لَقَد أكّدَتْ المَرجَعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفَةُ العُليَا في النَجَفِ الأشرَفِ
اليَومَ , الجُمْعَةَ , الرابعِ والعشرين مِنْ شهرِ شَوّالِ ,1437 هجري,
المُوافقَ , ل, التاسِعِ والعشرين مِنْ , تَموز ,2016م .
وعلى لِسَانِ , وكيلِها الشَرعي , الشيخ عبد المَهْدي الكَربَلائي
, خَطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ.
على أمرَين مُهمَين :
الأمرُ الأوَّلُ :
_______
قَالَ اللهُ تَعَالى في مُحكَمِ كتابهِ العَزيزِ :
((لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) (96), النساء .
لَقَدْ عَظّمَتْ النصوصُ الشَريفةُ الجِهَادَ في سبيلِ اللهِ وأهله وفضله
(عن أبي عبد الله , الإمامِ الصادقِ - عليه السلام - قال :
قالَ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) :
فوق كُلِّ ذي بِّرٍ , برِ ، حتى يُقتَلَ الرَجِلُ في سبيلِ اللهِ
فإذا قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فليس فوقه برِ)
وعن الإمامِ عَليّ بن أبي طالبٍ - عليه السلام – أنّه قال :
(أما بعدُ , فإنّ الجِهادَ بابٌ من أبوابِ الجنةِ فتحه اللهُ لخاصةِ
أوليائه , وهو لباسُ التقوى ودرعُ اللهِ الحصينةِ وجنته الوثيقة
فمَنْ تركه رغبةً عنه ألبسه اللهُ ثوبَ الذلِّ وشمله البلاءُ )
.... وفي عصرِنا الحَاضرِ ,قد كَتَبَ اللهُ تعالى على العراقيين أنْ يُجاهدوا بأنفسهم وأموالهم دفاعاً عن الأرض والعِرضِ والمُقدّساتِ
أمام هَجمَةِ الدواعش المُجرمين , فهبوا شَباباً وشيبا
وتسابقوا إلى جبهاتِ القتالِ
, وقد قَدّموا التضحياتِ الكثيرةَ وحققوا انتصاراتٍ مُهمّةً ,
ونَسألُ اللهَ تعالى لهم أنْ يُباركَ لهم ويُمكنَهم في القريبِ العَاجِلِ
مِنْ تحريرِ باقي الأراضي مِنْ دنسِ الإرهابِ الداعشي .
الأمرُ الثاني :
_______
نَوِدُّ أنْ نَقُصَّ عليكم قِصَةَ المُجاهِدِ العراقي الشَهيدِ
لِنستَلهمَ منها العِبرَ والدروسَ في واقعنا الراهنِ .
إنّها حِكايةُ رجلٍ مِنْ رجالِ اللهِ في َمَعركةِ الجِهادِ للدفاعِ عن الوطن ومُقدّساته , قد خَتمَ اللهُ له بالشهادةِ وحُسنِ العاقبةِ .
قصته تَحملُ مَبادئً ساميةً مَليئةً بالإيثارِ والجِهَادِ .
هو مواطنٌ بَسيطٌ لا يَملكُ شيئاً من هذه الدنيا
إلاَّ زوجةٌ صالحةٌ وثلاثةُ أولادٍ , صِغارٍ مَرضَى .
خَرَجَ الشَهيدُ مِنْ داره حَامِلاً هُموماً أثقلتْ كاهله مُتوجهاً لسَاحَاتِ القتالِ ضدَّ داعشٍ الإجراميةِ.
استوقفه أحدُ جيرانه والذين عاشروه وعرفوه بحُسنِ الخُلقِ وسَمَاعِ صوته الذي يُرتلُ القرآنَ وفصولَ الأذانِ.
ودّعَّ جاره مُوصياً إياه بوالديه المُسنَين وأطفاله .
قد خَيّرَ نفسه بين رعايةِ أولاده الثلاثةِ المَرضى وبين الدفاعِ عن الوطنِ .
