إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حب ٌأساسه على رمــال الاهواء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حب ٌأساسه على رمــال الاهواء

    بسم الله
    "
    "

    لعل ما يميز العلاقة الزوجية هو " الحُب " في كل اشكاله ومستوياته ..ولعل تلك الرابطة الجَعلية والتي يُطلق عليها الخالق العزيز ( المودة ) هي من فطريات الكيان الزوجي الذي يحقق الانجذاب الانساني من جهة والانجذاب العاطفي والغريزي من جهة اخرى لتتعمق العلاقة وتمتد عبر تيار الزمن…
    ولكن هذه العِلقة المقدسة لا يعني ان تكون حجابا عن تشخيص اخطأ الشريك ، فالزوجة التي تتصور انها امتلكت قلب زوجها فهي تكثر من الطلبات ولكن من موقع التسلط على عاطفة ومشاعر زوجها فترهقه بالطلبات وهو يخشى زعلها ان لم يستجيب…
    والزوجة التي تخرج بمكياجها وكحلتها وبنطالها وحجابها المزكرش وعطرها الآخّاذ… وهو يجاملها ويسحق على غيرته وكرامته ودينه هذه الزوجة لم تقدر ذلك الحب الذي يتوهج في قلب زوجها وعليه ان يترك العاطفة جانبا ويسحق هواه ويردعها ويمنعها من تبرجها وحجابها الغير شرعي…
    وعلى الزوج ان يكون حازما وصارما بان لا يفسح المجال امام ميوعة زوجته وتبذلها وانجرارها خلف نمط التواصل مع الذكور من ابناء رحمها بحجة انه مثل اخوها فتتبادل النظرات والكلام المعسول والاحاديث الغير مهذبة والتي لا حدود فيها ..واذا ما نهاها زوجها عن هذا السلوك ، ارجعت عليه كلامه بلسان سليط واتهمته بالرجعية والتخلف وعدم الانفتاح والتطور…
    ايها الزوج الكريم :
    لا يحجبك حبك لزوجتك عن ان تصدها عن المعاصي وهتك الحجاب الشرعي…
    ايها الزوج ان خروج زوجتك امامك بمكياجها وملابسها الغير


    شرعية انت شريك معها في لاثم والذنب…
    فأين هي غيرتك ؟
    أين هي صيانتك ؟ وحمايتك لها ؟
    فهكذا حُب أساسه على الاهواء وهو كمن يبني منزلا على الرمال !!
    فأن رياح البلاء ستدمره لانه لم يؤسس على تقوى الله تعالى ..

    .
    … لا يكون الحُب مقدسا الا اذا كان متصلا برضا الخالق سبحانه…



    .
    شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل




  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    بوركتم مشرفنا الموقر طرحكم راق جداً ...فوالله لقد نكأتم الجرح الذي يأرقني عندما ارى مثل هذه الحالات
    اسأل الله تعالى لهم الهداية

    تعليق


    • #3

      اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

      غالبا المغلوب على أمرهم أمام زوجاتهم والذين يبررون خنوعهم باسم الحب
      كانوا قبلا متفرعنين على أخواتهم أو أمهاتهم بداعي وبدون داعي يستحق
      وجهة نظر استقيتها من المقولة: الدنيا سلف ودين وكما تدين تدان
      ولا يعني ذلك أن ما أشرت إليه يعد قاعدة

      شخصية الزوج ومدى انجراره وراء عواطفه لا عقله أثناء التعامل مع زوجته وإدارة شئون حياتهم الزوجية هو من يجعله خاتم في اصبعها كما يصفه البعض لدينا

      الشيء الذي قد يجهله أو يتجاهله الزوج هو : أن المرأة بشكل عام لا تحب الرجل الذي ترى في شخصيته ضعف ولو كان من أجلها
      أو ذاك المنقاد بسهولة ويخضع للأوامر دون أن يكون له وجهة نظر أو عديم القدرة على اتخاذ موقف جاد وحازم معها يلزمها بطاعته ويؤكد عدم الرضوخ لرغباتها مادامت في عدم رضا الله أو لا تقرب إليه سبحانه ..

      وإن أسلمنا وقلنا أنها أحبته فهي لن تشعر بالأمان الكامل معه وإن وافق على تصرفاتها وجارى هواها فهي لن تمنحه كامل ثقتها و حتى احترامها له سيكون مهزوز

      فجاذبية الرجل في رجولته والرجولة تعرف بالمواقف وأصدق المواقف يمكن الحكم فيها على شخصية الرجل هي مواقفه مع زوجته التي يفترض أنه يحبها
      وحين يقف عند مفترق طرق أحدها يؤدي إلى رضا الله والآخر رضا زوجته و يكون لزاما عليه أن يسلك أحد هذين الطريقين
      فإنه باختياره يحدد نوع الحكم الصادر عليه بما جنى هو على نفسه وما كسبت يديه ...
      وحتى إن لم تعلن محكمة الزوجة الحكم وبقي طي الكتمان إلا أنه سيقرأ نتيجته دائما في مواقفها معه أو نظرتها إليه

