إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محور المنتدى(الامام الصادق معينٌ لاينضب)129

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محور المنتدى(الامام الصادق معينٌ لاينضب)129

    كادر المجلة
    عضو فضي
    الحالة :
    رقم العضوية : 183592
    تاريخ التسجيل : 27-06-2014
    الجنسية : العراق
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 1,148
    التقييم : 10


    الإمَامُ الصَّادِقُ مَعِينٌ لا يَنْضُب



    لقد شهد عصر الإمام الصادق عليه السلام الكثير من التلاقح، وتضارب الأفكار العقائدية؛ لذا أصبح من الضروري تشكيل النواة

    الأولى للجامعة الجعفرية وتُعدّ أول جامعة علمية إسلامية أُنشئت في خضم ظروف حرجة وملحة وفقاً لمتطلبات العصر

    التي عاشها الإمام عليه السلام ، فقد شهد ظهور الكثير من المدارس المخالفة والملحدة ذات الأبعاد المتخلّفة التي كانت تسيء

    للرسالة المحمدية، فقد سعت بشتى الطرق إلى زجّ الأفكار الساذجة بين المسلمين، فدعت الحاجة إلى تأسيس مدرسة تُعنى بالشؤون الفكرية

    والعقائدية التي تفنّد تلك المزاعم وتنسف البُنى الفكرية للأطروحات السابقة التي انتهجتها فرق البدع والضلالة: كالزندقة، والجبرية،

    والغلاة، والاعتزال وغيرها.

    إذ تعدّ حركة الغلاة من أخطر الحركات هدماً وضرراً حيث أثبتت عداءها لأهل البيتعليهم السلام والمجتمع الإسلامي آنذاك،

    فكان لابدّ من حركة فكرية تربوية تسعى إلى الحيلولة من دون استمرارها، وإيقاف المدّ المتغطرس الذي أراد أن يستهدف الإسلام

    من الداخل، إلا أن هذا المد لم يدم طويلاً على المسرح الثقافي إذا حاصرها الإمام عليه السلام بعد أن أدرك خطورتها،

    فأعلن البراءة منها ومن مبادئها، ولعن الدعاة إليها وحذّر الناس منها.

    ومن جهة أخرى فقد سعى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام إلى ترسيخ فكرة المهدي الموعود عليه السلام ،

    وتربية الشيعة على الاعتقاد الدائم بظهوره فهو يمثل الامتداد الشرعي لقيادة الرسول والأئمة الأطهارعليهم السلام،

    إذ إنها تمنح الإنسان الشيعي روح الأمل الذي لا يتوقف، وأن النصر حليف المؤمنين، وأن زمن الجور والظلم

    لابدّ من أن ينتهي وتعمّ العدالة وجه الأرض جميعاً عن طريق أحاديث وروايات جمة صرّح بها الإمام الصادق عليه السلام تمهيداً لذلك.



    السلام على الامام الصادق المصدق ..


    السلام على من اسس الجامعة الجعفرية..


    عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد صادق العلم..




    نوال عطية

    تم نشره في المجلة العدد


    *************************
    **************
    ********

    اللهم صل على محمد وال محمد

    نعود والعود بعبقه الصادقي الحزين وبوشاحه المؤلم المفجع والذي يحمل العزاء لمحمد واله الاطهار الابرار

    لنكون برحاب مؤسس المدرسة الجعفرية ونؤدي له فروض العزاء والطاعة

    ونتزود من مدرسته المباركة وسيرته العطرة كل خير ونور


    وهاهو محوركم الاسبوعي بين ايديكم نعظم لكم الاجر به والعزاء باستشهاد الامام الصادق عليه الاف التحية والسلام


    ونشكر الناشرة المبدعة (كادر المجلة ) وكذلك الكاتبة الراقية (نوال عطية )


    على هذا الموضوع المتميز ونسأل الله لهم شفاعته عليه السلام


    وفيض كراماته في الدنيا والاخرة

    وننتظر واعي تواصلكم معنا






    الملفات المرفقة

  • #2

    الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
    وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِم يَاكَرِيِمْ



    الإمام الصادق عليه السلام وتنوير الرأي العام ...

