يجيء الملكان ( منكر و نكير ) بهيئة مهولة و أصواتهما كالرعد القاصف ، و أبصارهما كالبرق الخاطف ، فيسألانه : مَنْ ربك؟ و من نبيك؟ و ما دينك؟ و يسأل انه عن وليِّه و إمامه.
في ذلك الحال يصعب على الميت أن يجيب. فيحتاج الإعانة و يُلَقّن الشهادة مرتين عندما يضعونه في القبر و بعد دفنه.
🔹 مما ينجي من سؤال منكر و نكير :
1⃣ - أن يلقن الميت ( أقرب ذويه أو يستنيب أحداً ) الشهادتين و العقائد ، و ينبغي أن يضع كفيه على القبر، و يدني فمه من القبر.
- عن يحيى بن عبدالله انّه قال : سمعت أبا عبدالله ❬ عليه السلام ❭السلام يقول : ما على أهل الميت منكم أن يدرؤوا عن ميتهم لقاء منكر ونكير؟ فقلت : وكيف نصنع؟ فقال ❬ عليه السلام ❭ : إذا أفرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به ، فيضع فاه على رأسه ، ثمّ ينادي بأعلى صوته : ( يا فلان بن فلان ، أو يا فلانه بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقناك [فارقنتنا] عليه من شهادة ان لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ؛ وانّ محمّداً صلى الله عليه و آله عبده ورسوله سيد النبيين ، و انّ علياً أمير المؤمنين و سيد الوصيين ، و أن ما جاء به محمّد ﷺ حق و انّ الموت حق و البعث حق و انّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وانّ الله يبعث مَن في القبور ) فإذا قال ذلك ، قال منكر لنكير : انصرف بنا عن هذا فقد لقن بها حجته. - [ 📚 الكافي : ج ٣ ، ص ٢٠١ ]
2⃣ - صيام تسعة أيام من شعبان تعطف منكر ونكير.
- روى الصدوق ❬ أعلى الله مقامه ❭ في ثواب الأعمال : ص ٨٧ ، الإسناد عن ابن عباس عن رسول الله ﷺ انه قال : ( … ومن صام تسعة أيّام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه … ). -
3⃣ - روي عن الرسول ﷺ أن في الخضاب عدة خصال و منها يستحي منه منكر و نكير.
- رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص ٣٨ : قال رسول الله ﷺ لعلي ❬ أعلى الله مقامه ❭ : « يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله عزّوجلّ ، وفيه أربع عشرة خصلة : يطرد الريح من الاُذنين ، ويجلو البصر ، ويلين الخياشم ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، ويذهب بالضنى ، ويقل وسوسة الشيطان ، وتفرح به الملائكة ويستبشر به المؤمن ، ويقبض به الكافر ، وهو زينة ، وطيب ، ويستحي منه منكر ونكير ، وهو براءة له في قبره » -
4⃣ - من خواص تربة النجف الطاهرة انّها تسقط حساب منكر ونكير عمّن يدفن فيها.
✴ حكاية
نقل عن الاستاذ الأكبر المحقّق البهباني ❬ رحمه الله ❭ انّه قال : رأيت في الطيف أبا عبدالله الحسين ❬ عليه السلام ❭ ، فقلت له : يا سيدي ومولاي هل يسئل أحد يدفن في جواركم؟ فقال : أي ملك له جرءة لئن يسأله. [ 📚 دار السلام : ج ٢ ، ص ١٤٨ ]
✴ حكاية
نقل عن كتاب الحبل المتين انّ المير معين الدين أشرف ، من صلحاء خدام الروضة الرضوية قال :
رأيت في المنام في دار الحفاظ ، أي في بيت الحرس ، انّي خرجت من الروضة لتجديد الوضوء ، فلمّا أتيت عند صفّة مير على شير ، رأيت جماعة كثيرة دخلوا في الصحن المقدّس يقدمهم شخص نوراني صبيح الوجه ، عظيم الشأن ، وبيد جماعة من خلفه المعاول. فلمّا توسطوا الصحن قال لهم :
انبشوا هذا القبر ، واخرجوا هذه الخبيث. وأشار الى قبر خاص.
فلما شرعوا في النبش سألت أحد الأشخاص : مَن هذا الأمير؟
فقال : أمير المؤمنين عليه السلام.
فبينما نحن كذلك اذ خرج الامام الثامن عليه السلام من الروضة ، وأتى إليه ❬ عليه السلام ❭ ، فسلّم عليه ، فردّ عليه.
فقال : يا جداه اسألك أن تعفو عنه ، وتهبني تقصيره.
فقال عليه السلام : تعلم انّ هذا الفاسق الفاجر كان يشرب الخمر.
فقال : نعم لكنه أوصى عند وفاته أن يدفن في جواري ، فنرجو منك العفو عنه.
فقال : وهبتك جرائمه.
ثمّ مضى ❬ عليه السلام ❭.
فانتبهت خائفاً ، وايقظت بعض الخدام ، وأتيت معه الى الموضع المذكور ، فرأيت قبراً جديداً قد طرح منه بعض ترابه. فسألت عن صاحبه ، فقال : لرجل من الأتراك دفن فيه بالأمس. [ 📚 دار السلام : ج ١ ، ص ٢٦٧ ]