وهنا قد سمَعَ صوتَ زوجته الصَابرةِ المُؤمنةِ
وهي تقولُ له مُستنهضَةً لعزيمته , لا تقلق فللأطفال أمهاتٌ
ولا بُدّ للوطنِ مِنْ رجالٍ يُدافعون عنه .
تَذكَرْ إمامَكَ الحُسَين – عليه السلامُ – هل تَركَ القتالَ ليبقى مع وَلدِه العَليلِ ( زين العابدين ) عليه السلام ؟
وهل تركه لأجلِ ابنته فاطمة ؟
فقد تَرَكَ الإمامُ الحُسَين- عليه السلامُ – لنا دَرسَاً في هجرةِ الأهلِ والأحبابِ لتأديةِ الواجبِ ؟
اذهبْ يا زوجي للجبهةِ ولا يُهمّكَ .
أين هي مِنْ أمراضٍ أصَابَتْ نفوساً قد خَانَتْ الأمانةَ في وطنها
وأصابتْ ضمائرَ خَذَلتْ الشَعبَ .
اذهبْ وناصرْ أخوتكَ المُجَاهدين لتمنعَ الدواعشَ المُجرمين
مِنْ تدنيسِ أرضنا ومُقدسَاتنا وأعراضنا .
إنّ جهودكم أيهُّّا المُجاهدون الغيارى وتضحياتكم هي التي ترسمُ
مُستقبلنا بالعزِّ والكرامةِ.
فسَارَعَ هذا البطلُ الشَهيدُ لسَاحَاتِ القتالِ حتى نالَ وسامَ الشهادةِ والشرفِ والكرامةِ تاركاً وراءه زوجةً مؤمنةً صَابِرةً وأطفالاً ثلاثةً مرضى
, مُستخلفاً اللهُ عليهم.
لتَقرَّ عينه بلقياهم عند مَليكٍ مُقتدرٍ .
هذه قصةُ شَهيدٍ مِنْ الشُهداءِ الكرامِ والتي تَحمِلُ كُلَّ معاني الإيثارِ
والترفعِ عن الدنيا وغرورها.
هو مواطنٌ عاديٌ لم يحصل في هذا الوطنِ وحكومته على مُستلزماتِ العيشِ الكريمِ ولا حتى العلاجَ لأولاده ولم يمنعه ذلك كلّه
من تلبيةِ نداء الدين والوطنِ.
وإننا نَستصغرُ أنفسنا ونشعرُ بالخجلِ أمامَ هذه النماذجِ الرائعةِ من المُجَاهدين العراقيين الغيارى الذين بَلغوا القمةَ في جِهادهم وتضحياتهم .
ونقفُ لهم إجلالاً وإكباراً وهم أسوةٌ لنا جميعاً .
ولكن في المُقابلِ وللأسفِ هناك آخرون يلهثون وراء الحصولِ على الامتيازاتِ الدنيوية والمادية ,
في حين كانَ الأجدرُ بهم أنْ يكونَ فيهم شبهٌ مِنْ هؤلاءِ المُجاهدين الكرامِ في التضحيةِ ولكنهم أبوا أنْ يكونوا كذلك .
______________________________________________
عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهْدي في العَالَمين مِنْ قَريبٍ
وجَعلنَا مِنْ أنصَاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
وحَفَظَ ونَصَرَ قواتَنَا المُجَاهِدَةَ وحَشْدَنَا المُقَاوِمَ .
والرَحمَةُ والرضوانُ على شُهدائِنا الأبرارِ
______________________________________________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النَجَفُ الأشرَفُ .
______________________________________________
الجُمعةُ – الرابعُ والعشرون مِنْ شَهْرِ شَوّال - 1437 هجري .
التاسِعُ والعشرون مِنْ تَموز - 2016 م .