    ..تحركت الثورة في جوانح المسلمين بعد أن أصبحوا في معترك عصيب عندما كُشفت سياسة بني العباس
    ووضح عداؤها لال بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .. لذلك تاقت نفوس المسلمين لتحقيق الإصلاح .
    كان البيت العلوي هو محط آمال الأمة .. فبرزت شخصية الإمام الصادق (عليه السلام)
    وهو يحمل للأمة مباديء الإسلام ، وينشر تعاليمه ، ويرفع صوت الإنكار على الظلم
    وكيف يداوي النفوس من الأمراض الاجتماعية ، فكانت دعوته سليمة الهدف
    منها : تنوير الرأي العام ، والحث والحض على التمسك بأحكام القرآن ..
    فأخذت تتوسع آفاق دعوة الإمام الصادق (عليه السلام) السلمية .. كما انتشر طلابه في كل مكان
    وأصبحت مدرسته (عليه السلام) منهلا لرجال الأمة ومصدراََ لعلوم الإسلام
    ومما تميزت به مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) هو استقلالها الروحي
    وعدم خضوعها لنظام السلطة العباسية بأي شكل من الأشكال
    فكانت لاتفسح المجال لولاة الأمير بأن يتدخلوا بأي شأن من شؤون المدرسة
    ولكي لايستخدموها في مصالحهم الخاصة ..
    لذلك كانت من أولى مبادئها السعي حثيثا لمحاربة الظالمين وعدم الركون إليهم
    فلا غرابة أن يشتد الصراع بين مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) وبين الدولة ويتضخم العداء
    وكانت سياسة أهل البيت (عليهم السلام) تقضي بحرمة معاونة الظالمين وعدم الركون إليهم
    ومنهجهم في توجيه الأمة لايتعدى حدود ماامر الله به
    فأهل البيت (عليهم السلام) يسيرون جنبا إلى جنب في أداء الرسالة ومهمة التبليغ
    وهم أئمة الهدى ، وحماة للدين ، ودعاة للإصلاح ، وقد برهنوا على أعمالهم
    بما كانوا يتحلون به من مكارم الأخلاق وجميل الصفات ، وحرصهم الشديد على نواميس الشرع
    وقد اعلن صراحة وجوب مقاطعة الظالمين في هضم حقوق الإنسان واستيلاءهم على مقدراتهم
    واستبدادهم في الامور ، وجورهم في الحكم وكان رئيس مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الأول
    هو الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو نفس محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
    وقد لازمه في جميع أوقاته .. وكان أزهر العصور عصر الإمام الصادق (عليه السلام)
    فكانت مدرسته (عليه السلام) تُشد اليها الرحال من سائر البلدان الإسلامية لانتهال العلم
    إذ وجدوا في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) ضالتهم المنشودة وغايتهم المطلوبة
    sigpic

    تعليق


    • #3
      ✨ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ✨
      ï؟½ï؟½ اللهم صل على محمد وال محمد ï؟½ï؟½
      ï؟½ï؟½ نعزي مولانا صاحب العصر والزمان والمراجع العظام وجميع كادر منتدى الكفيل والاعضاء الكرام بالذكرى الأليمة لمصاب سيدنا ومولانا الامام جعفر بن محمد الصادق و مقدمة برنامج منتدى الكفيل والى من خط هذا الموضوع. ï؟½ï؟½
      اسمه ونسبه عليه السلام
      لا يجد المسلم صعوبة في التعرف على نسب هذا الإمام العظيم عليه السلام غير اننا أوردناه هنا من باب ان النظر إلى اسمه وأسماء أبائه عبادة وفيه من البركة لا بأس بذكر الدليل على ذلك ما لا يحصى ذكره فهو الإمام جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام السبط الشهيد الحسين ابن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم جميعا من الله السلام.


