء البارزات والمميّزات، لم يرد النصّ بالاصطفاء في أيّهم سوى السيّدة مريم (أم عيسى).
واصطفاء السيّدة مريم لم يكن بمعنى تمييزها عن سائر النساء بمواهب وكفاءات تماثل فيها الرجال، وتفوق بها النساء، بل الاصطفاء هنا بمعنى آخر، إذ قالت الآية الكريمة: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ .
وقد ذكر المفسّرون أنّ المراد من الاصطفاء الأوّل في الآية: هو تفريغها للعبادة والخدمة في الهيكل، بعد استثنائها من الحظر المفروض على النساء في هذا الشأن، وذلك استجابة لنذر أُمّها بتحرير حملها للعبادة المحكي في قوله تعالى: ﴿ ... رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ... ﴾ .
والاصطفاء الثاني: هو اختيارها لولادة عيسى (عليه السلام) الإعجازية.
فالاصطفاء الأوّل: هو استجابة لدعاء وعوناً على التقوى لإعدادها لموضوع الاصطفاء الثاني، وهو الحمل الإعجازي.
إذن السيّدة مريم لا تتميّز عن سائر النساء في سائر حالاتها وشؤونها الإنسانية، فالمرأة بحسب إنسانيّتها وخلقتها الأصليّة قابلة لتولّي المهام في الحياة العامة كالرجل، فهي كاملة وليست ناقصة ومتدنية عن الرجال في الأعمال العامة إذا سنحت لها الفرصة والتربية والتمرين على ذلك.
نعم، هناك اصطفاء عام للرجال والنساء ذكره القرآن في موارد ثلاثة:
1 ـ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ .
2 ـ قال تعالى: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ... ﴾ .
3 ـ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾
وهذه الآية الثالثة تصرّح بأنّ الاصطفاء لا يعني حتميّة التمييز ; لأنّ في هؤلاء المصطفين من لم يعمل بالكتاب وانحرف عن نهج الله.
إذن سيكون معنى الاصطفاء هو الاختيار للمهمة والمعونة عليها، ولكنّ الأمر في انجاز المهمة متروك لإرادة الإنسان واختياره، فلايكون الاصطفاء بمعنى التغيير في حالات النساء والشؤون الإنسانية.
ملاحظة: إنّ الهدف من القصص في القرآن هو التعليم بذكر القدوة العملية في مجال الخير، وذكر أمثلة الانحراف والشرّ للتحذير منها. اذن هي أمثلة للعمل والاتباع، وليست لمجرّد المعرفة البشرية أو لتوثيق التاريخ أو للتسلية.
اذن يمكن القول: إنّ القصص القرآني يكشف عن مباديء ثابتة في الشريعة الإسلامية، يمكن للفقيه أن يأخذها في اعتباره عند البحث عن الحكم الشرعي أو الاستدلال عليه في مقام الاجتهاد والاستنباط.
وعليه ستكون نظرة القرآن للمرأة هي المرجع في فهم النصوص التشريعية وتفسيرها، فلاحظ .
ينظر القرآن الكريم إلى المرأة على أنّها مستقلّة في مجال الفكر والمعرفة، فأعطاها استقلالها في المعرفة، ونظر إليها على أنّها صاحبة رأي وحكمة.
وهذا يمكن معرفته من تجربة بلقيس بنت شرحبيل (ملكة اليمن)، التي عرض القرآن لنا تجربتها على أنّها تجربة إنسانية قابلة لأن تكون مورداً للتأسي والاقتداء، وقد نظر القرآن لها بعين الرضى والقبول حيث لم يقابلها بالنقد والتجريح.
فقد كانت حكمة بلقيس قد تجلّت في استشارتها لمجلسها الذي شكّلته من عدد أفراد القبائل التي كانت ساكنة باليمن، وفي خضوعها للحقّ من دون مكابرة عندما بيّن لها أن الذي يدعوها للدخول في الدين الجديد هو نبي من أنبياء الله تعالى، فقد قال تعالى على لسان بلقيس: ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴾ ، فهي الملكة والأمر أمرها ولكن لم تتخذ قراراً إلاّ بعد التشاور.
وقد كان قرار المجلس يميل إلى الحرب إذ قالوا لها:﴿ ... نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ... ﴾ ، ولكنّها كانت تعلم ﴿ ... إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ... ﴾ فاختارت أن تعرف نوايا صاحب الرسالة (سليمان) هل هو من الملوك الظلمة، فإنّه سيفرح بهدية تهديها له هذه الملكة ويكفّ عنها، وإن لم يكفّ فهم قادرون على مقابلته، وإن كان هو من الأنبياء فسوف يردّ الهدية، ولا يرضى إلاّ بدخولهم في طاعته، والنبي لا طاقة للملكة في مقابلته، ولذا صمّمت على إرسال الهدية له ﴿ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾ .
ولكن عندما علمت أنّه لم يقبل الهدية حيث كان الجواب: ﴿ ... فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ وهنا علمت بلقيس إنّ هذا الذي يدعوها للدخول في طاعته وقبول رسالته هو نبيّ من أنبياء الله، وهي وقومها لاطاقة لهم في مقابلة النبيّ، فصمّمت على الارتحال إلى سليمان وقالت: ﴿ ... إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فاعترفت بالخطأ الذي كانت عليه وأقرّت بالإيمان بكلّ شجاعة.