___________________________________________
اليَومَ , الجُمْعَةَ , الرابعِ والعشرين مِنْ شهرِ شَوّالِ ,1437 هجري,
المُوافقَ , ل, التاسِعِ والعشرين مِنْ , تَموز ,2016م .
وعلى لِسَانِ , وكيلِها الشَرعي , الشيخ عبد المَهْدي الكَربَلائي
, خَطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشَريفِ.
على أمرَين مُهمَين :
الأمرُ الأوَّلُ :
_______
قَالَ اللهُ تَعَالى في مُحكَمِ كتابهِ العَزيزِ :
((لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) (96), النساء .
لَقَدْ عَظّمَتْ النصوصُ الشَريفةُ الجِهَادَ في سبيلِ اللهِ وأهله وفضله
(عن أبي عبد الله , الإمامِ الصادقِ - عليه السلام - قال :
قالَ رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) :
فوق كُلِّ ذي بِّرٍ , برِ ، حتى يُقتَلَ الرَجِلُ في سبيلِ اللهِ
فإذا قُتِلَ في سبيلِ اللهِ فليس فوقه برِ)
وعن الإمامِ عَليّ بن أبي طالبٍ - عليه السلام – أنّه قال :
(أما بعدُ , فإنّ الجِهادَ بابٌ من أبوابِ الجنةِ فتحه اللهُ لخاصةِ
أوليائه , وهو لباسُ التقوى ودرعُ اللهِ الحصينةِ وجنته الوثيقة
فمَنْ تركه رغبةً عنه ألبسه اللهُ ثوبَ الذلِّ وشمله البلاءُ )
.... وفي عصرِنا الحَاضرِ ,قد كَتَبَ اللهُ تعالى على العراقيين أنْ يُجاهدوا بأنفسهم وأموالهم دفاعاً عن الأرض والعِرضِ والمُقدّساتِ
أمام هَجمَةِ الدواعش المُجرمين , فهبوا شَباباً وشيبا
وتسابقوا إلى جبهاتِ القتالِ
, وقد قَدّموا التضحياتِ الكثيرةَ وحققوا انتصاراتٍ مُهمّةً ,
ونَسألُ اللهَ تعالى لهم أنْ يُباركَ لهم ويُمكنَهم في القريبِ العَاجِلِ
مِنْ تحريرِ باقي الأراضي مِنْ دنسِ الإرهابِ الداعشي .
الأمرُ الثاني :
_______
نَوِدُّ أنْ نَقُصَّ عليكم قِصَةَ المُجاهِدِ العراقي الشَهيدِ
لِنستَلهمَ منها العِبرَ والدروسَ في واقعنا الراهنِ .
إنّها حِكايةُ رجلٍ مِنْ رجالِ اللهِ في َمَعركةِ الجِهادِ للدفاعِ عن الوطن ومُقدّساته , قد خَتمَ اللهُ له بالشهادةِ وحُسنِ العاقبةِ .
قصته تَحملُ مَبادئً ساميةً مَليئةً بالإيثارِ والجِهَادِ .
هو مواطنٌ بَسيطٌ لا يَملكُ شيئاً من هذه الدنيا
إلاَّ زوجةٌ صالحةٌ وثلاثةُ أولادٍ , صِغارٍ مَرضَى .
خَرَجَ الشَهيدُ مِنْ داره حَامِلاً هُموماً أثقلتْ كاهله مُتوجهاً لسَاحَاتِ القتالِ ضدَّ داعشٍ الإجراميةِ.
استوقفه أحدُ جيرانه والذين عاشروه وعرفوه بحُسنِ الخُلقِ وسَمَاعِ صوته الذي يُرتلُ القرآنَ وفصولَ الأذانِ.
ودّعَّ جاره مُوصياً إياه بوالديه المُسنَين وأطفاله .
قد خَيّرَ نفسه بين رعايةِ أولاده الثلاثةِ المَرضى وبين الدفاعِ عن الوطنِ .