      وأمه أم فروة وقيل فاطمة وقيل ان أم فروة كنيتها وهي عليها السلام ابنة القاسم بن محمد بن أبي بكر احد حواريي الإمام علي عليه السلام، قال في حقها الإمام الصادق عليه السلام: «كانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين» وقد عدت عليها السلام من الرواة عن الإمام الباقر والصادق عليهم السلام.


      أشهر كناه وألقابه
      أشهر كناه عليه السلام أبو عبد الله وفيه عرف عليه السلام في كتب الحديث والرواية، ومن كناه أيضا: أبو إسماعيل باسم ولده الذي توفي في حياته عليه السلام.
      وألقابه عليه السلام: الفاضل والطاهر والكافل والصابر، وأشهرها الصادق سماه به النبي الأعظم صل الله عليه واله وسلم قبل ولادته بمائة عام تقريبا.


      الملامح العامة لعصر الإمام الصادق عليه السلام
      عاش الإمام الصادق عليه السلام مرحلة مهمة من تاريخ الإسلام والتي تزامنت مع سقوط الدولة الأموية الظالمة وقيام دولة بني العباس أو ان شئت فقل ان حياته عليه السلام كانت ما بين شيخوخة الدولة الأموية وطفولة الدولة العباسية، عاصر عليه السلام قبل إمامته من بني أمية عبد الملك بن مروان الذي توفي في سجونه وسجون عماله من شدة التعذيب خمسون ألف رجل وثلاثون ألف امرأة، كما عاصر عليه السلام الوليد بن عبد الملك بن مروان، وسليمان بن عبد الملك بن مروان وقد احرق هذا الأخير جماعة كبيرة من المجذومين المرضى وقال: «لو كان في هؤلاء خير ما ابتلاهم الله بهذا البلاء»، وعاصر عمر بن عبد العزيز بن مروان، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك الملقب بالأحول، والوليد بن يزيد وهو قاتل زيد بن علي عليه السلام، وعاصر عليه السلام يزيد بن الوليد الملقب بالناقص، وإبراهيم بن الوليد الذي حكم سبعين يوما ، وعاصر مروان بن محمد المعروف بمروان الحمار الذي انهارت الدولة الأموية المشؤومة في حكمه والتي ذاق فيها الأئمة عليهم السلام وشيعتهم بل حتى سائر الناس وعوامهم أنواع الرزايا والبلايا والمحن.
      وبعد هذه الحقبة المظلمة قامت الدولة العباسية رافعة شعار إعادة الحق إلى أهل البيت عليهم السلام فتجمع حولها أناس لا فهم لهم في سياسة الحكام، أما أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم فلم ينخدعوا بهذا الشعار لعلمهم بأن بني العباس لا يطلبون الملك إلاّ لأنفسهم، وفعلا ما أن استوت لهم الأمور جعلوا الخلافة ملكا يتوارثه الأبناء عن الآباء، وقد عاصر الإمام من هؤلاء الطغاة أبا جعفر المنصور الذي انشغل بقتل الأمويين وتتبعهم تحت كل طارق حتى طالت مطاردته قبور الأمويين، فقد نبش قبر معاوية لينكل به فلم يجد شيئا سوى خيطاً من رماد ونبش كذلك قبر يزيد بن معاوية فلم يجد فيه سوى حطاما كأنه رماد. وعاصرعليه السلام المنصور الدوانيقي أخا السفاح الذي كانت سياسته إفقار الشعب لئلا تقوم لأحد قائمة.