      ولعل الحكم في غير صالح الزوج إن كان مطيعا لزوجته منساقا لأهوائها ورغباتها من أكثر الأسباب التي جعلت الناس تشيع أن الحب يضمحل ويتلاشى "أو بالمعنى يقتل" بعد الزواج
      و الزواج بريء من هذا الذنب فالمجرم الحقيقي هو الإنسان نفسه ومدى تمسكه بعلاقته بربه و سعيه في نيل رضاه يحدد قدرة قلبه على الحب ومدى تغلل هذه العاطفة في وجدانه ورسوخها فيه بثبات دون أن تزلزلها عواصف الظروف مادام هواه مع الله ومنبع كل عاطفة أخرى قوامها رضا الله

      فالحب دائما موجود لا يزول لأن الله خلقنا به وأودعه في كل شيء خلقه وإن أضعناه فبسبب ذنوبنا وابتعادنا عن خالق الحب وواهبه
      فالابتعاد عن رضا الله يسبب اغتراب في النفس يخلق فجوة كبيرة في العلاقات الإنسانية بما فيها الزواج نفسه

      ومشكلة الإنسان أنه حين يطرح قضاياه ويعرض مشاكله - هذا إن تنبه لوقوعه في مشكلة- وبالذات الزوجية يجاهد في طلب الحل ولكنه لا يبحث خلف كواليس تلك المشاكل ليتعرف على مسبباتها الحقيقية والتي غاليا تكون مشكلة في الجذور المتوارية خلف كومة من التراكمات سواء من المغالطات أو الذنوب والتي تحتاج إلى بصيرة وتوفيق من الله لإدراكها وعلاجها بإزالة مسبباتها كي يتم تقويمها تقويما صحيحا


      مررت بالموضوع فجذبني محتواه الذي يعبر عن واقع إن لم نعايشه نراه أو نسمع به
      فما طرح هنا بات مشكلة تفشت في الكثير من الأسر بصورة أشبه ما تكون بالوباء

      أخي الكريم مشرفنا الفاضل الحاج خادم أبي الفضل عليه السلام
      وضعت يدك على جرح نازف استشرى وكاد يدك بالمجتمع ويصرعه أرضا لأنه وللأسف تخطى حدود الأسرة حين خرج زمام الأمر من يد راعيها الذي يفترض أن يقي نفسه وأهله نارا وقودها الناس والحجارة
      بسبب الابتعاد عن الله وهيمنة الغفلة وإضاعة السعادة الملازمة لرضاه سبحانه

      فشكرا جزيلا لك ولروح عطائك الطيب والقيم الذي يصب في أرض الواقع
      ويتطرق له مشيرا إلى العلاج بعد أن سلط الضوء على الأسباب والمسببات
      جزاك الله كل خير ومثوبة ووفقك وحفظك ورعاك
      ونفع بما تطرح عباده وكل من يمر بهذا العطاء

      والله يعطيك الصحة والعافية و يكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة برضاه وفي رضاه سبحانه وتعالى


      مع خالص احترامي وتقديري


      التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 23-07-2016, 01:55 AM.


      أيها الساقي لماء الحياة...
      متى نراك..؟



      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة شجون فاطمة مشاهدة المشاركة
        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
        بوركتم مشرفنا الموقر طرحكم راق جداً ...فوالله لقد نكأتم الجرح الذي يأرقني عندما ارى مثل هذه الحالات
        اسأل الله تعالى لهم الهداية




        اللهم صل علي محمد وال محمد الاطهار

        نعم اختي المحترمة الظواهر السلبية منتشرة في مجتمعنا والمؤمن واجبٌ عليه ان ينهى عنها بعد تشخيصها وان يمضي بالموعظة والحكمة مذكراً وصادعاً وصادحاً ..لعلهم ينتهون ، او يتذكرون….
        جزيل الشكر لكم ولاهتمامكم وحرصكم على دعم الحق ونصرته
        شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة

          اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

          غالبا المغلوب على أمرهم أمام زوجاتهم والذين يبررون خنوعهم باسم الحب
          كانوا قبلا متفرعنين على أخواتهم أو أمهاتهم بداعي وبدون داعي يستحق
          وجهة نظر استقيتها من المقولة: الدنيا سلف ودين وكما تدين تدان
          ولا يعني ذلك أن ما أشرت إليه يعد قاعدة

          شخصية الزوج ومدى انجراره وراء عواطفه لا عقله أثناء التعامل مع زوجته وإدارة شئون حياتهم الزوجية هو من يجعله خاتم في اصبعها كما يصفه البعض لدينا

          الشيء الذي قد يجهله أو يتجاهله الزوج هو : أن المرأة بشكل عام لا تحب الرجل الذي ترى في شخصيته ضعف ولو كان من أجلها
          أو ذاك المنقاد بسهولة ويخضع للأوامر دون أن يكون له وجهة نظر أو عديم القدرة على اتخاذ موقف جاد وحازم معها يلزمها بطاعته ويؤكد عدم الرضوخ لرغباتها مادامت في عدم رضا الله أو لا تقرب إليه سبحانه ..

