بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لابد أن نتعرض لنظريّة يذكرها علماءُ الاجتماع هنا نربط بها مسألة السّعادة الحقيقيّة والسّعادة الوهميّة، وهي: نظرية امتداد الوجود، ما هو معنى نظرية امتداد الوجود؟
الإنسان منذ ولادته وُلِدَ وهو يحمل أقوى غريزة يعيشها ألا وهي غريزة حبّ الحياة، لا يوجد إنسانٌ لا يحب الحياة، كلّ إنسان يحب البقاء، يحبّ الحياة، يحبّ الوجود، غريزة حبّ الحياة أقوى غريزة تهيمن على مسار الإنسان وسلوك الإنسان، لكن هذه الغريزة - غريزة حب الحياة - تتنوع مظاهرها وتختلف مبرزاتها اختلافَ عمر الإنسان، كيف الطفل يعبر عن غريزة حب الحياة؟! بعد ذلك عندما يصير شابًا سوف يتخذ تعبيرًا آخر عن غريزة حبّ الحياة، عندما يصير كهلاً سوف يتخذ تعبيرًا ثالثًا عن غريزة حبّ الحياة، غريزة حبّ الحياة متأصّلة في الإنسان لكنّ مظاهرها تختلف باختلاف عمر الإنسان، والتعبير عنها يختلف باختلاف عمر الإنسان.
وهذا ما أشارت إليه الآية المباركة: ﴿أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾
، هذا التقسيم يشير إلى تقسيم زمني لا إلى تقسيم صفتي، يعني: ليس الإنسان في وقتٍ واحدٍ هو عنده لعبٌ وعنده لهوٌ وعنده زينة وعنده تفاخرٌ وعنده تكاثرٌ، لا، هذه ليس كلها في وقتٍ واحدٍ، هذه تشير إلى مراحل يمرّ بها الإنسانُ منذ طفولته إلى كهولته، وهذه المراحل التي يمرّ بها الإنسانُ هي تعبير عن غريزة حب الحياة، كيف يتعامل هذا الإنسان مع الحياة؟ كيف يعبّر عن غريزته في حبّ الحياة؟ هذه المراحل تعبّر عنها.
الطفل ابن سبع سنوات إلى سبع سنوات من عمره مثلاً، هذا يعيش مرحلة اللعب، ﴿أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ﴾، يبدأ باللعب، اللعب هو التعبير الأول لغريزة حب الحياة، لا يرى الحياة إلا بهجة ومتعة يعبّر عن حبه لها من خلال اللعب.
يتجاوز مرحلة الطفولة، يدخل مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة، يتّجه إلى تعبير آخر: اللهو، اللهو هو أن تنشغل بالأمر الثانوي عن الأمر الأولي، تنشغل بالأمر الثانوي عن الأمر الأساسي، هذا يقال له: لهو، الإنسان في بداية المراهقة يفكّر في أمور يظنّ أنها عظيمة وأساسية وضرورية وهي لا تعدو أن تكون أمورًا ثانوية في حياته وليست أمورًا أساسية، إذن انتقل في تعبيره عن غريزة حبّ الحياة إلى مرحلة اللهو.
بعد ذلك يتجاوز هذه المرحلة، بعد العشرين أو في العشرين من عمره يصل إلى مرحلة الزينة، يبدأ بالتفكير في الزينة، كيف يعني زينة؟! الزوجة الجميلة، السيارة الفخمة، المنزل الفخم، الشكل اللطيف، الصورة البهيّة، يبدأ الإنسانُ بالتفكير في هذه الفترة من عمره في الزينة، كيف يظهر بزينة جميلة مبهجة، من خلال زوجته، سيارته، بيته، لباسه، شكله... هذه المرحلة أيضًا تعبيرٌ عن غريزة حب الحياة، لكن تعبير يتناسب مع عمره ويتناسب مع ذهنه.
إذا تجاوز هذه المرحلة وصل ما يقارب الأربعين من عمره، بدأ بالتركيز على المجد، الفخر بعائلته، الفخر بتجربته، الفخر ببلده، الفخر بنسبه، الفخر بأي شيء يظنّ أنّه منشأ للفخر، ﴿وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾.