      الإمام الصادق عليه السلام يستغل الظروف للدعوة إلى الله
      كانت الفترة التي حكم فيها أبو العباس السفاح أول ملوك بني العباس فترة تصفية الحسابات مع بني أمية، فانشغل بذلك عن ملاحقة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم فسنحت الفرصة للإمام الصادق عليه السلام في نشر العلوم التي منعها الأمويون وكتَّم عليها الظالمون... وقصد آلاف الطلبة المدينة المنورة ليحضروا دروس الإمام الصادقعليه السلام ، فانتشر علم آل محمد صل الله عليه واله وسلم في الآفاق وكانت حلقات هذه الدروس متنوعة كالفقه و الأحكام الشرعية وعلم الكلام وعلم التفسير وعلوم الحديث مع مناقشة الأدلة، وكعلم الكلام ومناقشة بعض المسائل الاعتقادية و معالجة الشبهات الدخيلة، كما اشتملت الدروس على العلوم الأخرى كعلم الطب و الكيمياء وغيرها.
      فاستطاع الإمام الصادق عليه السلام ان يصنع علماءً ومثقفين لا يشق لهم غبار في مختلف العلوم، واستطاع خلال هذه الفترة المختصرة من الحرّية أن ينشر من العلوم ما ملأ الخافقين إلى يومنا.


      وسائل السلطة لإبعاد الناس عن الإمام عليه السلام

      لما أكمل العباسيون تصفية حساباتهم مع الأمويين وقبضوا على كرسي الملك بقبضة من حديد أفاقوا على حقيقة أذهلتهم وسلبت منهم الراحة وهي أنهم وجدوا أنفسهم بعد كل ما فعلوه مع الأمويين أمام حركة فكرية وإيمانية اكبر واخطر بكثير من جيش الأمويين وعصاباتهم المتبقية هنا وهناك واستشعروا ان الإمام الصادق عليه السلام وخلال هذه الفترة القصيرة التي ترك فيها من غير ضغط ولا رقابة قد اكتسح قلوب وعقول الجماهير، وهذا ما لم يمكن السكوت عنه من قبلهم فعمدوا إلى اخذ عدد من التدابير التي كانوا يتصورون بأنها ستؤدي إلى وقف المد الجعفري وتحجيمه،







      الملفات المرفقة
      التعديل الأخير تم بواسطة مقدمة البرنامج; الساعة 28-07-2016, 11:17 AM. سبب آخر: تكبير خط

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم
        محور مبارك بذكر صادق العترة (ع)
        وعظم الله اجوركم باستشهاد مولاي جعفر الصادق (ع)
        أن مدرسة الإمام الصادق، عليه السلام، كانت مصدراً للعالم وينبوعاً يجود على جميع الناس دون تمييز بمناهل العلم المختلفة من مصادره الاصلية وهي بيت الوحي والرسالة.


        إن المنطلقات التي تصدر من لسانه، عليه السلام، وفعله لا تأتي إلا كون أن حركته كانت في إطار السلسلة الذهبية للإمامة، وامتدادها للنبوة، فكان يقول، عليه السلام: "إن حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله وحديث رسول الله، هو قول الله".


        يُعتبر الإمام الصادق (عليه السلام) صاحب مدرسة فكرية كبرى، كان لها وجود عالمي ، وفضل كبير على الإسلام .


        فالإمام الصادق ( عليه السلام ) طلب الحكمة ، وسعى لاكتشاف أسرارها، وغاص في عميق معانيها ، وفجَّر الينابيع بطاقة العقل ، وصفاء النفس ، وأخذ بيد الإنسان وقاده إلى مناهل المعرفة ، بكلِّ ما فيها من عمق وشمول .


        تطبّع الإمام الصادق (عليه السلام)


        بصفات الفضل ، ومحبة العلم ، وتعلَّم من جَدِّه ( صلى الله عليه وآله ) أن يُطعِم حتى لا يبقى لعياله طعاماً ، وأن يكسو حتى لا تبقى لهم كسوة .