          وإن أسلمنا وقلنا أنها أحبته فهي لن تشعر بالأمان الكامل معه وإن وافق على تصرفاتها وجارى هواها فهي لن تمنحه كامل ثقتها و حتى احترامها له سيكون مهزوز

          فجاذبية الرجل في رجولته والرجولة تعرف بالمواقف وأصدق المواقف يمكن الحكم فيها على شخصية الرجل هي مواقفه مع زوجته التي يفترض أنه يحبها
          وحين يقف عند مفترق طرق أحدها يؤدي إلى رضا الله والآخر رضا زوجته و يكون لزاما عليه أن يسلك أحد هذين الطريقين
          فإنه باختياره يحدد نوع الحكم الصادر عليه بما جنى هو على نفسه وما كسبت يديه ...
          وحتى إن لم تعلن محكمة الزوجة الحكم وبقي طي الكتمان إلا أنه سيقرأ نتيجته دائما في مواقفها معه أو نظرتها إليه

          ولعل الحكم في غير صالح الزوج إن كان مطيعا لزوجته منساقا لأهوائها ورغباتها من أكثر الأسباب التي جعلت الناس تشيع أن الحب يضمحل ويتلاشى "أو بالمعنى يقتل" بعد الزواج
          و الزواج بريء من هذا الذنب فالمجرم الحقيقي هو الإنسان نفسه ومدى تمسكه بعلاقته بربه و سعيه في نيل رضاه يحدد قدرة قلبه على الحب ومدى تغلل هذه العاطفة في وجدانه ورسوخها فيه بثبات دون أن تزلزلها عواصف الظروف مادام هواه مع الله ومنبع كل عاطفة أخرى قوامها رضا الله

          فالحب دائما موجود لا يزول لأن الله خلقنا به وأودعه في كل شيء خلقه وإن أضعناه فبسبب ذنوبنا وابتعادنا عن خالق الحب وواهبه
          فالابتعاد عن رضا الله يسبب اغتراب في النفس يخلق فجوة كبيرة في العلاقات الإنسانية بما فيها الزواج نفسه

          ومشكلة الإنسان أنه حين يطرح قضاياه ويعرض مشاكله - هذا إن تنبه لوقوعه في مشكلة- وبالذات الزوجية يجاهد في طلب الحل ولكنه لا يبحث خلف كواليس تلك المشاكل ليتعرف على مسبباتها الحقيقية والتي غاليا تكون مشكلة في الجذور المتوارية خلف كومة من التراكمات سواء من المغالطات أو الذنوب والتي تحتاج إلى بصيرة وتوفيق من الله لإدراكها وعلاجها بإزالة مسبباتها كي يتم تقويمها تقويما صحيحا


          مررت بالموضوع فجذبني محتواه الذي يعبر عن واقع إن لم نعايشه نراه أو نسمع به
          فما طرح هنا بات مشكلة تفشت في الكثير من الأسر بصورة أشبه ما تكون بالوباء

          أخي الكريم مشرفنا الفاضل الحاج خادم أبي الفضل عليه السلام
          وضعت يدك على جرح نازف استشرى وكاد يدك بالمجتمع ويصرعه أرضا لأنه وللأسف تخطى حدود الأسرة حين خرج زمام الأمر من يد راعيها الذي يفترض أن يقي نفسه وأهله نارا وقودها الناس والحجارة
          بسبب الابتعاد عن الله وهيمنة الغفلة وإضاعة السعادة الملازمة لرضاه سبحانه

          فشكرا جزيلا لك ولروح عطائك الطيب والقيم الذي يصب في أرض الواقع
          ويتطرق له مشيرا إلى العلاج بعد أن سلط الضوء على الأسباب والمسببات
          جزاك الله كل خير ومثوبة ووفقك وحفظك ورعاك
          ونفع بما تطرح عباده وكل من يمر بهذا العطاء

          والله يعطيك الصحة والعافية و يكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة برضاه وفي رضاه سبحانه وتعالى


          مع خالص احترامي وتقديري





          وكأنكم -بتوفيق الله جل وعز- تكملون ما لم يسنح في الخاطر الفاتر او لم يبلغه نظم البيان…
          كثيرة هي نقاط البحث التي تناولتموها جزاكم الله خيرا
          وبودي ان اتسائل مغتنما روعة جوابكم الغني بالمعلومات

          يقع الزوج احيانا بين نارين لو صح التعبير
          نار الزوجة واسلوبها الجاف ولسانها السليط في ارغام زوجها على الامتثال لامرها والنزول لرغباتها

          وهو يجد نفسه ان عاملها بمنطق القوة والردع قد تزداد الامور سوء وتتسع رقعة المشاكل
          ومن جهة اخرى يطالبه الشرع بعدم التجاوز على الزوجة ومعاملتها بالحسنى وخصوصا ما نعيشه من دعوات ظاهرها العل وباطنها العلمانية بلزوم احترام حقوق المراة ولها حق رفع دعوى قضائية عليه اذا اضرّ بها…… .

          كيف يستطيع التوفيق بين هذه النيران التي تحيط بالرجل الشرقي - رجل السلطة- والغيرة المفرطة… .