فإذا تجاوز هذه المرحلة وصل إلى مرحلة ما نسمّيها بنظرية امتداد الوجود، يعني ماذا امتداد الوجود؟
الإنسان بمجرد أن يبلغ الأربعين من عمره يبدأ يشعر بالخطر، خطر يعني: أنّ ما مضى أكثر ممّا بقي، إذن الأجل آتٍ، بما أنّه يشعر بنقطة الخطر يبدأ بالتخطيط للوجود، كيف يبقى وجوده بعد موته؟! وجودي سينتهي، الوجود المادي العنصري الذي أعيش به سينتهي، سيضمحل خلال عشرين، ثلاثين سنة، كيف أمدّ وجودي لما بعد موتي؟! كيف أحقق لنفسي وجودًا واسعًا ممتدًا يبقى حتى بعد موتي، حتى بعد رحيلي؟!
تأتي هنا نظرية امتداد الوجود: اندافع الإنسان لامتداد الوجود نابعٌ من غريزة حبّ الحياة، يرى أنّ الحياة القصيرة التي عاشها لا تفي بإشباع غريزته، فهو يحتاج إلى حياة أطول ووجود أوسع، وهذا الوجود الأوسع لا يتحقق إلا بالأموال والأولاد، عندما يؤسّس شركاتٍ باسمه يظنّ أنّ بقاء الشركات باسمه بقاءٌ له، بقاءٌ لوجوده، فهو باقٍ بعد موته من خلال شركاته، مؤسساته، اسمه، هو باقٍ بعد موته من خلال أبنائه ونسله وأحفاده، يخطط الإنسان لامتداد الوجود انطلاقًا من غريزة حب الحياة، ﴿وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾.
من هنا نفهم أنّ الإنسان يعتقد أنّ السعادة في امتداد الوجود، كلما ملك امتدادًا في الوجود المادي من حيث الأولاد والأموال إذن ملك سعادة! كلما حُرِمَ من هذه السّعة الماديّة - ما حصل على أولاد، أو ما حصل على أموال - إذن هو لم يملك سعادة! يعتقد الإنسان أنّ سعادته في هذا الامتداد من خلال الولد ومن خلال الأموال، لكنّ هذه بنظر القرآن الكريم سعادة وهميّة، ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ ، ويقول في آية أخرى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ ،
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لابد أن نتعرض لنظريّة يذكرها علماءُ الاجتماع هنا نربط بها مسألة السّعادة الحقيقيّة والسّعادة الوهميّة، وهي: نظرية امتداد الوجود، ما هو معنى نظرية امتداد الوجود؟
الإنسان منذ ولادته وُلِدَ وهو يحمل أقوى غريزة يعيشها ألا وهي غريزة حبّ الحياة، لا يوجد إنسانٌ لا يحب الحياة، كلّ إنسان يحب البقاء، يحبّ الحياة، يحبّ الوجود، غريزة حبّ الحياة أقوى غريزة تهيمن على مسار الإنسان وسلوك الإنسان، لكن هذه الغريزة - غريزة حب الحياة - تتنوع مظاهرها وتختلف مبرزاتها اختلافَ عمر الإنسان، كيف الطفل يعبر عن غريزة حب الحياة؟! بعد ذلك عندما يصير شابًا سوف يتخذ تعبيرًا آخر عن غريزة حبّ الحياة، عندما يصير كهلاً سوف يتخذ تعبيرًا ثالثًا عن غريزة حبّ الحياة، غريزة حبّ الحياة متأصّلة في الإنسان لكنّ مظاهرها تختلف باختلاف عمر الإنسان، والتعبير عنها يختلف باختلاف عمر الإنسان.
وهذا ما أشارت إليه الآية المباركة: ﴿أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾
، هذا التقسيم يشير إلى تقسيم زمني لا إلى تقسيم صفتي، يعني: ليس الإنسان في وقتٍ واحدٍ هو عنده لعبٌ وعنده لهوٌ وعنده زينة وعنده تفاخرٌ وعنده تكاثرٌ، لا، هذه ليس كلها في وقتٍ واحدٍ، هذه تشير إلى مراحل يمرّ بها الإنسانُ منذ طفولته إلى كهولته، وهذه المراحل التي يمرّ بها الإنسانُ هي تعبير عن غريزة حب الحياة، كيف يتعامل هذا الإنسان مع الحياة؟ كيف يعبّر عن غريزته في حبّ الحياة؟ هذه المراحل تعبّر عنها.