        وإن إحصاء فضله (عليه السلام) ، وسعة علمه ، وآفاق فكره ، وعبقريته ، ضَرْبٌ من المستحيل ، كما أنَّ الإحاطة بتاريخ حياته ( عليه السلام ) من الصعوبة بمكان .أسدى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) خدمة للشيعة من ناحيتين، أولاهما أنه اهتم بتعليم أتباعه اهتماماً كبيراً، ولم يقتصر على العلوم القرآنية، بل أضاف إليها علوماً زمنية مثل الرياضيات والفيزياء والجغرافيا والنجوم والهيئة والتاريخ والحكمة. وتخرج على يديه ومن مدرسته عدد غير قليل من أفذاذ العلماء. ومن هنا يصح القول بأن الإمام جعفراً الصادق (عليه السلام) بنى الثقافة الشيعية وأوضح معالمها.
        وبفضل المعارف الشيعية أو الجعفرية ساد المذهب الشيعي وعاش، وهذه بديهية، لأن الثقافة هي أساس المجتمعات البشرية وسر بقائها واستمرارها، والمجتمع اليوناني بقي إلى يومنا هذا لأنه كان ذا ثقافة رصينة منذ القديم، في حين أن أقواماً كثيرة اختفت ولم تترك أثراً يذكر لافتقارها إلى ثقافة متينة أصيلة.
        ولم تتح للأئمة قبل الإمام الصادق (عليه السلام) أن يؤسسوا مدرسة علمية كمدرسته، وذلك لأسباب شتى، أهمها الضغوط السياسية من جانب الخلفاء والسلطة الحاكمة واسترابة السلطة في تحركاتهم وأنشطتهم.
        أما الصادق (عليه السلام) فقد كان يعرف أن الشيعة تحتاج إلى مدرسة علمية قوية تكفل لها الصمود أمام التيارات المنحرفة، وتجعلها بمنأى عن التأثر بوفاة هذا أو مجيء ذاك. ومنذ اليوم الأول لقيام الصادق (عليه السلام) بالتدريس، وضع لنفسه أهدافاً معينة يتوخاها، أهمها تأسيس مدرسة علمية وإقامة ثقافة شيعية رصينة تتمثل في (المعارف الجعفرية)، لثقته من أن بقاء الشيعة رهن بما يتوافر لها من علم وثقافة.
        وهذا يدل على أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لم يكن عبقرياً في العلم وحده، بل كان أيضاً عبقرياً في السياسة، وكان يدرك أن إيجاد مدرسة علمية شيعية من شأنه الحفاظ على الكيان الشيعي أكثر من أي قوة عسكرية. فالقوة العسكرية وإن عزت عرضة لأن تدمرها قوة أكبر منها، أما المدرسة العلمية التي تنشر الثقافة المتعمقة فتبقى ما بقي الدهر وكان يرى أن من تمام الصواب الإسراع بإنشاء هذه المدرسة لمواجهة الانحرافات المذهبية والتيارات الفكرية غير الإسلامية التي بدأت منذ عصر الإمام تهدد العالم الإسلامي وتهزه هزاً. ولئن كانت الشيعة فقدت المنهل الرئيسي لاغتراف المعارف بعد الإمام الثاني عشر، فقد بقيت تواصل حياتها الثقافية دون أن تكون لها مراكز دينية يشرف عليها عالم ديني، كما هو الشأن في كنائس الغرب. وإنما الفضل في هذا راجع إلى مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) العلمية، والإشعاع الفكري الذي تركته لدى الشيعة.
        واليوم، وقد انقضى نحو ثلاثة عشر قرناً على عصر الإمام الصادق (عليه السلام)، لم تعد للشيعة أجهزة نظامية دينية تشرف على التعليم والأنشطة الدينية، شأن الكنيسة الكاثوليكية مثلاً ولكنها مع ذلك استطاعت بفضل مدرسة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أن تطاول الدهر وتنهض بنشاط علمي ملموس، ولها من الآثار العلمية ما يكفل لها البقاء دهراً طويلاً.
        صحيح أن العلماء الذين جاءوا بعد الإمام الصادق (عليه السلام) اضطلعوا بدور كبير في توسيع المعارف الجعفرية ونشرها، بما صنفوه من أبحاث ودراسات ومؤلفات نفيسة، ولكن الفضل في تأسيس هذه المدرسة وإرساء قواعدها ومعالمها يرجع دائماً إلى الإمام الصادق (عليه السلام) الذي حث الشيعة على الاغتراف من المعارف والثقافة الشيعية، وأمرهم بنشر هذه الثقافة وإذاعتها قائلاً لهم: إن لم تكونوا حملة العلم وناشريه بين الناس، فكونوا حفظة له.