          اتمنى اثائكم للجواب وعلى الله اجركم ويجزيكم عظيم الثواب
          شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



          تعليق


          • #6


            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

            المشاركة الأصلية بواسطة خادم أبي الفضل مشاهدة المشاركة
            وكأنكم -بتوفيق الله جل وعز- تكملون ما لم يسنح في الخاطر الفاتر او لم يبلغه نظم البيان…
            كثيرة هي نقاط البحث التي تناولتموها جزاكم الله خيرا
            ألبست تعقيبي جلبابا من الثناء أكبر مما يستحق أخي الكريم وأستاذنا الحاج الفاضل خادم أبي الفضل
            حقيقة لا جدال فيها فكل شيء لدينا هو من فضل الله علينا وبمنه وتوفيقه سبحانه وتعالى

            وبصدق شكرا جزيلا لك أخي فتحفيزك لي يضاعف مسئوليتي في كتابة الردود وتحري الدقة فيها مما يدعو لاكتساب المعرفة والتعلم كما أن البحث في مثل هذه المواضيع يفتح عدة أبواب قد تتقاطع مع بعضها البعض والتعاطي معها يخلق حيزا من الخبرة التي تصقل مهارة التعامل مع مثل هكذا أمور

            فجزاك الله كل خير ومثوبة ووفقك وحفظك ورعاك
            وأسأل الله أن أكون في محل ثقتكم وأهلا لها فمهما يكن أبقى مشابة بالقصور وغارقة في التقصير

            وأعتذر منك لتأخري في الرد عليك ...
            ففي الحقيقة كتبت بالأمس ردا ولكني حين قرأته قبل اعتماده توقفت
            ربما لتشعب ما راودني من أفكار وأيضا لعدم مركزية أسباب المشكلة مما جعلني اتردد في اعتماد ما كتبت

            واعتذر أيضا إن لم أبلغ بردي الذي سأدرجه إن شاء الله تعالى هنا المستوى المطلوب
            أو إن قصرت عن بلوغ لب المشكلة أو الوصول لحل مقبول


            ...


            المشاركة الأصلية بواسطة خادم أبي الفضل مشاهدة المشاركة
            يقع الزوج احيانا بين نارين لو صح التعبير
            نار الزوجة واسلوبها الجاف ولسانها السليط في ارغام زوجها على الامتثال لامرها والنزول لرغباتها

            وهو يجد نفسه ان عاملها بمنطق القوة والردع قد تزداد الامور سوء وتتسع رقعة المشاكل
            ومن جهة اخرى يطالبه الشرع بعدم التجاوز على الزوجة ومعاملتها بالحسنى وخصوصا ما نعيشه من دعوات ظاهرها العل وباطنها العلمانية بلزوم احترام حقوق المراة ولها حق رفع دعوى قضائية عليه اذا اضرّ بها…

            كيف يستطيع التوفيق بين هذه النيران التي تحيط بالرجل الشرقي - رجل السلطة- والغيرة المفرطة…
            يوجد بين المخلوقات في الطبيعة علاقات تعايش تخضع لها هذه المخلوقات طوعا كي تتمكن من الاستمرار في العيش في بيئتها وتستقيم الحياة
            هو قانون فرضه الله عليها وهي مطيعة له مستسلمة لتنفيذه و راضية به رغم أن هنالك من المخلوقات بموجب هذا القانون من يفقد حياته

            لو وقفنا قليلا مع أنفسنا وسألناها لم نحن هنا على هذه الأرض..؟
            وهل يعقل أن يخلقنا الله لنشقى ..؟ أم خلقنا لنسعد..؟ ولم يوجد تباين في العلاقات بين الناس وبالذات على مستوى الأسر ..؟
            لا أقصد بالتباين المستوى المعيشي بقدر ما اقصد العلاقات الإنسانية ومدى الانسجام فيها
            و من يعي ويعلم بيقين أن الله خلقنا لأنه يحبنا لن يجد سوى اجابة واحدة فقط على سؤاله وهي
            الذي يحب يمنح السعادة لمن يحب ولا يقبل بشقائه أو تعاسته

            وحين نبحث عن سبب شقائنا في هذه الدنيا ما هو يا ترى ..؟
            نجده واضحا ومحدد في القرآن الكريم
            قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30
            وقال سبحانه وتعالى أيضا: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } المزمل 20
            الآية الأخيرة جاءت في سورة المزمل وأذكر أنه قيل لي ذات مرة أن إدمان قراءة سورة المزمل يجنب الخصومة

            فالحياة الزوجية علاقة مقدسة بل فيها سكن غفل الكثير من الأزواج نساء أو رجال عن الوصول لمعناه وفهم كنهه واستيعاب حقيقته
            فهذا السكن آية من آيات الله العظيمة .. من استوعبها وظفها على أصولها واغتنم كل ما فيها

            قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

            وحتى يقام هذا السكن ويعمر بالمودة والرحمة يحتاج إلى أركان تبنى عليها حياة مقدسة هي الحياة الزوجية بكل ما تحتضن من حب يفترض أن يجد أرضا خصبة لينمو ويزدهر
            غذائه فيها التفاهم ومائه المودة وهوائه الرحمة

            ورغم قداسة هذه العلاقة إلا أنها علاقة حساسة جدا وتكمن حساسيتها في أنها مهددة من قبل أخطر عدو للإنسان فقد توعدها الشيطان بالتخريب
            لأن الشيطان يكره الحب بكل أشكاله ومنبع الحب الأساسي الذي يتفرع منه كل ينابيع الحب الأخرى هو هذا الحب لأنه أول حب نشأ بين الإنسان وقد سبق حتى حب الأم والأب لأبنائهما والأبناء لأخوتهم والأخوة لأقاربهم وهكذا تتفرع ينابيع هذا الحب التي يفترض أن تسقي وتروي كل أرض تحيط بها لتزهر وتنتعش بالحياة ويحل فيها العمار وينعم البشر معه بالاستقرار

