إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفَةُ العُليَا تَقرأُ معنى البِّرَِ بوَجهَةٍ واقعيّة .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفَةُ العُليَا تَقرأُ معنى البِّرَِ بوَجهَةٍ واقعيّة .

    قَرَأتْ المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفَةُ العُليَا في النَجَفِ الأشرَفِ
    اليَومَ , الجُمْعَةَ , السَابعِ عَشَر مِنْ شهرِ شَوّالِ ,1437 هجري,
    المُوافقَ , ل, الثاني والعشرين مِنْ , تَموز ,2016م .

    وعلى لِسَانِ , وكيلِها الشَرعي , السيّد أحمَد الصافي , خَطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ.

    الآيةَ الشَريفَةَ , 177, مِنْ سورةِ البقَرَةِ , والتي تحتوي على مَضَامينَ كبيرةً ومَوَازينَ ,

    تَشملُ الإنسانَ بِما هو
    بغضِ النظرِ عن أيّ مَوقِعٍ هو فيه .

    و تَحكي عن إرادةِ اللهِ تعالى في تنظيمِ سلوكِنا مِنْ خلالِ بيانِ معنى البِّر واقعاً وحقيقةً .

    قال اللهُ تعالى :

    ((لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))
    (177), البَقَرَة.

    فهناك بِّرٌ وهناك ما هو ضِدّه , والبرُِّ هو مُطلقُ الخيرَاتِ ومَجمَعها .

    والآيةُ الشريفةُ فيها نفيٌ لما ليس هو ببّرٍ بحسبِ نظَرِ القرآن الكريمِ و إثباتٌ لِمَا هو بّرٌ واقِعَاً .

    وهنا نُريدُ أنْ نبيّنَ البرَّ المَطلوبَ واقعاً و الذي يَمسُّ ,شِغافَ القلبِ الذي له علاقةُ بالاعتقادِ و الالتزامِ ,

    ومِنْ ثُمّ له علاقةٌ بالفعلِ الخَارجي .

    والقرآنُ الكريمُ قد بَينّ نَصّاً معنى البرِّ في الآيةِ الشريفةِ , بقوله تعالى :

    ((وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ......))

    وجعله تحت تصنيفٍ أساسٍ ومَكينٍ يَبدأ بالاعتقادِ وتطبيقاته الخارجيةِ

    مِنْ أفعالٍ تَحكي عن صِدقِ الإنسانِ المُعتَقِدِ واقعاً وصِدقهِ وتقواه :

    ((وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))

    ... إنَّ الذي يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ ويَعتَقِدُ بأنَّ فِعلَه وراءهُ جَزَاءٌ

    لا يَظلِمُ , ولا يَسرقُ , ولا يُفكرُ في الاعتداءِ ,

    وأنَّ هناكَ يوماً آخراً يُنتَصَفُ فيه مِنْ الظَالِمِ لحَقِّ المَظلومِ .

    والإنسانُ ألآن في الدنيا يَرَى كُلَّ شَيءٍ و لا يَقوى على مُجابهةٍ كُلِّ شيءٍ .

    ولكن الذي يُؤمنُ بأنه يُوجَدُ يَومٌ آخرٌ سَيَعيشُ مُطمَئِنَاً .

    ولا بدَّ أنْ يأتي يَومٌ يُحاسَبُ فيه مَنْ اعتدى ومَنْ أهان ومَنْ خان .

    أيها الإنسانُ , لا يَذهبُ منك شيءٌ ,وهذا الاعتقادُ حِمَايةٌ لكَ

    إذا تبوأتَ مَوقَعَاً , فَعَلَيكَ أنْ تَمنَعَ نفسَكَ مِنْ التعدي ,

    لأنّك إذا آمنتَ باللهِ واليومِ الآخرِ سَيُهذّبُ سلوكَكَ بالشَيءِ الحَسِنِ .

    إنَّ الآيةَ الشريفة صنّفتْ أفعالَ الإنسانِ الخارجيةِ تحت ما هو أحبُّ إليه وأحرَصُ عليه ,

    وهو حُبّه المَال , في حَدّ نفسِه أو إعطائه قربةً للهِ تعالى ,
    ((وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ))

    وهو مِنْ أفضلُ المُجَاهَداتِِ والقُربَاتِ للهِ تعالى .

    ((وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) (41)التوبة.


    والقرآن الكريمُ قد ذَكَرَ مصاديقَ واقعيةً تَستحقُ المُراعاةَ المَاليّةَ والاجتماعيةَ .

    ((وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ))

    وأكثرُ هذه المصاديقِ مَوجودةٌ عندنا في مجتمعنا ,

    وخاصةً اليتامى , اليتامى , وهؤلاء أمانةٌ في أعناقِ الجميعِ.

    ... نعم المسؤوليةُ تَختَلفُ باختلافِ الثراءِ والعطاءِ والمواقعِ .

    ومراعاةُ اليتامى هي جزءٌ مِنْ تكليفنا أمام واقعنا الاجتماعي , فضلاً عن المسَاكينِ وابن السبيلِ والسائلين .

    وعلى الإنسانِ عندما يَعطي وعداً خصوصاً للمواقعِ التي بيدها القدرة على تنفيذ ما تَعِدُ به , أنْ يفيَ به .

    وقد مَدَحَتْ الآيةُ الشَريفةُ فضيلةَ إقامةِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ والصبرِ

    وساعدَ اللهُ العراقيينَ جميعاً ,..... واقعاً قد تحملوا وصبروا في ظروفٍ

    يندرُ أنْ يمرَّ بها شَعبٌ مثل الشَعب العراقي فيصبرُ .

    ومتعلقاتٌ الصبرِ كثيرةٌ صَبرٌ على الفقرِ , صَبرٌ على الحَرّ , صَبرٌ على القتلِ

    صَبرٌ على الخدماتِ وصَبرٌ في مواقعَ القتالِ (( حين البأسِ)).

    وما يعنينا أنّ فضيلةَ الصَبرِ هي مِنْ سِمَاتِ المؤمنين

    هي والتقوى والصدق ((إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) (27)المائدة .

    والتقوى هي ميزانٌ مُهمٌ لقبولِ الأعمالِ .

    ______________________________________________

    عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهْدي في العَالَمين مِنْ قَريبٍ
    وجَعلنَا مِنْ أنصَاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
    وحَفَظَ ونَصَرَ قواتَنَا المُجَاهِدَةَ وحَشْدَنَا المُقَاوِمَ .
    والرَحمَةُ والرضوانُ على شُهدائِنا الأبرارِ
    ______________________________________________

    تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النَجَفُ الأشرَفُ .

    ______________________________________________

    الجُمعةُ – السابعُ عَشَر مِنْ شَهْرِ شَوّال - 1437 هجري .

    الثاني والعشرون مِنْ تَموز - 2016 م .

    ___________________________________________




    التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي الحلي 12; الساعة 22-07-2016, 03:17 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X