        ك
        الملفات المرفقة
        sigpic

        تعليق


        • #5
          أنت يا جعفر فوق المدح والمدح عنآء

          انما الأشراف أرض ولهم انت سمآء

          .جاز حدّ المدح من قد ولدته الأنبياء






          قال (عليه السلام) في وصيته لعبد الله بن جندب :.... يا ابن جندب أقل النوم بالليل والكلام بالنهار ،
          فما في الجسد شيء اقلّ شكرا من العين واللسان ، فانّ ام سليمان قالت لسليمان (ع) :يابني ايّاك والنوم فانّه يفقرك يوم يحتاج الناس الى أعمالهم ......
          وقال له :.......واقنع بما قسمه الله لك ولا تنظر الاّ الى ما عندك ولاتتمنّ ما لست تناله فانّ من قنع شبع ،ومن لم يقنع لم يشبع ، وخذ حظّك من آخرتك ولا بطرا في الغنى ولا جزعا في الفقر ،ولا تكن فظّا غليظا يكره الناس قربك ، ولا تكن واهنا يحقّرك من عرفك ، ولا تشار (اي تخاصم) من
          فوقك ولاتسخر بمن هو دونك ، ولا تنازع الامر أهله ،ولا تطع السفهاء ، ولا تكن مهينا تحت كلّ احد ، ولاتتّكلنّ على كفاية أحد ، وقف عند كلّ امر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن
          تقع فيه فتندم .


          وقال (عليه السلام ) لحمران بن أعين :يا حمران أنظر من هو دونك في المقدرة
          ولا تنظر الى من هو فوقك فانّ ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوعب الزيادة منه عزوجل ، واعلم
          انّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين .
          وأعلم انّه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم ، ولا عيش أهنا من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القناعة باليسير المجزيء ولا جهل أضر من العجب .








          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6

            نرفع أسمى أيآت العزاء في ذكرى إستشهاد إمامنا العظيم جعفر الصادق (عليه السلام)

            وهذا بعض ما قيل فيه
            عن الإمام مالك أنه قال :
            ما رأت عين ، ولا سمعت أذن ، ولا خطر على قلب بشر ، أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً .
            قال عبد الله بن أسعد اليافعي في مرآة الجنان ج1 ص304 :
            الإمام الجليل ، سلالة النبوة ، ومعدن الفتوة ، أبو عبد الله جعفر الصادق …

            وإنما لقب بالصادق لصدقه في مقالته ، وله كلام نفيس في علم التوحيد وغيرها ، وقد ألف تلميذه جابر بن حيّان كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائله وهي خمسمائة رسالة .


































            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              من مواعظ إمامنا الصادق (عليه السلام)


              قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل بن عمر الجعفي: أوصيك بستّ خصال تبلّغهنّ شيعتي. قال: وما هي يا سيّدي؟ فقال عليه السلام: أداء الأمانة إلى من ائتمنك، وأن ترضى لأخيك ما ترضى لنفسك، واعلم أنّ للأمور أواخر، فاحذر العواقب، وأنّ للأمور بغتات، فكن على حذر، وإيّاك ومرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر وعرا، ولا تعدنّ أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه.
              وقال سلام الله عليه :إيّاكم وعشرة الملوك وأبناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم، ويعقّبكم نفاقا، وذلك داء رديّ لا شفاء له، ويورث قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع. وعليكم بالإشكال من النّاس والأوساط من النّاس، فعندهم تجدون معادن الجواهر، وإيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا، فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه، ولم يشف غيظه، واستصغر نعمة الله عنده، فيقلّ شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا، ولمزيده مستوجبا، ولجوده ساكنا.
              وقال سلام الله عليه :تزاوروا، فإنّ في زيارتكم إحياء لقلوبكم، وذكرا لأحاديثنا، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن تركتموها ظللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم.



              عظم الله لكم الاجر جميعا ورزقكم حسن المواساة والشفاعة


              تعليق


              • #8
                السلام عليكم عظم الله لكم الاجر بمصابه الجلل ونشكركم وسدد الله خطاكم لكل خير وصلاح وزادكم الله علما وتقربا ونورا ونفعنا الله بماقدمتم ونشكر مقدمه البرنامج لاختيار الموضوع وجعلها في ميزان حسناتكم وشكرنا للاخت كادر المجلة المتواصلة بالمنتدى دائما

                والاخت كاتبة الموضوع نوال عطية



                قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أول عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه ، إن خيراً فخيرا وإن شرا فشرا ، وأولتحفة المؤمن أن يغفر الله له ولمن تبع جنازته ،



                ثم قال ( عليهالسلام ) : يا فضل .. لا يأتي المسجد من كل قبيلة إلا وافدها ، ومن كل أهل بيت إلانجيبها .
                يا فضل .. لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنة ، وإما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء الدنيا ، وإما أخ يستفيده في الله عز وجل.


                ثم قال : قال رسول الله : (ما استفاد امرؤمسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله)،




                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

                  اهلا بالاخت الغالية علينا ام سارة العزيزة وحمدالله على السلامة

                  نسأل الله لكم قبول الاعمال والزيارة ...

                  ها قد عدتِ الى محورك الارقى والانقى ونحن معك ان شاءلله..

                  في هذه الايام نعيش ذكرى استشهاد الامام الصادق عليه السلام الذي ترك

                  جرحا لايبرأ في قلوب شيعته الى هذا اليوم ..

                  السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا..

                  يبكي المنبر لفراقه وتبكي الجامعة لفقد عميدها...