            فالاحترام والتقدير والتفهم والتفاهم والرضا والقبول والرفق والعدل والوفاء بالحقوق والواجبات أركان يقوم عليها بنيان الحياة الزوجية هذا البنيان أثاثه وعفشه مشاعر من الحنان والرحمة والمودة ويزين أجواءه دفء الحب

            وكلما علت وارتفعت هذه الأركان اتسع البنيان وشغل الحب مساحات أكبر منه وكلما كانت هذه الأركان ثابتة راسخة عن قناعة وفهم كلما تغلل الحب في أرجاء ذلك البنيان بشكل أكبر وتأصل

            و الذي يمنح تلك الأركان الثبات هو معرفة الله سبحانه ومن يعرف الله محال ألا يحبه ويذوب في هواه ...
            ومن يعرفه لا يجرؤ على معصيته ولا يقبل إلا برضاه .. ويجب أن يكون من يحبهم بموجب حب الله أيضا همهم وشغلهم رضاه سبحانه

            وهنا يكمن الشاهد

            فوجود مشكلة يعاني منها الزوج وهي سلاطة لسان زوجته ومتطلباتها المفروضة عليه فرضا إجباريا
            يؤكد وجود مشكلة في أساس هذا البنيان و في علاقته بزوجته منذ بداية تكوينها

            ووقوعه بين أمرين ارضاء زوجته بما يتنافى مع رضا الله أو تعرضه لمشاكل أخرى حين ردعها أو التجاوب معها على اعتبار أن الله أمره بالتعامل معها بالحسنى
            فلا حيرة فيه
            فالحق بين والطريق واضح
            وما كان يرضي الله لا يوجد حيرة معه أو فيه
            فالخير في رضا الله والتزام أوامره ...
            وما دامت المعاملة بالحسنى ليس فيها انتهاك لحقوق الله أو لحقوقه التي أوجبها الله له فالتزام هذه المعاملة له أجره وثوابه عند الله سبحانه
            فقد جاء في الحديث:"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"
            ميزان الحكمة، حديث 7891

            أما إذا كانت المعاملة بالحسنى على حساب رضا الله فالرضوخ لها ولمطالبها يوجب غضب الله سبحانه
            والأدعى والألزم هو تحري رضا الله لا رضا النفس ولا رضا الزوجة وإن كان يحبها
            فالرضا بما لا يرضي الله يفتح أبواب الشقاء والهم والكدر

            وفي المقابل عدم مراعاة الزوجة لرضا زوجها وتحميله فوق طاقته أوإغضابه لأي سبب كان فيه جرأة على حقوقه ومخالفة لأوامر الله وانتهاك الحقوق بلا شك يغضب الله
            وهي بإغضابها لله ولزوجها تزلزل أركان ذلك السكن المقدس سكن الزوجية وربما تتسبب في هدمه وضياعه حتى وإن لم يحدث انفصال بينها وبين زوجها فالانفصال الروحي أعظم وأكبر من الطلاق

            ويبقى الحل لمثل هذه المشكلة رهين هذه الأسئلة :
            ما الذي يجعل المرأة تتجرأ على زوجها كل هذه الجرأة ..؟ ومن الذي ساعدها على ذلك أو سمح لها بذلك..؟
            إن كان الزوج وتهاونه في البداية معها فهذا مما كسبت يداها ...
            فهو المسئول عما يتجرعه من منغصات في حياته معها وهو من جرها إلى هذا الطريق ومهده لها

            وإن كان طبع فيها وخصلة متأصلة في نفسها فإما أن يصبر ويحتسب الأجر من الله أو يسرحها بإحسان
            مع مراعاة وصية الرسول صلى الله عليه وآله في هذا الأمر حيث قال صلى الله عليه وآله:
            "أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"
            الوسائل، ج7، ص121

            فأي الأمرين أحق بالاتباع وألزم على الرجل مهما كانت هويته أوجهته شرقيا كان أو غربيا إن كان مسلما مطيعا لله بداعي الحب له والرغبة في رضاه
            وما الذي يريده هذا الزوج يا ترى إرضاء الله سبحانه أم إرضاء زوجته وإراحة أذنيه من صخب إزعاجها ولسعات لسانها وثقل مطالبها ..؟

            فإن كان يريد رضا الله فالسبيل واضح وبين ومن كان مع الله لا يخشى شيئا ولا تأخذه في الله لومة لائم مهما كانت درجة قرب هذا اللائم منه ومهما علت رتبته

            و هنالك حد فاصل بين التهاون و شدة الرجل لدرجة التسلط في تقويم السلوك والوقاية خير
            وإلا فالخطاب الإلهي واضح وصريح في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }التحريم6
            وعلينا أن نقف عند قوله سبحانه قوا أنفسكم فالزوجة خلقت من نفس زوجها فوقاية النفس وتهذيبها تدخل من ضمنها وقاية الزوجة وتهذيبها