الطفل ابن سبع سنوات إلى سبع سنوات من عمره مثلاً، هذا يعيش مرحلة اللعب، ﴿أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ﴾، يبدأ باللعب، اللعب هو التعبير الأول لغريزة حب الحياة، لا يرى الحياة إلا بهجة ومتعة يعبّر عن حبه لها من خلال اللعب.
يتجاوز مرحلة الطفولة، يدخل مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة، يتّجه إلى تعبير آخر: اللهو، اللهو هو أن تنشغل بالأمر الثانوي عن الأمر الأولي، تنشغل بالأمر الثانوي عن الأمر الأساسي، هذا يقال له: لهو، الإنسان في بداية المراهقة يفكّر في أمور يظنّ أنها عظيمة وأساسية وضرورية وهي لا تعدو أن تكون أمورًا ثانوية في حياته وليست أمورًا أساسية، إذن انتقل في تعبيره عن غريزة حبّ الحياة إلى مرحلة اللهو.
بعد ذلك يتجاوز هذه المرحلة، بعد العشرين أو في العشرين من عمره يصل إلى مرحلة الزينة، يبدأ بالتفكير في الزينة، كيف يعني زينة؟! الزوجة الجميلة، السيارة الفخمة، المنزل الفخم، الشكل اللطيف، الصورة البهيّة، يبدأ الإنسانُ بالتفكير في هذه الفترة من عمره في الزينة، كيف يظهر بزينة جميلة مبهجة، من خلال زوجته، سيارته، بيته، لباسه، شكله... هذه المرحلة أيضًا تعبيرٌ عن غريزة حب الحياة، لكن تعبير يتناسب مع عمره ويتناسب مع ذهنه.
إذا تجاوز هذه المرحلة وصل ما يقارب الأربعين من عمره، بدأ بالتركيز على المجد، الفخر بعائلته، الفخر بتجربته، الفخر ببلده، الفخر بنسبه، الفخر بأي شيء يظنّ أنّه منشأ للفخر، ﴿وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾.
فإذا تجاوز هذه المرحلة وصل إلى مرحلة ما نسمّيها بنظرية امتداد الوجود، يعني ماذا امتداد الوجود؟
الإنسان بمجرد أن يبلغ الأربعين من عمره يبدأ يشعر بالخطر، خطر يعني: أنّ ما مضى أكثر ممّا بقي، إذن الأجل آتٍ، بما أنّه يشعر بنقطة الخطر يبدأ بالتخطيط للوجود، كيف يبقى وجوده بعد موته؟! وجودي سينتهي، الوجود المادي العنصري الذي أعيش به سينتهي، سيضمحل خلال عشرين، ثلاثين سنة، كيف أمدّ وجودي لما بعد موتي؟! كيف أحقق لنفسي وجودًا واسعًا ممتدًا يبقى حتى بعد موتي، حتى بعد رحيلي؟!
تأتي هنا نظرية امتداد الوجود: اندافع الإنسان لامتداد الوجود نابعٌ من غريزة حبّ الحياة، يرى أنّ الحياة القصيرة التي عاشها لا تفي بإشباع غريزته، فهو يحتاج إلى حياة أطول ووجود أوسع، وهذا الوجود الأوسع لا يتحقق إلا بالأموال والأولاد، عندما يؤسّس شركاتٍ باسمه يظنّ أنّ بقاء الشركات باسمه بقاءٌ له، بقاءٌ لوجوده، فهو باقٍ بعد موته من خلال شركاته، مؤسساته، اسمه، هو باقٍ بعد موته من خلال أبنائه ونسله وأحفاده، يخطط الإنسان لامتداد الوجود انطلاقًا من غريزة حب الحياة، ﴿وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾.
من هنا نفهم أنّ الإنسان يعتقد أنّ السعادة في امتداد الوجود، كلما ملك امتدادًا في الوجود المادي من حيث الأولاد والأموال إذن ملك سعادة! كلما حُرِمَ من هذه السّعة الماديّة - ما حصل على أولاد، أو ما حصل على أموال - إذن هو لم يملك سعادة! يعتقد الإنسان أنّ سعادته في هذا الامتداد من خلال الولد ومن خلال الأموال، لكنّ هذه بنظر القرآن الكريم سعادة وهميّة، ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ ، ويقول في آية أخرى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ ،
تعليق