وهنا قد سمَعَ صوتَ زوجته الصَابرةِ المُؤمنةِ
وهي تقولُ له مُستنهضَةً لعزيمته , لا تقلق فللأطفال أمهاتٌ
ولا بُدّ للوطنِ مِنْ رجالٍ يُدافعون عنه .
تَذكَرْ إمامَكَ الحُسَين – عليه السلامُ – هل تَركَ القتالَ ليبقى مع وَلدِه العَليلِ ( زين العابدين ) عليه السلام ؟
وهل تركه لأجلِ ابنته فاطمة ؟
فقد تَرَكَ الإمامُ الحُسَين- عليه السلامُ – لنا دَرسَاً في هجرةِ الأهلِ والأحبابِ لتأديةِ الواجبِ ؟
اذهبْ يا زوجي للجبهةِ ولا يُهمّكَ .
أين هي مِنْ أمراضٍ أصَابَتْ نفوساً قد خَانَتْ الأمانةَ في وطنها
وأصابتْ ضمائرَ خَذَلتْ الشَعبَ .
اذهبْ وناصرْ أخوتكَ المُجَاهدين لتمنعَ الدواعشَ المُجرمين
مِنْ تدنيسِ أرضنا ومُقدسَاتنا وأعراضنا .
إنّ جهودكم أيهُّّا المُجاهدون الغيارى وتضحياتكم هي التي ترسمُ
مُستقبلنا بالعزِّ والكرامةِ.
فسَارَعَ هذا البطلُ الشَهيدُ لسَاحَاتِ القتالِ حتى نالَ وسامَ الشهادةِ والشرفِ والكرامةِ تاركاً وراءه زوجةً مؤمنةً صَابِرةً وأطفالاً ثلاثةً مرضى
, مُستخلفاً اللهُ عليهم.
لتَقرَّ عينه بلقياهم عند مَليكٍ مُقتدرٍ .
هذه قصةُ شَهيدٍ مِنْ الشُهداءِ الكرامِ والتي تَحمِلُ كُلَّ معاني الإيثارِ
والترفعِ عن الدنيا وغرورها.
هو مواطنٌ عاديٌ لم يحصل في هذا الوطنِ وحكومته على مُستلزماتِ العيشِ الكريمِ ولا حتى العلاجَ لأولاده ولم يمنعه ذلك كلّه
من تلبيةِ نداء الدين والوطنِ.
وإننا نَستصغرُ أنفسنا ونشعرُ بالخجلِ أمامَ هذه النماذجِ الرائعةِ من المُجَاهدين العراقيين الغيارى الذين بَلغوا القمةَ في جِهادهم وتضحياتهم .
ونقفُ لهم إجلالاً وإكباراً وهم أسوةٌ لنا جميعاً .
ولكن في المُقابلِ وللأسفِ هناك آخرون يلهثون وراء الحصولِ على الامتيازاتِ الدنيوية والمادية ,
في حين كانَ الأجدرُ بهم أنْ يكونَ فيهم شبهٌ مِنْ هؤلاءِ المُجاهدين الكرامِ في التضحيةِ ولكنهم أبوا أنْ يكونوا كذلك .
______________________________________________
عَجّلَّ اللهُ تعالى فَرَجَ إمامنا المَهْدي في العَالَمين مِنْ قَريبٍ
وجَعلنَا مِنْ أنصَاره الذابيِّنَ والمُستَشهَدين بين يديه .
وحَفَظَ ونَصَرَ قواتَنَا المُجَاهِدَةَ وحَشْدَنَا المُقَاوِمَ .
والرَحمَةُ والرضوانُ على شُهدائِنا الأبرارِ
______________________________________________
تَدوينُ – مرتضى علي الحلي – النَجَفُ الأشرَفُ .
______________________________________________
الجُمعةُ – الرابعُ والعشرون مِنْ شَهْرِ شَوّال - 1437 هجري .
التاسِعُ والعشرون مِنْ تَموز - 2016 م .
___________________________________________
تعليق