            فعلى الزوج أن ينظر لعلاقته بالله كيف هي ..؟
            وكذلك ينظر لعلاقة أهله وزوجته بالله كيف هي ..؟
            فمن كانت علاقته قوية بالله من الصعب عليه أن يعصيه وأول خطوة نحو تقوية العلاقة بالله وتأصيل الارتباط به هي الصلاة ...
            وما أدراك ما الصلاة ..؟؟ وما أثرها في الحياة ..؟
            فالإنسان حين يحافظ على الصلاة ويأمر أهلها بها في أوقاتها وعلى شروطها فهي كفيلة بأن تكون لهم درع ولحياتهم وقاء
            فالصلاة مفتاح من مفاتيح البركة وكنز مليء بالخير من التزم به غنم وحصد خير الدنيا والآخرة
            ومن تهاون بها فلا يأمن ضنك الحياة وضيق القلب الذي هو أشدّ من ضيق اليد


            أطلت كثيرا على ما يبدو
            فعذرا أخي الكريم إن حدتُ بردي على سؤالك عن فحواه


            وأسأل الله أن يكتب التوفيق والسداد لكم ولنا
            ودمت بألف خير وفي خير


            مع خالص الاحترام والتقدير

            التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 31-07-2016, 12:07 AM.


            أيها الساقي لماء الحياة...
            متى نراك..؟



            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة


              اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم



              ألبست تعقيبي جلبابا من الثناء أكبر مما يستحق أخي الكريم وأستاذنا الحاج الفاضل خادم أبي الفضل
              حقيقة لا جدال فيها فكل شيء لدينا هو من فضل الله علينا وبمنه وتوفيقه سبحانه وتعالى

              وبصدق شكرا جزيلا لك أخي فتحفيزك لي يضاعف مسئوليتي في كتابة الردود وتحري الدقة فيها مما يدعو لاكتساب المعرفة والتعلم كما أن البحث في مثل هذه المواضيع يفتح عدة أبواب قد تتقاطع مع بعضها البعض والتعاطي معها يخلق حيزا من الخبرة التي تصقل مهارة التعامل مع مثل هكذا أمور

              فجزاك الله كل خير ومثوبة ووفقك وحفظك ورعاك
              وأسأل الله أن أكون في محل ثقتكم وأهلا لها فمهما يكن أبقى مشابة بالقصور وغارقة في التقصير

              وأعتذر منك لتأخري في الرد عليك ...
              ففي الحقيقة كتبت بالأمس ردا ولكني حين قرأته قبل اعتماده توقفت
              ربما لتشعب ما راودني من أفكار وأيضا لعدم مركزية أسباب المشكلة مما جعلني اتردد في اعتماد ما كتبت

              واعتذر أيضا إن لم أبلغ بردي الذي سأدرجه إن شاء الله تعالى هنا المستوى المطلوب
              أو إن قصرت عن بلوغ لب المشكلة أو الوصول لحل مقبول


              ...




              يوجد بين المخلوقات في الطبيعة علاقات تعايش تخضع لها هذه المخلوقات طوعا كي تتمكن من الاستمرار في العيش في بيئتها وتستقيم الحياة
              هو قانون فرضه الله عليها وهي مطيعة له مستسلمة لتنفيذه و راضية به رغم أن هنالك من المخلوقات بموجب هذا القانون من يفقد حياته

              لو وقفنا قليلا مع أنفسنا وسألناها لم نحن هنا على هذه الأرض..؟
              وهل يعقل أن يخلقنا الله لنشقى ..؟ أم خلقنا لنسعد..؟ ولم يوجد تباين في العلاقات بين الناس وبالذات على مستوى الأسر ..؟
              لا أقصد بالتباين المستوى المعيشي بقدر ما اقصد العلاقات الإنسانية ومدى الانسجام فيها
              و من يعي ويعلم بيقين أن الله خلقنا لأنه يحبنا لن يجد سوى اجابة واحدة فقط على سؤاله وهي
              الذي يحب يمنح السعادة لمن يحب ولا يقبل بشقائه أو تعاسته

              وحين نبحث عن سبب شقائنا في هذه الدنيا ما هو يا ترى ..؟
              نجده واضحا ومحدد في القرآن الكريم
              قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30
              وقال سبحانه وتعالى أيضا: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } المزمل 20
              الآية الأخيرة جاءت في سورة المزمل وأذكر أنه قيل لي ذات مرة أن إدمان قراءة سورة المزمل يجنب الخصومة

              فالحياة الزوجية علاقة مقدسة بل فيها سكن غفل الكثير من الأزواج نساء أو رجال عن الوصول لمعناه وفهم كنهه واستيعاب حقيقته
              فهذا السكن آية من آيات الله العظيمة .. من استوعبها وظفها على أصولها واغتنم كل ما فيها

              قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

              وحتى يقام هذا السكن ويعمر بالمودة والرحمة يحتاج إلى أركان تبنى عليها حياة مقدسة هي الحياة الزوجية بكل ما تحتضن من حب يفترض أن يجد أرضا خصبة لينمو ويزدهر
              غذائه فيها التفاهم ومائه المودة وهوائه الرحمة

