مجمل أدوارها مع الحجاب:
نجد في يومنا الحاضر وللأسف الشديد أن هناك بعض النساء أو الشابات اللواتي عندما تتعدد أدوارهنّ أو يخرجنَ إلى العمل أو التسوق
أو السفر, أول ما يتنازلنَ عنه هو حجابهنّ أو بعضه, في حين أن السيدة الطاهرة (صلوات الله تعالى عليها) في كلّ الأدوار
التي ذكرناها سابقاً التي كانت تؤديها اعتنت بمسألة حجابها, فعند سؤال رسول الله صلى الله عليه واله لها عن أيّ شي خير للمرأة؟
كان جواب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: "أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل..".(1)
زيادةً على رواية الإمام علي عليه السلام إذ قال: استأذن أعمى على فاطمة عليها السلام فحجبته، فقال رسول الله صلى الله عليه واله لها:
"لِمَ حجبتيه وهو لا يراك؟" فقالت عليها السلام: "إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح". فقال رسول الله صلى الله عليه واله:
"أشهد أنك بضعة مني".(2)
وفي أحداث الخطبة الفدكية في المسجد النبوي وردت عدة ملاحظات منها: أنه لما أجمع أبو بكر وعمر على منع فاطمة عليها السلام فدكاً,
وبلغها ذلك, لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها, ما تخرم مشيتها مشية
رسول اللّه صلى الله عليه واله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة(3).(4)
وأنها كانت تتوسط جمع النسوة اللاتي رافقنها، مرتدية عباءة غطت جميع أجزاء جسدها الشريف وأثواباً طويلة تستر أقدامها حتى تطأ عليها,
بشكل لا يمكن تشخيصها أو تمييزها، ثم ألقت خطبتها من وراء الستر.
وختمتها السيدة الطاهرة (صلوات الله تعالى عليها) بالستر والحجاب حتى بعد مماتها, عندما أرادت ستراً لها عند الموت لجريان العادة
على وضع الميت على خشبة ويُغطى بملاءة, فتظهر ملامح جسده, فأفرحها رأي السيدة أسماء بنت عميس (رضي الله عنها)
في تهيئة نعش لها من الجريد يستر جسدها الشريف, فضربت لنا النموذج الأكمل للمرأة مع الحجاب.
...........................
(1)بحار الأنوار: ج43، ص84.
(2)بحار الأنوار: ج43، ص91.
(3)نيطت: علّقت، وناط الشيء: علّقه، والملاءة الإزار.
(4)الاحتجاج: ج1، ص127.
العلوية رفاه مهدي علي
ماجستير علم نفس تربوي
تم نشره في المجلة العدد85
تعليق