فالقرآن حينما يسجّل لنا هذه التجربة الإنسانية، يريد أن يوضّح لنا موقفه من المرأة التي كانت حكيمة وعالمة، وحيث لم يقابل هذه التجربة بالنقد والتجريح نفهم أن القرآن الكريم يُجيز للمرأة أن تكون قائدة لاُمّة إذا كانت عالمة وقادرة على قيادة هذه الاُمة بالتدبّر والتفكّر والحكمة والعلم.
إلى هنا تبيّن لنا أنّ المرأة تتمكّن أن تواجه الضغط العائلي كما واجهته آسية زوجة فرعون في صمودها على إيمانها وعبادتها، وتتمكّن أن تواجه الضغط الاجتماعي كذلك كما واجهته مريم بنت عمران وآمنت بالله وعبدته رغم انحراف مجتمعها عن الحقّ والعدل، وتتمكّن أن تكون صاحبة عقل وفكر وحكمة وعلم كما في بلقيس.
فالمرأة إذن يمكن أن تكون مثالاً للالتزام والتديّن بما تعتقد به، ومثالاً للحكمة والعلم والسموّ العقلي، فهي متكاملة وليست ناقصةً متدنيةً عن الرجال كما يريد أن يصوّرها لنا الآخرون.
قد يقال: إنّ ما ذكره القرآن في قصة آسية زوجة فرعون ومريم بنت عمران وبلقيس، لا يمكن أن يكون هو القاعدة وهو الفطرة في صنف النساء، بل هذه النساء استثنيت من النساء نتيجة الاصطفاء الإلهي، فلايمكن أن يقاس عليها غيرها من النساء.
الجواب: إنّ هذه النساء التي تقدّم الكلام عنها، وكذا بقية النساء التي لها الأثر في تاريخ مسيرة النبوّة الخاتمة نبوّة نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) كخديجة وفاطمة وغيرهما من النساء البارزات والمميّزات، لم يرد النصّ بالاصطفاء في أيّهم سوى السيّدة مريم (أم عيسى).
واصطفاء السيّدة مريم لم يكن بمعنى تمييزها عن سائر النساء بمواهب وكفاءات تماثل فيها الرجال، وتفوق بها النساء، بل الاصطفاء هنا بمعنى آخر، إذ قالت الآية الكريمة: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ .
وقد ذكر المفسّرون أنّ المراد من الاصطفاء الأوّل في الآية: هو تفريغها للعبادة والخدمة في الهيكل، بعد استثنائها من الحظر المفروض على النساء في هذا الشأن، وذلك استجابة لنذر أُمّها بتحرير حملها للعبادة المحكي في قوله تعالى: ﴿ ... رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ... ﴾ .
والاصطفاء الثاني: هو اختيارها لولادة عيسى (عليه السلام) الإعجازية.
فالاصطفاء الأوّل: هو استجابة لدعاء وعوناً على التقوى لإعدادها لموضوع الاصطفاء الثاني، وهو الحمل الإعجازي.
إذن السيّدة مريم لا تتميّز عن سائر النساء في سائر حالاتها وشؤونها الإنسانية، فالمرأة بحسب إنسانيّتها وخلقتها الأصليّة قابلة لتولّي المهام في الحياة العامة كالرجل، فهي كاملة وليست ناقصة ومتدنية عن الرجال في الأعمال العامة إذا سنحت لها الفرصة والتربية والتمرين على ذلك.
نعم، هناك اصطفاء عام للرجال والنساء ذكره القرآن في موارد ثلاثة:
1 ـ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ .
2 ـ قال تعالى: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ... ﴾ .
3 ـ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾
وهذه الآية الثالثة تصرّح بأنّ الاصطفاء لا يعني حتميّة التمييز ; لأنّ في هؤلاء المصطفين من لم يعمل بالكتاب وانحرف عن نهج الله.
إذن سيكون معنى الاصطفاء هو الاختيار للمهمة والمعونة عليها، ولكنّ الأمر في انجاز المهمة متروك لإرادة الإنسان واختياره، فلايكون الاصطفاء بمعنى التغيير في حالات النساء والشؤون الإنسانية.
ملاحظة: إنّ الهدف من القصص في القرآن هو التعليم بذكر القدوة العملية في مجال الخير، وذكر أمثلة الانحراف والشرّ للتحذير منها. اذن هي أمثلة للعمل والاتباع، وليست لمجرّد المعرفة البشرية أو لتوثيق التاريخ أو للتسلية.
اذن يمكن القول: إنّ القصص القرآني يكشف عن مباديء ثابتة في الشريعة الإسلامية، يمكن للفقيه أن يأخذها في اعتباره عند البحث عن الحكم الشرعي أو الاستدلال عليه في مقام الاجتهاد والاستنباط.
وعليه ستكون نظرة القرآن للمرأة هي المرجع في فهم النصوص التشريعية وتفسيرها، فلاحظ .
تعليق