              ورغم قداسة هذه العلاقة إلا أنها علاقة حساسة جدا وتكمن حساسيتها في أنها مهددة من قبل أخطر عدو للإنسان فقد توعدها الشيطان بالتخريب
              لأن الشيطان يكره الحب بكل أشكاله ومنبع الحب الأساسي الذي يتفرع منه كل ينابيع الحب الأخرى هو هذا الحب لأنه أول حب نشأ بين الإنسان وقد سبق حتى حب الأم والأب لأبنائهما والأبناء لأخوتهم والأخوة لأقاربهم وهكذا تتفرع ينابيع هذا الحب التي يفترض أن تسقي وتروي كل أرض تحيط بها لتزهر وتنتعش بالحياة ويحل فيها العمار وينعم البشر معه بالاستقرار

              فالاحترام والتقدير والتفهم والتفاهم والرضا والقبول والرفق والعدل والوفاء بالحقوق والواجبات أركان يقوم عليها بنيان الحياة الزوجية هذا البنيان أثاثه وعفشه مشاعر من الحنان والرحمة والمودة ويزين أجواءه دفء الحب

              وكلما علت وارتفعت هذه الأركان اتسع البنيان وشغل الحب مساحات أكبر منه وكلما كانت هذه الأركان ثابتة راسخة عن قناعة وفهم كلما تغلل الحب في أرجاء ذلك البنيان بشكل أكبر وتأصل

              و الذي يمنح تلك الأركان الثبات هو معرفة الله سبحانه ومن يعرف الله محال ألا يحبه ويذوب في هواه ...
              ومن يعرفه لا يجرؤ على معصيته ولا يقبل إلا برضاه .. ويجب أن يكون من يحبهم بموجب حب الله أيضا همهم وشغلهم رضاه سبحانه

              وهنا يكمن الشاهد

              فوجود مشكلة يعاني منها الزوج وهي سلاطة لسان زوجته ومتطلباتها المفروضة عليه فرضا إجباريا
              يؤكد وجود مشكلة في أساس هذا البنيان و في علاقته بزوجته منذ بداية تكوينها

              ووقوعه بين أمرين ارضاء زوجته بما يتنافى مع رضا الله أو تعرضه لمشاكل أخرى حين ردعها أو التجاوب معها على اعتبار أن الله أمره بالتعامل معها بالحسنى
              فلا حيرة فيه
              فالحق بين والطريق واضح
              وما كان يرضي الله لا يوجد حيرة معه أو فيه
              فالخير في رضا الله والتزام أوامره ...
              وما دامت المعاملة بالحسنى ليس فيها انتهاك لحقوق الله أو لحقوقه التي أوجبها الله له فالتزام هذه المعاملة له أجره وثوابه عند الله سبحانه
              فقد جاء في الحديث:"من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه اللَّه تعالى بكل يوم وليلة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج"
              ميزان الحكمة، حديث 7891

              أما إذا كانت المعاملة بالحسنى على حساب رضا الله فالرضوخ لها ولمطالبها يوجب غضب الله سبحانه
              والأدعى والألزم هو تحري رضا الله لا رضا النفس ولا رضا الزوجة وإن كان يحبها
              فالرضا بما لا يرضي الله يفتح أبواب الشقاء والهم والكدر

              وفي المقابل عدم مراعاة الزوجة لرضا زوجها وتحميله فوق طاقته أوإغضابه لأي سبب كان فيه جرأة على حقوقه ومخالفة لأوامر الله وانتهاك الحقوق بلا شك يغضب الله
              وهي بإغضابها لله ولزوجها تزلزل أركان ذلك السكن المقدس سكن الزوجية وربما تتسبب في هدمه وضياعه حتى وإن لم يحدث انفصال بينها وبين زوجها فالانفصال الروحي أعظم وأكبر من الطلاق

              ويبقى الحل لمثل هذه المشكلة رهين هذه الأسئلة :
              ما الذي يجعل المرأة تتجرأ على زوجها كل هذه الجرأة ..؟ ومن الذي ساعدها على ذلك أو سمح لها بذلك..؟
              إن كان الزوج وتهاونه في البداية معها فهذا مما كسبت يداها ...
              فهو المسئول عما يتجرعه من منغصات في حياته معها وهو من جرها إلى هذا الطريق ومهده لها

              وإن كان طبع فيها وخصلة متأصلة في نفسها فإما أن يصبر ويحتسب الأجر من الله أو يسرحها بإحسان
              مع مراعاة وصية الرسول صلى الله عليه وآله في هذا الأمر حيث قال صلى الله عليه وآله:
              "أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بيّنة"
              الوسائل، ج7، ص121

              فأي الأمرين أحق بالاتباع وألزم على الرجل مهما كانت هويته أوجهته شرقيا كان أو غربيا إن كان مسلما مطيعا لله بداعي الحب له والرغبة في رضاه
              وما الذي يريده هذا الزوج يا ترى إرضاء الله سبحانه أم إرضاء زوجته وإراحة أذنيه من صخب إزعاجها ولسعات لسانها وثقل مطالبها ..؟

              فإن كان يريد رضا الله فالسبيل واضح وبين ومن كان مع الله لا يخشى شيئا ولا تأخذه في الله لومة لائم مهما كانت درجة قرب هذا اللائم منه ومهما علت رتبته