                  تعليق


                  • #10
                    الأُمةُ الإسلامِيَّةُ فِي عَصرِ الإمَامِ الصَّادِق عليه السلام
                    الإمام الصادق عليه السلام هو سادس أئمة أهل البيت, عاش في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية, حيث كان الناس منشغلين عن الدين والمجتمع, منهكين بالملذّات, فكان هذا الوضع مناسباً لظهور قيادات فاسدة, ومذاهب باطلة, وأفكار إلحادية, أمثال الزنادقة غرضها هدم الدين وشريعة سيّد المرسلين صلى الله عليه واله, فازدادت محنة الناس, واشتد البلاء عليهم؛ من هنا وجد الإمام أنه مسؤولٌ على إحياء دين جدّه المصطفى صلى الله عليه واله, ولكن هذه المَهمة صعبة تحتاج إلى دولة تقضي على هذه المفاسد, وهو لم يكن يمتلك هذه الدولة، فكيف استطاع الإمام النهوض بهذه المسؤولية الضخمة؟
                    بعد أن استوعب الإمام الواقع الفكري والعملي, والظروف السياسية المحيطة به, رأى أن الظهور بالسيف غير كافٍ لإقامة حكم الإسلام.
                    فإن إقامة حكم الإسلام لا يتوقف على إقامة حملة عسكرية, بل يتوقف على إعداد جيش عقائدي يؤمن بالإمام وعصمته إيماناً مطلقاً, ويعي أهدافه الكبيرة.
                    كان الإمام يؤمن أن تسلّم السلطة وحده لا يكفي، ولا يمكن تحقيق عملية التغيير ما لم تكن هذه السلطة مدعومة بقواعد شعبية واعية، تعي أهداف تلك السلطة، وتؤمن بنظريتها في الحكم. وأمام هذا الواقع كان لابدّ من تخطيط سريع يتجه نحو هدفين، الأول: بناء قاعدة شعبية لمواجهة الانحراف بناءً واعياً؛ لتكون أداة تنظيمية لنشر أفكاره وبثّ مبادئه، والثاني: العمل على تحريك ضمير الأمة الإسلامية وإرادتها، وكسب ثقتها.
                    فتح الإمام عليه السلام أبواب مدرسته الكبرى في مدينة جدّه المصطفى أولاً، ومن ثَمّ في الكوفة؛ لإقامة الكيان الفكري للإسلام.
                    وقد كانت هذه المدرسة تبني عقولاً، وتنشئ أجيالاً، وتؤسّس صروحاً من العلم والمعرفة، وكانت دستوراً كاملاً للحياة.
                    وضمّت هذه المدرسة 4000 طالب التحقوا بها من مختلف البلدان الإسلامية، وصار بعضهم رؤساء المذاهب الإسلامية كأبي حنيفة إمام المذهب الحنفي، صاحب المقولة المشهورة: (لولا السنتان لهلك النعمان)، أي السنتان اللّتان تتلمذ فيهما على يد الإمام الصادق عليه السلام.
                    أمّا الدروس فكانت متنوعة: كتفسير القرآن، والفقه، والحديث، والقضاء، والفلسفة، والحكمة، والكيمياء، والطب، والرياضيات، والأخلاق.. وأسّس الإمام أيضاً القواعد الأصولية مثل: قاعدة الاستصحاب، والبراءة، والأصالة، والاحتياط وكذا القواعد الفقهية مثل: قاعدة الفراغ، وقاعدة لا ضرر ولا ضرار؛ لتُساعد الطالب على استنباط الحكم الشرعي.
                    ثم اتجه الإمام بعد أن أرسى وثبّت قواعد الإسلام الصحيحة في نفوس الناس إلى مقارعة الأفكار الفاسدة والتيارات المنحرفة بالبراهين والحُجج الواضحة.
                    فوجّه طلابه إلى الاختصاص في العلوم التي يحتاجها الناس، فكان هشام بن الحكم قد توجه بأمر الإمام عليه السلام إلى محادثة الناس في العقائد وعلم الكلام، وكان يُحسن طريقة الكلام مع المخالفين، ووجّه عليه السلام أبان بن تغلب وزرارة إلى الفقه وعلم الأصول، ووجّه عليه السلام جابر بن حيان إلى الكيمياء والطب وهكذا..
                    يعود السبب في نجاح هذه الحركة العلمية الكبيرة إلى شخصية الإمام العظيمة، وكذلك إلى ضعف السلطة، فخفّ الضغط على الإمام عليه السلام علماً أن الأمويين والعباسيين لم يسمحوا لأيّ إمام أن تظهر جهوده وقابليته دفاعاً عن الإسلام، بل كانوا يلاحقونهم ويطاردون شيعتهم؛ ولهذا فإن المنصور العباسي حينما رأى في الإمام علمه وفضله وكبر سنّه وقربه من رسول الله صلى الله عليه واله وبمجرد أن استقر له الأمر دَسّ له السم، وكان يوم وفاته كأنه يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه واله، ولما دنت منه الوفاة جمع الأقارب والمقرّبين منه ووجّههم إلى هذا الحديث: "..لا ينال شفاعتنا مَن استخف بالصلاة..".(1)
                    هكذا انتهت حياة هذا الإمام العظيم الذي ملأ الدنيا علماً وفضلاً ونوراً.
                    ................................
                    (1) الكافي: ج3، ص325.

                    فوزية سعد
                    تم نشره في رياض الزهراء العدد 85

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X