              و هنالك حد فاصل بين التهاون و شدة الرجل لدرجة التسلط في تقويم السلوك والوقاية خير
              وإلا فالخطاب الإلهي واضح وصريح في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }التحريم6
              وعلينا أن نقف عند قوله سبحانه قوا أنفسكم فالزوجة خلقت من نفس زوجها فوقاية النفس وتهذيبها تدخل من ضمنها وقاية الزوجة وتهذيبها

              فعلى الزوج أن ينظر لعلاقته بالله كيف هي ..؟
              وكذلك ينظر لعلاقة أهله وزوجته بالله كيف هي ..؟
              فمن كانت علاقته قوية بالله من الصعب عليه أن يعصيه وأول خطوة نحو تقوية العلاقة بالله وتأصيل الارتباط به هي الصلاة ...
              وما أدراك ما الصلاة ..؟؟ وما أثرها في الحياة ..؟
              فالإنسان حين يحافظ على الصلاة ويأمر أهلها بها في أوقاتها وعلى شروطها فهي كفيلة بأن تكون لهم درع ولحياتهم وقاء
              فالصلاة مفتاح من مفاتيح البركة وكنز مليء بالخير من التزم به غنم وحصد خير الدنيا والآخرة
              ومن تهاون بها فلا يأمن ضنك الحياة وضيق القلب الذي هو أشدّ من ضيق اليد


              أطلت كثيرا على ما يبدو
              فعذرا أخي الكريم إن حدتُ بردي على سؤالك عن فحواه


              وأسأل الله أن يكتب التوفيق والسداد لكم ولنا
              ودمت بألف خير وفي خير


              مع خالص الاحترام والتقدير


              اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

              لله درك وعليه اجرك ، بحمد الله تعالى كان لحُسن الظن بكم بمحله ، وما توقعته في مطارحاتكم وألاستقاء من نمير فيض عطاءكم ما أنار الاذهان وشنف الاذان وروّى الغليل وأبرء العليل ، فأن تكُ عالمة فها هنا - بلا ملق ومجماملة اختنا - والله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم ...

              نعم :

              الادراك لحقيقة ما تصبو اليه النفس والوقوف على باعث الازدواج والدافع الحقيقي من رابط العلاقة الزوجية وارتكاز محور ادارة الحياة الذاتية والزوجية و الاسرية إن كان (مبدئه طلب رضا الله جل وعلا ) فالحق واضح وبيّن ، بأن يُسلك سبيل رضاه ،ولا يُصغى لعتب عاتب وصخب وضجيج لسان ذرب ، وان كان مرتكز ذاك المحور هو الاهواء فما يوجهه الزوج من زوجته من خروج عن الطاعة فشرٌ والى شر،، وكان عاقبة امرهم الى شقاء وعناء ...

              نعم ، لا فرق بين شرقيته وغربيته ، كما تفضلتم ، وما حدى بي ان اذكر هذه الميزة هو الروح القبلية والعنجهية البدوية التي لاتزال عالقة في الاذهان من سلطة الرجل تعني الغاء الأنثى لانها أنثى ، والقول ما يقوله الرجل وان كان على حساب الحق ، فسلاطة لسان الزوجة هذا يعني انه لارجولية عنده ولم يذقها كف تُطبع اصابع يده على وجهها فحينها ستُدرك انها إمراة عليها ان تكون تابعة وخاضعة لا ان يكون هو التابع ...

              والعبادة ترتكز على عرفان المعبود وتشكيل شبكة ذهنية تتوزع عليها المهام السلوكية للفرد في مختلف مجالات الحياة ومنها العش الزوجي وكيفية ادارته ، وبها - العبودية لله - تحل كل الازمات وتذوب كل تصقعات المشاكل ، إذ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ،وكفى بالله كافيا وحسيبا ومعينا ........

              جناب الاستاذة والاخت الفاضلة الحاجّة صادقة ..
              أسال الله لكم دوام العافية وتمامها والحفظ والسداد
              والتوفيق لطي طريق الهدى والرشاد

              والحمد لله اولا واخرا


              التعديل الأخير تم بواسطة خادم أبي الفضل; الساعة 31-07-2016, 03:53 PM.
              شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



              تعليق


              • #8
                جزيتما خير الجزاء الاخ خادم ابي الفضل والاخت الكريمة صادقة على الموضوع الراقي والمناقشة المتميزة
                ادام الله توفيقكم لكل خير

                وتتمة لهذا الحديث فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه واله) حديث في لعن الرجل عديم الغيرة (الديوث)
                وشكرا

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مرتضى العربي مشاهدة المشاركة
                  جزيتما خير الجزاء الاخ خادم ابي الفضل والاخت الكريمة صادقة على الموضوع الراقي والمناقشة المتميزة
                  ادام الله توفيقكم لكل خير

                  وتتمة لهذا الحديث فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه واله) حديث في لعن الرجل عديم الغيرة (الديوث)
                  وشكرا


                  اهلا وسهلا بك اخي العزيز مرتضى ...

                  يسعدني ، انكم استفدتم من المناقشة والتي لا تكتمل الا بحضور امثالكم من الواعين ...

                  نسأل الله لنا ولكم دوام العافية في الدين والدنيا
                  شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X